“أوبك+”: خفض الانتاج 10 ملايين برميل يومياً
بغداد ـ الصباح الجديد:
رحبت بغداد بالاتفاق الذي توصلت اليه السعودية ورورسا على تخفيض انتاج النفط الخام، عادة اياه “انتصارا” لمنظمة اوبك.
وقال مستشار رئيس الوزراء مظهر محمد صالح ان “الاتفاق النفطي بين السعودية وروسيا ضمن لتخفيض الإنتاج إلى عشرة ملايين برميل يوميا ضمن منظمة ابوك يعد بمثابة انتصار للمنظمة بعد الأزمة الأخيرة وهبوط أسعار النفط إلى أدنى مستوى.
واضاف ان “هذا الاتفاق سينعش السوق العالمي على اعتبار أنه معتمد بشكل اكثر على النفط”، متوقعا ان يصل سعر برميل النفط الواحد ضمن خام برنت إلى 45 – 50 دولار خلال الأيام المقبلة.
وتابع صالح ان “العراق يؤيد ويدعم هذا الاتفاق ويطلب من أعضاء منظمة أوبك الحفاظ على مستوى انتاج وتصدير النفط الخام لتفادي حدوث اية ازمة اخرى في المستقبل”.
وكانت منظمة “أوبك” وحلفاؤها من الدول المنتجة للنفط، المجموعة المعروفة باسم “أوبك+”، أمس الخميس، اتفقوا على خفض إنتاج النفط بمقدار عشرة ملايين برميل نفط يوميا في الشهرين المقبلين.
وتهدف الخطوة إلى المساهمة في رفع أسعار النفط التي تدهورت بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم، وفقا لما أعلنته المجموعة في بيان رسمي.
وذكرت المجموعة أن خفض الإنتاج سيتضاءل بين شهري تموز حتى كانون الأول ليبلغ ثمانية ملايين برميل نفط يوميا، ليبلغ بحلول كانون الثاني 2021 حتى نيسان عام 2022 ليبلغ ستة ملايين برميل نفط.
وذكرت “أوبك+” أنها ستعقد اجتماعا آخر عبر الفيديو في العاشر من حزيران، لتقييم وضع السوق.
من جهتها، رحبت الولايات المتحدة بقرار المنظمة، وفقا لما ذكره مسؤول في الإدارة الأميركية لرويترز.
وقال المسؤول إن “هذا الالتزام يبعث برسالة قوية أن كافة الدول المنتجة للنفط عليها أن تعمل بالتنسيق لمواجهة واقع الأسواق الذي فرضته جائحة كورونا”.
وقال مصدر أوبك ”ذاك اتفاق عالمي“، من دون أن يوضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك، وهو ما تصر عليه روسيا ومنتجو أوبك.
وتراجع الطلب العالمي على الوقود بما يصل إلى 30 بالمئة بعدما أدت إجراءات مكافحة انتشار الفيروس لتوقف الطائرات والحد من استخدام السيارات وكبح النشاط الاقتصادي. لذلك فإنه حتى خفض بمقدار 20 مليون برميل يوميا لا يكفي.
وبلغت أسعار خام القياس العالمي برنت أدنى مستوى في 18 عاما الشهر الماضي ويجري تداول الخام بأقل من 34 دولارا للبرميل، أي عند نصف مستويات نهاية 2019، مما وجه ضربة عنيفة لميزانيات الدول المنتجة للخام وصناعة النفط الصخري الأميركي عالية التكلفة.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إنه توصل إلى صفقة مع السعودية وروسيا يمكن أن تؤدي إلى خفض الإمدادات العالمية بين عشرة ملايين و15 مليون برميل يوميا، بما يعادل عشرة إلى 15 بالمئة من الإمدادات العالمية، وهو خفض غير مسبوق.
وبلغ أكبر خفض للإنتاج توافق عليه أوبك على الإطلاق 2.2 مليون برميل يوميا خلال أزمة 2008 المالية.
وأشارت مصادر في أوبك إلى أن خفضا كبيرا كهذا ممكن إذا شاركت الولايات المتحدة. لكن واشنطن لا تُبدي استعدادا للمشاركة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن اتفاقا جديد على الخفض ”صعب“ دون مشاركين آخرين.
وكانت الولايات المتحدة قد دُعيت لكن من غير الواضح إن كانت شاركت في الاجتماع المنعقد عن بعد. وسبق أن قالت واشنطن إن الإنتاج الأميركي ينخفض تدريجيا بسبب انخفاض الأسعار، لكن روسيا تقول إن ذلك ليس بمنزل تخفيض للإنتاج.
وقال جولدمان ساكس ويو.بي.إس أمس، إن التخفيضات المقترحة، برغم ضخامتها، لن تكفي لمعالجة التراجع الهائل في الطلب العالمي، وتوقعا إمكانية انخفاض أسعار الخام إلى 20 دولارا للبرميل، بل وأقل من ذلك.
وقال جولدمان ساكس في مذكرة ”في نهاية المطاف، حجم صدمة الطلب هو ببساطة أكبر بكثير من أي خفض منسق للإمدادات“.
وانهار الطلب على البنزين في الولايات المتحدة 48 بالمئة إلى 5.1 مليون برميل يوميا في الأسابيع الثلاثة المنتهية في الثالث من نيسان.
وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية لتلفزيون العربية أمس، إن محادثات الجمعة قد تشهد إعلان دول مستوردة للنفط عن خطط لمشتريات بهدف بناء احتياطياتها الاستراتيجية ودعم الطلب.
وقد تأمر عدة ولايات أميركية الشركات الخاصة بالحد من الإنتاج بموجب سلطات يندر استخدامها. وتجتمع الجهة التي تنظم صناعة النفط في ولاية تكساس، أكبر ولاية منتجة للنفط في البلاد حيث تنتج نحو خمسة ملايين برميل يوميا، يوم 14 نيسان لبحث تخفيضات محتملة.
لكن ترامب لم يُبد أي رغبة في خفض إنتاج بلاده، بل وحذر من أن لديه خيارات كثيرة إذا أخفقت السعودية وروسيا في الاتفاق على تخفيضات للإنتاج.
وأوردت وكالة تاس الروسية للأنباء أن أي تخفيضات ستستمر على الأرجح لثلاثة أشهر بدءا من أيار.
وقال مصدر في أوبك أمس، إن أوبك+، يحاولون إقناع المكسيك بالانضمام إلى اتفاق لخفض إنتاج النفط من أجل رفع أسعار الخام المنخفضة.
وأبلغ المصدر رويترز أن وزراء أوبك+، الذين يعقدون مؤتمرا بالفيديو، يحاولون حمل المكسيك على خفض إنتاجها 400 ألف برميل يوميا من مستوى إنتاج تشرين الأول 2018، في إطار تخفيضات أوسع نطاقا.