حملة حفتر ضد الإسلاميين تُحدث انقساما في ليبيا
متابعة الصباح الجديد:
أكد رئيس الوزراء الليبي أحمد معيتيق، أن حكومته حريصة على إخلاء مدينتي طرابلس وبنغازي، من المظاهر المسلحة، لأنها مظاهر غير مقبولة في المجتمع المدني، حسب قوله.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن معيتيق أمس الأحد 8، استعداد حكومته للتعاون مع كل الأطراف لخلق حكومة قوية، تنقذ البلد مما فيه. وبين أن حكومته ستكون حكومة إنقاذ وطني تجمع بين الفرقاء السياسيين وتحتوي الأطراف السياسية التي تؤثر في المشهد الليبي. وقال إن حكومته متواصلة مع كل الأطراف الفاعلة للوصول إلى حل مرضي للجميع، مؤكدا بأنه يحترم القانون والشرعية ويدعم الانتخابات البرلمانية القادمة. وأوضح معيتيق أن ظاهرة الإرهاب في ليبيا، أصبحت هي المهدد الرئيسي للأمن القومي الليبي، مشددا على أن حكومته ستحارب الإرهاب من خلال الجيش، وداخل أطر الدولة.
وكان محتجون قد حطموا في طرابلس نعشا رمزيا عليه أسماء أعضاء جماعة أنصار الشريعة وتزايدت الحشود حول النعش وتصاعدت هتافاتهم في ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس.
وكان هذا الاحتجاج ضد جماعة أنصار الشريعة، وهي الميليشيا المسلحة التي كتب اسمها فوق النعش الخشبي الرمزي.
وحمل المحتجون النعش فوق متاريس الميدان الحمراء قبل أن يلقوا به على الأرض.
وبعد أن تهشم النعش على الأرض، تعالت صيحات أخرى، لكن هذه المرة تأييدا للواء خليفة حفتر الذي يقود حملة عسكرية ضد جماعة أنصار الشريعة وغيرها من الميلشيات الإسلامية.
وصاح المحتجون “هيا يا حفتر، عرف أنصار الشريعة ماذا يمكنك أن تفعل”.
وكان من بين المحتجين شاب ناشط من بنغازي، وهي المدينة المضطربة التي تقع شرقي ليبيا، حيث أعلن حفتر عن حملته العسكرية وبدأها بهجوم جوي وبري قبل أسابيع.
ويؤيد الناشط حملة حفتر بالرغم من أنه لديه أصدقاء أعضاء في جماعة أنصار الشريعة, ويقول “هذا هو الحل الوحيد، لقد عانت بنغازي كثيرا”.
ويسمع هذا الكلام بشكل متكرر في أنحاء ليبيا، حيث تكتسب حملة حفتر، التي سماها عملية الكرامة، تأييدا من جماعات متباينة تبدأ من الجيش الساخط على الأوضاع والشرطة وضباط القوات الجوية، إلى السياسيين وأفراد الميلشيات القبلية.
لقد توحد الجميع ضد ما اعتبروه خصما مشتركا، تجسد في الميلشيات الإسلامية القوية والأجنحة السياسية التي يرونها داعمة لهم, ويتهم حفتر هؤلاء باختطاف المؤسسات الديمقراطية الهشة في البلاد.
وأثارت حملة حفتر أعمال عنف خطيرة، لكنها أثارت كذلك أكبر التظاهرات التي شهدتها ليبيا منذ سقوط القذافي عام 2011, وقتل أكثر من 90 شخصا في بنغازي وحدها.
ورغم ذلك، تظاهر الآلاف في الشوارع في طرابلس وبنغازي وفي مدن أخرى، تأييدا لحملة حفتر ضد الميلشيات الإسلامية.
ويصر بعض المتظاهرين على أنهم يؤيدون الحملة العسكرية وليس شخص اللواء حفتر، ويتضمن تاريخ حفتر المتقلب علاقات مزعومة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، الأمر الذي يثير قلق العديد من الليبيين.
ويصمم آخرون على أن اللواء المنشق بطل, ولقي شعار عملية الكرامة صدى واسعا، حيث سئمت الجماهير من انعدام القانون وسيطرة الميلشيات على الشارع.
وخلال العام الآخير، اختطف مسلحون من مليشيات متنوعة الأيدلوجيات رئيس الوزراء لفترة قصيرة، وهاجموا مقر المؤتمر الوطني المنتخب عدة مرات.
ويمكن مشاهدة العلم الأسود المرتبط بجماعة أنصار الشريعة ومجموعات أخرى متطرفة، يرفرف في الشوارع أو مرسوما على الجدران في بعض أفقر ضواحي بنغازي.