نجلاء صلاح الدين
مرت أربعون يوما على رحيلك و لم ترحل ذكرياتك ..
أتذكر اول مرة جئت فيها الى العمل في صحيفة “الصباح الجديد” وكنت متشحه بالسواد لوفاة ابي ، ولم يدر بخلدي في وقتها ان أبا آخر سيكون لي اسمه ” إسماعيل زاير ” ، والذي قال لي بعد ان عرف اني ارتدي السواد لوفاة ابي: انا ابوك الآخر… ومن ساعتها بدأت مشواري الصحفي؟
يوما بعد آخر، تجسدت كلمته واقعا، اذ احتضني بمعنى الكلمة بالمواقف والدروس والمواعظ الذي كان يسديها لي .
ستة عشر من سنوات الأمان مرت على معرفتي به رحمه الله، كان لي فيها سندا امام المشكل والمعوقات التي اعترضتني في العمل، ما اقسى ان يختطف منا منا أعز إنسان الى قلبنا و لكنها مشيئة الله و نحن لا نعترض على مشيئته.
أستـاذ إسماعيل زاير مهما كتبت ومهما ذكرت لا استطيع ان افيك حقك، فكل الكلمات لا يمكنها التعبير عما بداخلي بعـد فقدانـي الاحبـة، والدتـي وزوجـي وابـي الروحـي كمـا كنـت اسميـك.
كنت معاصرة لك في اغلب مفاصل سنواتك الأخير ووجدتك على الدوام، مسامحا، إنسانيا، ودودا، صديقا، واخا أبا لجميع كادر الصحيفة تلملم جروح منتسبيك وابنائك كما تسميهم ” بابا احمد ” بابا نجلاء ” هكذا كنت في تعاملك.
لطالما طالبتني ان أكون قوية، فتعلمت منك ان ابقى قوية، رحمك الله يا ابي واستاذي ومعلمي.