نصر تأريخي أذهل العالم…
بغداد – الصباح الجديد :
مر ثلاثة اعوام على تحرير مدينة الموصل وعودتها الى احضان الوطن وعادت الحياة اليها، ليعم السلام بين ارجاء ام الربيعين لتزهر وتتفتح ورودها، عادت بسواعد الغيارى من ابناء قواتنا المسلحة بجميع صنوفه إضافة إلى أبناء المرجعية الذين لبوا نداء الوطن .
لتعلن بدء موسم جديد ولتقرع اجراس كنائسها ويعلو صوت مآذنها بالتكبيرات.
اندحرت ايام السواد والارهاب بغير رجعة وجاءت ايام الحرية والاعمار والبناء لأرض لا تعرف غير الحياة بعد ان حاول الظالمين بث الموت بين ثناياها واغرقها في بحر الخوف والدم.
وجه رئيس الجمهورية، كلمة بمناسبة الذكرى الثالثة لتحرير مدينة الموصل.
وقال الرئيس برهم صالح، إن الجهد لن يستقر حتى القضاء الناجز على جميع فلول تنظيم “داعش” الإرهابي، والإرهاب والجريمة والفساد بمختلف تسمياتهم.
وأكد الرئيس فى بيان بمناسبة تحرير مدينة الموصل أنه لن يرتاح لنا بال حتى عودة آخر نازح ومهجر ومهاجر، واستقراره في بيته ومدينته في ظروف كريمة، ولن يهدأ بالنا قبل أن نعيد بناء المدن التي خربت وتشييد الحياة التي هدمت فيها.
وتابع صالح قوله أن “نصرنا وتحريرنا لمدننا يضعنا أمام مسؤولياتنا، كشعب وسلطات وقوى وطنية، للنهوض بالدولة وبمؤسساتها، وبما يعيد الثقة بهيبة الدولة ويطمئن المواطن حيثما كان على حياته وعيشه وأمنه وسلامه ومستقبل أبنائه”.
وأكد الرئيس أن العراقيين تمكنوا من تحرير الموصل واستعادة المدن والقرى، بالتضحيات العظيمة، وبشجاعة الشجعان، وبإرادة العراقيين ووحدة وتماسك العراقيين.
وأشاد الرئيس بدور المرجعية الدينية المسؤول في هذه المواجهة، تحقيق النصر، مثمنا مساندة الشعوب وحكومات الدول الصديقة بتقديمهم الدعم اللوجستي والاستخباري والجوي لقواتنا الأمنية.
في حين قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بمناسبة الذكرى الثالثة لتحرير الموصل إن «أعظم من نستذكرهم اليوم، هم شهداء العراق، المثابات الشامخة التي رفعت اسمه عالياً وحفظت للعراق الكرامة وأمدّته بأسباب بقائه، مثلما بقي عبر عصور طويلة، مناراً للعالم وقبلة للناظرين، وموطناً للحضارة الأولى».
وأضاف الكاظمي أن «العراقيين سجلوا «صفحة بيضاء أخرى في تاريخهم، كتبوها بتضحيات أبنائهم، وبتلاحمهم وتآخيهم لأجل وحدة العراق بتحرير الموصل»، مشيراً إلى أن العراقيين «سينتصرون بإعمار بلدهم وفي حربهم على الفساد والفاسدين». وتابع الكاظمي: «تفتخر الأمم بانتصاراتها على عتاة التاريخ، الذين كانوا رمزاً للوحشية والعنصرية وأعداء للإنسانية، ومن حق العراقيين اليوم أن يفتخروا بذكرى نصرهم الأبرز، على من جمع كل الموبقات وأخرجها بشكل استهدف وجودهم وديمومة عيشهم على ضفاف النهرين العظيمين».
بالسياق ذاته قال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، “بمشاعر الفخر والاعتزاز العراقية، تمرُّ علينا الذكرى الثالثة لتحرير الموصل، بنصر عظيم أدهش العالم، وسطَّر ملاحم الشجاعة والكبرياء والتضحية العراقية، التي تضمَّخت بدماء العراقيين الشجعان من كلِّ تشكيلات قواتنا البطلة، من الجيش والشرطة والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشدين الشعبي والعشائري والبيشمركة والمدنيين، وكلِّ من ساند قواتنا الأمنية، وبدعم المرجعية الدينية وإسناد قوات التحالف والدول الشقيقة والصديقة وجميع شرفاء العالم”.
وأضاف، إن “هذا النصر العراقي المبين سيبقى شاهد عزة وكرامة عبر الأجيال، ودرساً في العطاء والتضحية والفداء قلَّ نظيره”، متابعا انه “ومع استذكارنا للعام الثالث على تحرير الموصل، نؤكد أهمية إسراع الحكومة في إعادة النازحين والبدء ببرامج الإعمار الضرورية، وتعويض المتضررين من أبناء نينوى وجميع المدن المحررة، وكشف مصير المغيبين من أبنائها، ولزوم منح عوائل الشهداء والجرحى من أبناء العراق حقوقهم القانونية الكاملة، وضمان العيش الكريم لهم؛ عرفاناً بجميل التضحية التي قدَّمها هؤلاء الأبطال”.
من جهته، أكد رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض في ذكرى تحرير الموصل أن «النصر لم يكن ليتحقق لولا تلبية أبناء الحشد النداء».
وقال الفياض: «لم يكن النصر أيضاً ليتحقق لولا تضحيات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب وأبناء العشائر. في يوم تحرير الموصل، نستذكر مهندس الانتصارات الشهيد أبو مهدي المهندس». كما أشاد «بالتنسيق العالي والتلاحم الكبير بين المقاتلين بمحتلف تشكيلاتهم، الذي عجّل بالنصر ووحد المصير والأهداف، كما أنه دحر الدواعش وأذاقهم الهزيمة والهوان»، بحسب تعبيره.
وأصدرت قيادة العمليات المشتركة، بياناً بالذكرى الثالثة لتحرير مدينة الموصل وجميع الأراضي العراقية من سيطرة عناصر تنظيم «داعش» الارهابي ، مؤكدةً بالقول: «كانت ملحمة تحرير الموصل هي بوابة النصر العسكري الكامل على خرافة داعش الإرهابية، وهي ملحمة عراقية بامتياز خالصة بدماء أبنائكم وتضحياتهم».
ووجهت القيادة تحية تقدير وعرفان إلى كل من «الجرحى الذي حملوا أوسمة شرف في تحرير ثاني كبرى مدن العراق، ولكل أبناء الشعب ومواطني نينوى الذين كانوا العون الحقيقي في تحقيق النصر».
إلى ذلك، أصدر رئيس تحالف النصر حيدر العبادي، بياناً في الذكرى الثالثة لتحرير الموصل، مشدداً على أن الانتصار تحقق بهمة أبطالنا وبدمائهم وبفتوى المرجعية الدينية.
وقال العبادي في بيان له: «نستذكر في هذا اليوم مرور 3 سنوات على تحرير مدينة الموصل العزيزة، بعد أن احتلتها عصابات داعش الإرهابية وهدمت وخربت وقتلت وهجرت أبناءها»، مستطرداً: «الإعلان عن النصر في الموصل كان يراه العالم بالمعجزة في ضوء ما يمر به العراق حينها من صعوبات كبيرة ونظرة العالم لبلد اعتقدوا انه انتهى وتقسّم، ولكنه عاد بقوة».
بدوره، استذكر حسن كريم الكعبي النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقى الذكرى الثالثة لتحرير مدينة الموصل من تنظيم “داعش” الارهابي، مؤكدا ان النصر الذي تحقق على يد أبطال الأجهزة الأمنية بكافة مسمياتهم هو نصر للإنسانية جمعاء وليس للعراق وحده ففي هذه المدينة دحرت قوى الشر وعلى أعتابها أعلن نهاية لأكذوبة اسمها داعش.
وقال الكعبي في بيان له إن النصر تحقق بفضل فتوى المرجعية ومن لبى ندائهم من رجال العراق من أبناء الحشد الشعبي ورجال الدفاع والداخلية والبيشمركة والحشد العشائري وكافة الأجهزة الساندة الأخرى، وانطلقوا ليسطروا أروع الملاحم وبروحية أذهلت العالم الذي سوق فكرة أن داعش لن ينتهي إلا بعد عشر سنوات أو أكثر لكنه لم يصمد أمام رجال يفتخر التاريخ ببطولاتهم.
ومضى بالقول : ليكن انتصارنا في محافظة الموصل مدخلا لانتصارنا على الفساد والمفسدين ، و بناء العراق القوي، مشيرا الى ان التجربة التي خاضها العراق باحتلال قوى الظلام لأجزاء من ارضه لن تتكرر مرة أخرى لكننا بذات الوقت لن ننساها وعلينا بذل جهد امني إضافي لهذا الامر ، محذرا من استغلال بعض الخلايا الإرهابية لاوضاع العراق الحاليه لتنفيذ عمليات جبانة هنا وهناك لكنها تعرف ان مصير شراذم الإرهاب هو الموت على يد رجال العراق .
وتابع الكعبي “هذا النصر لم يكن ليتحقق لولا تضحيات اجهزتنا الأمنية بكافة صنوفها ودماء الشهداء التي روت ارض نينوى الحبيبة ، الرحمة والرضوان لأرواح شهدائنا الأبرار .
المؤرخ وأستاذ التاريخ في جامعة الموصل الدكتور أحمد قاسم الجمعة أشار في حوار سابق إلى أن فترة سيطرة التنظيم على الموصل كانت حقبة مظلمة في تاريخ المدينة، وأن أهلها عاشوا في ظل حرب وفقر مدقع وعوز لم يشهدوه من قبل.
وعن حالات مشابهة عايشتها الموصل عبر تاريخها، تحدث الجمعة عن حصار المغول للمدينة مدة عام كامل في عام 660 للهجرة، صمدت حينها ولم تستلم، إلا أن الموصليين اضطروا حينها لأكل القطط والحيوانات السائبة بسبب الحصار.
وعن أقرب حدث تاريخي مشابه عايشته الموصل، أشار الجمعة إلى حصار نادر شاه للمدينة 41 يوما عام 1156 للهجرة (1746 للميلاد)، استطاع الموصليون وقتها الصمود، ولم يسلموا المدينة برغم ما عاشوه من حصار وفقر.
وختم الجمعة حديثه إن موقع الموصل الإستراتيجي جعل منها منطقة صراع على مر العصور.
وبعد ثلاث سنوات من سيطرة تنظيم داعش الارهابي على الموصل، أعلن العراق استعادة السيطرة على المدينة في تموز عام 2017 بعد نحو تسعة أشهر من المعارك الدامية.
وقام الدواعش بتدمير ابرز المعالم التاريخية في هذه المدينة العريقة ومنها مسجد النوري ومنارته الحدباء، المعلم الشهير في الموصل، في يونيو/حزيران 2017قبل تحريرها من قبل الجيش العراقي .ويذكر ان الموصل سقطت بيد الإرهاب الداعشي في حزيران 2014 .