حسين البلداوي وتجربة فنية جديدة في معرضه الشخصي الأخير

وداد إبراهيم

قدّم الفنان التشكيلي حسين البلداوي خلاصة تجربته الفنية التي امتدت لما يقارب الخمسين عامًا بين النحت والرسم، في معرضه الشخصي الحادي عشر، الذي حمل عنوان “دوامات في رحلتي”. تضمن المعرض 26 لوحة فنية وخمسة أعمال نحتية بمختلف الأحجام، مستخدمًا تقنيات وخامات متنوعة.

افتُتح المعرض صباح يوم السبت، السادس عشر من شهر تشرين الثاني الجاري، على قاعة “كولبنكيان” التابعة لدائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، بموقعها في الباب الشرقي بساحة الطيران. حضر الافتتاح الدكتور قاسم محسن، مدير عام دائرة الفنون العامة، إلى جانب جمهور كبير من المهتمين بالفن التشكيلي، والفنانين، والإعلاميين. يعد هذا المعرض مشروعًا جماليًا وخطابًا بصريًا يعبر عن تكوينات وأشكال ملونة.

تحدث البلداوي لـ”الصباح الجديد” من داخل المعرض قائلاً:

أقدم في هذا المعرض تجربة جديدة تختلف عن معارضي الشخصية السابقة. أعلن عن تجربة متواضعة تمتد إلى نصف قرن، ففي اللوحة شعر صامت وكلام غير منطوق، وهي تحمل هَمًّا إنسانيًا برؤى مبصرة. الرسم، كالشعر، قضية مرسومة بالألوان، وأعمالي تسعى لإيجاد صدى في نفوس تعاني كما أعاني من مشتركات في الحزن العميق، أطمح من خلال هذه الأعمال إلى إيصال رسالة تسهم في إصلاح ما خُرّب.

وتابع البلداوي: أما النحت، فهو تجربة جديدة تعتمد على تحويل شكل ومضمون لوحة مرسومة بالألوان إلى عمل نحتي مجسم من الحديد والخشب. هو استنساخ لروح وهيأة اللوحة بدرجة قريبة، مع الحفاظ على مضمونها وعناصرها الجمالية. استغرقت التحضيرات لهذه المنحوتات أكثر من عام، حيث أُنجزت في ورشة خاصة بالنحت”.

الفنان التشكيلي ستار لقمان قال عن المعرض:

كان معرض البلداوي مليئًا بنتاجات متنوعة مستوحاة من تجارب فنية عديدة. أضافة للنحت، الذي يعكس اللوحات المرسومة، مما يُعد محاولة جديدة له. بشكل عام، جاء المعرض ضمن المدرسة التعبيرية والرمزية، وأتمنى له المزيد من الإبداع”.

فيما قال عنه الناقد الفني د. جواد الزيدي: استطاع البلداوي أن يعمل بجد ومثابرة كبيرة خلال السنوات الماضية على ترسيخ تجربته الفنية في مشهد التشكيل العراقي بفعل المشاركات الجماعية والمعارض الشخصية التي أقامها على قاعات بغداد نازعا الى استثمارات اللون المعبر عن الفرح والبهجة ومراقب الأمل العابر من الأنفاق المظلمة.

وتُعد المعارض الشخصية من الفعاليات التشكيلية المهمة التي تحتضنها قاعات دائرة الفنون التشكيلية، ومنها قاعتا “عشتار” و*”كولبنكيان”*. ورغم مساحاتها الكبيرة وأروقتها المتعددة، التي تناسب الفعاليات الكبرى كالمعارض الجماعية والمهرجانات، تُفتح هذه القاعات أبوابها للفنانين لإقامة معارض شخصية دون شروط سوى أن ترتقي الأعمال إلى مستوى الفن العراقي، وتتيح هذه القاعات فرصة للفنانين، من الرواد والشباب، لدفع حركة التشكيل قُدمًا، وتشجيعهم على تقديم إبداعاتهم. كما تُظهر هذه المعارض تطور الفنان ومدى انسجامه مع حركة الفن العالمي وتوظيفه للتقنيات الفنية المعاصرة، علما أن إقامة المعارض تمثل مؤشرًا حيويًا على استمرارية حركة الفن العراقي، التي عانت من الركود بسبب جائحة كورونا، لكنها استعادت عافيتها من خلال افتتاح قاعات جديدة ومشاركة الفنانين في معارض جماعية برعاية دائرة الفنون العامة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة