عمان ـ وكالات:
اقامت الفنانة التشكيلية منى مرعي معرضا تشكيليا في العاصمة الاردنية عمان، هو الشخصي الخامس لها في مسيرتها. واعربت مرعي عن سرورها بالجمهور العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص الذي حضر افتتاح معرضها الشخصي الخامس الذي يحمل (ظل آخر) في قاعة مجلس العمال العراقي وهو المركز الثقافي الذي اقام اغلب رواد وفناني العراق معارضهم فيه، وقدجاءت لوحات الفنانة مكتظة بالدهشة لاسيما ان اغلب لوحاتها، اللافتة للانتباه بألوانها، كانت تتطلع بعين واحدة وهو ما اثار التساؤلات التي اجابتنا عنها الفنانة بالقول: المعرض ضم 32 لوحة عبارة عن اعمال تعبيرية تجريدية، وتسمية المعرض بـ (ظل آخر) من اختيار الصديق الفنان والناقد الرائع حازم جسام وهو شقيق الفنان الدكتور بلاسم جسام حيث اختير الاسم وفقا لموضوع اللوحات، فالظل الاخر عنيت به الروح الباقية حيث ان الجسد زائل، وكانت اغلب شخوص العمل بعين واحدة وذلك لاني احس ان العراقي بشكل خاص ينظر الى الحياة بعين واحدة وهي عين الحاضر فهو يعيش اللحظة ويعيش ساعته وقتا بوقت ولا يفكر بالمستقبل لذا ارتأيت ان اخبئ عين المستقبل عله يكون اجمل واضافت: المعرض كان حضوره جميل واثار تساؤلات كثيره حول اللون والاسلوب وغيره وهذا هو هدف الفنان بتجاربه الحديثه إثارة التساؤل لدى المتلقي، وقد اعجب الاغلبية بهذه التجربة وأشاد بها، وقد كانت اغلب التساؤلات تتمحور حول الشخوص الذين بعين واحدة، فكنت أؤكد ان هذه العين هي ايقونة المعرض، هي للشخوص التي في الاعمال، والظل الموجود اغلب لوحاتي، الظل الاخر للعين والشخص، ظل آخر فيه فلسفة رمزية، فهناك ظل اخر لكل شيء.
وتابعت: كان لي مشاركات جماعية في سورية وتركيا وبلجيكا، لكن كمعرض شخصي فهو لاول مرة في عمان، فمعارضي الاربعة في العراق كانت ومازالت من أحب المعارض لي، اما خارج العراق فهو اثبات ذات خارج العراق ليس الا، فالعراق هو مصدر الهام لي ولكل الفنانين، اغلب الفنانين برزوا بلوحاتهم من هنا، من ارض الرافدين، وابدعوا
وأوضحت: في كل معرض اقدم تجربة مغايرة، والجديد في هذا المعرض انني وجدت نفسي اعبر هنا في ظل اخر عن الروح التي مثلتها بالظل الاخر الذي يعني الديمومة فالجسد زائل لكن الروح باقية، وايضا وجدت نفسي بهذا المعرض اعبر عن الطفل والمرأة، عبرت عن براءة الطفل وحلاوته بالالوان، رغم المعاناة الا أن الطفل يحب الحياة ولا يعرف الالم، اما المرأة فرسمتها كونها اساس الوجود.
فيما قال الناقد حازم جسام عن المعرض: منى مرعى فنانة تشكيلية شرخت مخيلتها تأني لتصنع تأريخاً يجاور همومها وحكاياتها وطفولتها عبر محمولات من تجربتها الملبدة بأطياف الحزن والتوحد والاغتراب بل بأزقة مليئة بالشقوق والعاقول لتؤسس منطقاً يحيل حدود أكوانها الى مرموزات خارج وعيها هي لاتريد للزمن الا أن يؤرخ جمال ماتصنع كأسطورة (سيميائية) غارقة بالعادات والنذور والتسابيح. تريد أن تقول كلمتها الموشومة بالصدق والحنين والتأمل.
واضاف: معرضها الشخصي الخام عنوان يوحد المفهوم وتحولاته من الجوهر أي (الوجود) الى الجسد المتلاشي.. وهو مايشير الى الظل اللا مادي الخافت، فالجوهر هو (العقل) المحدود.. والظل الممتد هو (الروح) غير المحدودة، فلكل (كائن) في الوجود هنالك (وجود)..و(ظل اخر)، هو انعكاس لدواخله الباطنية غير الظاهرة.. وهو رحلة البحث.. هاهنا.