هل في حقيبتِكَ شمس؟

أديب كمال الدين

  • هل تبحث أنتَ عن نقطتكَ أيضاً؟

قالَ لي حرفي:
أصحيحٌ أنّكَ كلّما ضعتَ وجدتْكَ القصيدة؟
قلتُ: نعم.
قالَ: فإنْ لم تجدكَ القصيدةُ فمَن يجدك؟
قلتُ: أنت! نعم أنت!
قالَ الحرف: لا
فأنا أبحثُ عن روحي،
روحي التي سَمّيتُها نقطتي.
فهل تبحثُ أنتَ عن نقطتِكَ أيضاً؟

  • قطار التيه

قالَ لي حرفي:
لماذا تركبُ أبداً القطارَ الذي لا يصل؟
قلتُ: لا أدري. ولا أدري أنّهُ لا يصل.
قالَ: كيفَ لا تدري وقد أنفقتَ سبعين عاماً
في قطارٍ مرَّ بمحطّةِ الطفولةِ تائهاً
وبمحطّةِ الشّبابِ تائهاً
والكهولةِ تائهاً
حتّى وصلَ أخيراً إلى محطّةِ الضياع؟

  • قشّة الحلم

قالَ لي حرفي:
مَن دَلّكَ عَليَّ؟ مَن عَرّفكَ بي؟
قلتُ: كنتُ غريقاً
فأبصرتُكَ قشّةً تمسّكتُ بها.
قال: فهل نفعتك؟
قلتُ: حينَ أبصرتُكَ كنتُ نائماً أحلم
ولم أفقْ مِن حلمي بعد
لأعرفَ ماذا حدث
وماذا لم يحدث
وماذا بقي مِن الحكاية!

  • حين عبرنا البحر

قالَ لي حرفي:
ماذا حدثَ بعدَ أن عبرنا البحر؟
قلتُ: أردتُ أن أرقصَ رقصةَ الطوطم
وأركبَ غيمةَ السّرير.
قالَ: وهل فعلت؟
قلتُ: نعم ولا.
نعم لأنّني رقصت
ولا لأنّني سقطتُ من غيمةِ السّرير
حتّى كدتُ أكون من الهالكين
فتداركتْني مثل قبلة النّجاة
رحمةُ مَن وسعتْ رحمته العالمين.

*هل في حقيبتِكَ شمس؟


قالَ لي حرفي:
هل في حقيبتِكَ شمس؟
قلتُ: نعم.
قالَ :ستحرقُك!
قلتُ: بل أحرقتْني
حتّى تحوّلتُ يوماً إلى قصيدةٍ لا تنتهي
ويوماً إلى دمعةٍ لا تنتهي
ويوماً إلى رماد،
أعني تحوّلتُ إلى تمثالٍ من الرّماد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة