استذكار لفنانين كبار رحلوا واستحقوا التقدير والتكريم
“غاليري مجيد” يستضيف الفنان صباح المندلاوي
للحديث عن كتابه ” مسرحيون راحلون”
بغداد – سمير خليل
في امسية جميلة طغت عليها لغة المسرح استضاف غاليري مجيد في بغداد الفنان والكاتب الاستاذ صباح المندلاوي وكتابه القيّم ” مسرحيون راحلون” الذي يستذكر بين سطوره ويستعرض سير (48) فنانا مسرحيا ممن غادرونا وبقيت اعمالهم وسيرهم خالدة في ذاكرتنا وفي الوسط المسرحي والفني في العراق.
قدم الضيف والجلسة الكاتب والروائي صادق الجمل الذي استهل الجلسة قائلا:
لي الفخر ان اقدم للاستاذ صباح المندلاوي فهو صديق عزيز وشخصية وطنية تستحق الاحتفاء دائما ويستحق الكثير، وتناول الجمل مختثرا لسيرة المندلاوي الشخصية،الجمل استشهد بما سطره الراحل الكبير سامي عبد الحميد في مقدمة الكتاب:
في هذا الكتاب القيم يستذكر الفنان والكاتب المناضل صباح المندلاوي ويذكّربنخبة من فناني المسرح في العراق ممن رحلوا وتركوا بصماتهم الواضحة في الفن الجميل الجليل ويتعرض باسلوب صحفي شيق لنبذ من سيرهم ولابرز اعمالهم الفنية وربما جميعها، وبذلك يساهم هذا الكتاب الوفي النبيل في توثيق قسط من النشاط الثقافي والفني في العراق عبرزمن يتعدى نصف قرن، يذكرنا المندلاوي ويذكركم بحقي الشبلي مؤسس النهضة المسرحية في العراق، وابراهيم جلال وحسه المسرحي العالي، ويوسف العاني وشعبيته الناقدة، ويحيى فايق وثوريته العاصفة، وقاسم محمد وعطائه الثر، وبزينب التي غيرت نظرة الناس الى الفن المسرحي، ونورالدين فارس وبيته الجديد ورحيله خارج الوطن، ومحي الدين زنكنه ودفاعه عن المقهورين، وجليل القيسي وتعريفنا بغيفارا، وبخليل الرفاعي وحبه للناس وحب الناس له، وناهدة الرماح التي توفيت مظلومة، كل اولئك وغيرهم ممن ذكرهم المندلاوي من الراحلين الذين غادرونا وتركوا من ابداعهم الكثيرالذي نبقى نتذكره ونشيد به”.
الضيف صباح المندلاوي قال: في هذا الكتاب نستذكرالعديد من الرواد المسرحيين الذين قدموا واعطوا الكثير، ولكن مع الاسف بعد رحيلهم لم يلاقوا ذلك العرفان والوفاء والاهتمام، في كل بلدان العالم المتحضرنرى هؤلاء المبدعين عندما يغادرون، اما ان تنشئ متاحف باسمائهم ، طوابع بريدية لتخليدهم، تماثيل تجسد ذكراهم ، كما تقام لهم مهرجانات والكثير من الفعاليات الاخرى، وحتى اعمالهم الكاملة اذا كانوا كتابا ومؤلفين، مع الاسف في العراق نلاحظ المؤسسات الفنية غائبة، على سبيل المثال الاستاذ الراحل سامي عبد الحميد مرت يوم 29 ايلول ذكرى رحيله، لم يستذكره، لامعهد الفنون ولاكلية الفنون ولانقابة الفنانين العراقيين ولادائرة السينما والمسرح، وكذلك الراحل فاضل خليل في 10 تشرين اول الجاري، وكذلك العشرات، كتابي يتوقف عند اعمدة مسرحية، اسماء مهمة كثيرة”.
ويضيف: انا بحكم وجودي في اكاديمية الفنون الجميلة من 1968 الى 1972 اتيحت لنا الفرصة باشراف عدد غير قليل منهم علينا، التعامل معهم كان مباشرا هم اساتذة كانوا يدرسونا فتعرفنا على الكثير من صفاتهم، سلوكياتهم، مهاراتهم، ابداعهم، جمعتنا معهم ذكريات، الحقيقة هذا الكتاب هو ليس فقط سير ذاتية بقدر ماهو ذكريات جمعتني مع كل هؤلاء الفنانين الذين كان قسم منهم في فرقة مسرح اليوم، عام 1969 عندما تأسست هذه الفرقة وكان الاستاذ الراحل حعفرعلي رئيس هذه الفرقة مع نخبة كبيرة من الفنانين المبدعين في هذه الفرقة والعديد من الاعمال التي قدمت فيها مثل مسرحية “الغريب” عام 1970، بعدها “العطش والقضية” اخرجها عبد الوهاب الدايني، واعمال اخرى توالت، اصبحت معهم علاقات يومية وبقت الاشياء العالقة بعد رحيلهم فبدأت انشروبدأت مع حقي الشبلي، ثم استاذنا ابراهيم جلال الذي اعتبر نفسي مدين له، فلاربع سنوات كان هو المشرف على دورتنا وهذه السنوات وفرت لنا فرصة غير اعتيادية وصارت علاقات من اجمل مايمكن، لم نكن طلبة بقدر مانحن ابناءه”.
ثم واصل الضيف ذكرياته مع ضيوف كتابه الراحلين وسط مداخلات الحضور واسئلتهم.