بابل ـ علي حسن:
صدر للطالبة الدكتورة حنين محمد عبيد السلطاني في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل كتاب ( بلاسم محمد.. الرؤيا والأثر ) شارك في مؤتمر جامعة العقبة في الأردن.
يُقدم كتاب الأثر الفني لبلاسم محمد مدونة بصرية ووثيقة تاريخية للفعل الجمالي الذي ينزع من الوقائع والظواهر الاشارات الفاعلة وينظمها في نسق يحتكم الى جملة من القواعد التي تفرضها طبيعة الموضوع الفني. في اطار المقاصد البنائية للسطح البصري واسلوب الاشتغال…في حراك داخل البيئة الثقافية والاجتماعية.
وبينت الدراسة أن هذا الحراك المشفوع بوعي تخصصي يحيط بمجمل التجربة وما يخرج منها من محمولات دلالية، وفاعلية التعبير المصاحب لعمليات الخلق الفني، ورصد التباينات حتمية الحضور في فعل الاشتغال وتجريبية الاداء.. وهذا تشهده تجربة الفنان متعدد الرؤى في الصياغات الاسلوبية أو في ادارة السطح البصري.
وأوضحت أن المساحة التي شهدت الحضور المثير لتجربة الفنان الراحل بلاسم محمد، والتي طرحت ولفظت كل ما هو مربك للنسق المؤطر لتجربته الفنية.. مؤسسة لثراء وغنى في خليقته الجمالية ..عوالم من الجمال المصنوع بإتقان ..العارف بأسرار العمل وشفراته وسننه، فهو يقوض سلطة المرئي لصالح اللا مرئي المعاد انتاجه وفك شفراته حيث ينزاح داخل بيئة يفترضها الفنان ويرسم خرائطها لتوازي عالم الحقيقة المادية وفق منطق تحدده تلك الصياغات البنائية المتنوعة في اشتغالها وطرائق اخراجها ..عوالم من السرد والحكايا التي تخلق امكنة وفضاءات جديدة منسوخة من عوالمه الرومانتيكية برؤيا قادرة ان ترصد كل حركة على السطح البصري وتمسك بها وتعيد تنظميها على وفق ميكانزم يؤكد فرادة تلك التجربة وخصوصيتها.
لذلك تضعنا هذه الدراسة قبالة مساحة ضوء في التشكيل العراقي المعاصر ليس على مستوى النتاج الفني، فحسب بل يتعداه العقل المفكر الفاحص تحليلا ونقدا للمشهد الفني والثقافي في العراق ويتعداه.
لقد ترك الراحل الفنان بلاسم محمد إرثا فنيا كبيرا وتراثا نقديا كاشفا وعبر ما تبناه من منهج لمباشرة التجربة الفنية في العراق، ممسكا بأنظمتها وسننها، وآلية اشتغالها ومحللا سننها وفك شفراتها وبيان دلالاتها، ومرجعياتها.