سمير خليل
لاول مرة وفي سابقة ربما لم يواجهها العراقيين من قبل، يمر العيدان الفطر والاضحى والناس حبيسة منازلها مهددة بوباء خبيث مجسد بفيروس قاتل اسمه كوفيد 19 أوكورونا، هذا الفايروس الذي لايرى الا بالمجهر اجبر الملايين ليس في العراق فقط بل في اغلب اركان المعمورة على التزام بيوتاتها خوفا من الاصابة به.
وبناء على هذه الحال استحضر العراقيون طقوس العيد داخل جدران البيوت، (الكليجة) وحلويات العيد الاخرى لم تغب عن موائدنا، تزاور خجول لتبادل التهاني او عن طريق الموبايل ومواقع التواصل الاجتماعي التي امتلأت بعبارات التهنئة وصور باقات الورود، لكن فئة صغيرة، غضة هي الاطفال كانت الاكثر خيبة لان العيدين مرا وهم يتحسرون ويحلمون بالاراجيح ودواليب الهواء وملابس واكسسوارات العيد التي ظلت تداعب مخيلاتهم وصارت مطلبا اعجازيا يتسرب من بين اياديهم.
ربات البيوت هن ايضا تصدرن صورة الحجر الصحي اللائي اصبحن ميزان الاسرة ونقطة التقاء وانتشار الجميع، يتحركن بين المطبخ وغرف البيت وحديقته، واذا كانت ربة البيت منشرحة فالكل يرفل بالهدوء وبالعكس فان الجميع يدخل دوامة التوتر اذا كانت مكتئبة وحزينة.
الحاسوب والآيباد والموبايل صارت اهم شواغل الاسرة فهما مركب اللهو والتواصل الذي تعبر من خلاله وتتلاشى ساعات النهار وحتى ساعات الليل، هذه التقنية الساحرة، صارت انيس افراد العائلة ورفيق خلوتهم، ليس عند الكبار فقط بل اثارت اهتمام الصغار ايضا والذين دخلو في دوامة مغازلة الانترنيت.
في جانب آخر من المشهد العراقي في العيد تحت ظلال كورونا يتحرك جنود في مجالات متعددة، فهناك الجيش الابيض الذي يواصل الليل والنهار في مواجهة مباشرة مع الوباء داخل المستشفيات ومراكز استقبال المصابين بالفايروس، هؤلاء لم تتوقف مواجهتهم للوباء بمنتهى الشجاعة فقط، بل قدمو ارواحهم خلال صراعهم معه، كذلك القوات الامنية بمختلف صنوفها والتي ظل افرادها في استعداد دائم منذ الاصابة الاولى لهذا المرض، وهناك التشكيلات الخدمية الاخرى التي كانت تتحرك ايضا خلال ايام الحظر.
عموما، تتلاشى كل هذه الهموم عندما يبرأ جميع مرضانا ويعم الشفاء ويختفي المرض وتعود الحياة الى مجراها الطبيعي وتستعيد مدننا وشوارعنا عافيتها.