قصيدة غائمة

أحلام عثمان

أرتّب الوقت كيفما تشاء يدي
وكما يحتاج رغيف الصوت رغبة الكلام للنّضج
أدخل وقتك بقدم واحدة، أقفز من ردهة ضوء إلى عمق سرّك.
أرتّب فوضاك، فساتين النساء،
وقمصان رفاق شربوا كأس ندمك وغادروا.

أرّتب ذاكرتك،
رائحة الحليب حول حلمة متشققة
رائحة العلكة حول براعم الأصابع
رائحة الغار حول شاهدة رخامية
رائحة الحبر ملطّخة في كل مكان.
وصورة بالأبيض والأسود  للذاكرة.

أقشّر عن جسدي جلدك،
أحكّ صوتك بطرف اسمي
وأدخل عالمك  بخفّة 
مرايا مرايا مرايا
حشدٌ من أنت وانكسار هنا وهناك.

أنا نصفك النّظيف ربما، والدائم في المعاناة من عذابات ضميرك.


*******


نتساءل:
أين نمضي..
إلى أي منفى يجرّنا دمنا القاتم.

تركت يدي على وجه النهر
قلت للأسماك
هنا استريحي.
حينها تعلّمت أصابعي الموت
حينها عَلِمتُ أن حياتها قصيرة أيضًا
وولّادةٌ في آن.


*****


لا شيء يشبه شيئًا..
لا المكان
لا الوجوه
لا الوقت الغشّاش بين عمرين فارقين يتجهزان للحب
حتى الريح لا تشبه ريحها
في صخب الهبوب
وفي قصيدة غائمة كهذه، يكتبها ولد اللغة
بقلم رصاص.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة