محمود خيون
ربما مرت الأيام واللحظات من دون أن ندري أو تمر على الخاطر بكل اوجاعها والمها الذي يجوس نفوسنا وقلوبنا التي تعودت على ذلك الآدمي الرائع والوفي والصديق الصدوق..أنها مرت ونحن في غفلة عنها…
واليوم تمر علينا ذكرى عزيزة تجدد مناظرها ووقاعها في كل صولة خيال وفكرة جامحة تذهب بخيالنا إلى أوسع الحدود.. هي ذكرى رحيلك أبا ظافر العزيز إسماعيل زاير الذي امتزج أسمك مع بروحنا وبعقلنا..أنها عشرت عمر تمتد إلى سنوات من العمل المتواصل الذي رافقه سيل من المصاعب والمشكلات والخصامات التي سرعان ما تنجلي عن نفوسنا الطيبة…
اليوم اربعينيتك أيها العزيز…
ويحق لنا في هذا اليوم أن نفتح قلوبنا وذاكرتنا لكل شيء جميل ولحظات هانئة عشناها معك..
أيها الراحل عنا والحاضر في ضمائرنا وقلوبنا المتلهفة للقاءك الحميم…
مازلت أتذكر كيف كان لقاؤنا بعد الأحداث التي تلت عام ٢٠٠٣ حين اتصل بي صديقي وزميلي الروائي والقاص الكبير عبد الستار البيضاتي ليخبرني بأن مشروع تأسيس جريدة مستقلة ويومية يعد له الان من قبل أشخاص متخصصين والمطلوب كادر مهني وحرفي متمرس وله خيرة في العمل الصحفي..وفي تلك الظروف والأوقات العصيبة ومن دون تردد رحبت بالفكرة واتفقنا على موعد في اليوم التالي من المخابرة…وفعلا تم اللقاء وذهبنا إلى مقر الجريدة المقترح في منطقة الصالحية، فوجدت مجموعة من الزملاء الاعزاء الذين لهم باع طويل في مهنة الصحافة ومنهمالزميل ماهر فيصل وغانم السعدي ومحمد الغزي ورياض شابا واكرم محمد علي وغيرهم ممن تخونني الذاكرة عن ذكر أسماءهم..وبعد الإجتماع مع الاستاذ إسماعيل زاير الذي رحب بنا وتعرف علينا لاننا فارقناه لسنوات طويلة بعد مغادرته البلاد.. وضعنا الخطة وبدأنا العمل وكان الزميل ماهر فيصل من المتميزين والنشطين والمتحمسين لسرعة إصدار العدد الأول من لاشيء لشحة الأخبار على الرغم من تحفظ الزملاء حسن العاني و عبد الستار البيضاتي على هذا الاندفاع السريع من قبل الزميل ماهر فيصل…ولكن وبعد أيام حدثت لي ظروف حرجة اضطرتني لترك العمل…وبعد فترة قصيرة طلب مني الزميل الروائي عبد الستار البيضاتي الإلتحاق بالعمل وبمقر الجريدة الجديد في الوزيرية مطبعة جريدة بابل..المقر الحالي لجريدة الصباح الحكومية. فوجدت الزملاء المرحوم تركي كاظم جودة أبا عادل قد انظم للعمل مع ناجي متعب وابو رحومي وطالب حنويت وملاذ الامين والزميلات شذى وشهلاء وغيرهن…وبدأت العمل في سكرتارية التحرير بعد استلام الزميل رياض شابا مسؤولية مدير التحرير بدلا من الاخ أكرم محمد علي( أبو لينا )..ولستمر عملنا حتى صارت ( الصباح ) صباحا مشرقا بجهود الجميع وبحبكة ومهنية و حرفية الأستاذ إسماعيل زاير الذي قدم لنا المساعدات والتسهيلات ومنحنا الثقة في العمل..صحيح واجهنا الكثير من الصعوبات والمشكلات وخاصة الوضع الامني المتدهور آنذاك وانفلاته وصعوبة الوصول إلى مقر الجريدة والتحديات الأخرى إذ تعرضت الجريدة إلى اعتداءات مسلحة ولكن تجاوزنا ذلك بالصبر والحكمة واستمر العمل على قدم وساق…
وفي عام ٢٠٠٤حدثت مشكلات مع الجهات المشرفة على الجريدة مما أضطر الأستاذ اسماعيل زاير إلى الانفصال والبدء بمشروع تأسيس جريدة جديدة اتفقنا فيما بعد على تسميتها بأسم ( الصباح الجديد ) وقد خيرنا وقتها المرحوم الأستاذ اسماعيل زاير ما بين البقاء في الصباح أو الإلتحاق بفريق الصباح الجديد…وهكذا كانت الرحلة الثانية من المشقة والتعب..اصدرنا العدد الأول بجهود إستثنائية في إعداد الأخبار..وشقت( الصباح الجديد ) طريقها ما بين مثيلاتها من الصحف المحلية وصارت أسما له مكانته…هذه هي بعض من تفصيلات الرحلتين مابين الصباح والصباح الجديد …ومع أستاذنا الرائع والمهني الخلوق المرحوم الأستاذ اسماعيل زاير. واستمر عملنا حتى موعد رحيلنا عنا في ٨/٢٩ /٢٠٢١ ذلك اليوم العاصف الذي ادمت فيه قلوبنا تلك الفاجعة… واليوم ونحن نحتفي باربعينية الراحل أبا ظافر..لا نقول وداعا، لأنه حاضر على الدوام بين نفوسنا وعقولنا التي استمدت منه المحبة والمعشر الطيب..
وفي هذه المناسبة الأليمة نعاهدك ياغالي بأن يظل أسمك لامعا ما بين الأسماء الكبيرة والمتميزة التي عززت دور الصحافة في البلاد…
نسأل آلله تعالى أن يمنحنا الصبر والسلوى لفراقك ياطيب وياصاحب وياصاحب المروءة والأخوة الصادقة…
لك الرحمة ومثواك جنة النعيم…