صقور الإقليم تحلق في سماء الخليج
السليمانية – عباس كاريزي:
لم يقتصر فقدان العراق واقليم كردستان لثرواتهم الطبيعية والبشرية فقط، بل امتد ذلك ليشمل الطيور والحيوانات البرية النادرة، التي باتت عرضة للانقراض في ظل استمرار الصيد الجائر في الاقليم
الاجواء الطبيعية الجميلة والمناخ قارس البرودة والتضاريس الجبلية الوعرة كانت منذ قديم الزمان عوامل مساعدة لتكاثر انواع نادرة من الطيور والحيوانات الجبلية التي تتخذ من جبال كردستان الشاهقة ملاذا لها، اصبحت الان غير امنة وباتت مصيرها معرض للخطر، في ظل عدم وجود قوانين واجراءات رادعة للصيادين في الاقليم والقادمين من خارج محافظات الاقليم والعراق.
وبرغم الاجراءات الرادعة التي تقول حكومة الاقليم انها اتخذتها للحد من استمرار صيد الحيوانات والطيور في الاقليم، الا ان ذلك لم يقف عائقا امام المئات من الصيادين بينهم رجال اعمال خليجيين وعرب من اصطياد المئات من الحيوانات النادرة والطيور.
صقور ونسور اقليم كردستان النادرة تأتي في مقدمة الطيور التي يقوم العشرات من صائدي الصقور والنسور بينهم رجال اعمال واثرياء من دول الخليج زيارة مدن الاقليم سنويا لاصطياد وشراء انواع نادرة منها، الذي يمتاز بها اقليم كردستان.
وقال ابراهيم ظريف رئيس منظمة الحفاظ على البيئة في منطقة گرمیان للصباح الجديد، ان رجال اعمال خليجيين من الامارات وقطر يأتون في مواسم معينة من السنة لاصطياد الصقور التي يمتاز بها اقليم كردستان، الذي يصل سعر بعضها الى 50 الف دولار.
وكان اقليم كردستان قد اقر قانونا للحد من الصيد الجائر، ولمنع المتاجرة بالطيور وغيرها من الحيوانات النادرة في الاقليم، يغرم بمبلغ 10-20 مليون دينار، كل من يقوم باصطياد الحيوانات البرية في الاقليم.
واضاف ظريف انه شاهد خلال الاشهر القليلة المنصرمة وصول عدد من الصيادين من دول الخليج الى منطقة گرمیان التابعة لمحافظة السليمانية، قاموا باصطياد الصقور بمساعدة عدد من الصيادين المتمرسين بالمنطقة.
وحمل ظريف المحاكم الجهات القضائية في الاقليم جانب من المسؤولية لتنامي الصيد الجائر والاضرار بالبيئة والطبيعة في الاقليم، نظرا لعدم العمل وتفعيل القوانين التي اعتمدت في الاقليم لمعاقبة الصيادين، الذين قال ان من بينهم مسؤولين حزبيين وحكوميين كبار وابنائهم.
واضاف ان صقور الاقليم تعد من افضل انواع الصقور في العالم، لأنها تستطيع ان تشاهد وتصطاد فريستها من على بعد ستة كيلومتر، وخصوصا الصقور الحمر التي قال ان سعرها يتراوح بين 50-60 الف دولار.
وكانت مجموعة صيادين بمحافظة السليمانية قد قامت باصطياد نسر من النوعية النادر بعد ان قامت بجرح بسلاح اوتوماتيكي، وبعد بذل جهود حثيثة من قبل مستشفى الطب البيطري في المحافظة لإنقاذ حياته، الا انه نفق نتيجة لعمق الجروح التي اطيب بها.
واضاف ظريف، ان قسما من الصيادين القطريين جاءوا الى ناحية قورتو بمنطقة گرمیان بالتنسيق مع عدد من الصيادين المتمرسين بالمنطقة، وبقوا فيها لمدة اسبوع.
وقال جاسم محمد وهو صياد في منطقة كرميان، ان الصيادين القطريين زاروا المنطقة مصطحبين عدد من الصقور معهم لاصطياد طيور الحبار التي يكثر الطلب عليها طلبا للحمها في دول الخليج.
واضاف ممد،» لدي علاقات مع صيادين في اغلب دول العالم، وان هؤلاء الصيادين القطريين كان يصطادون طيور الحبار سابقاً في محافظة السماوة غربي العراق، الا ان اختطافهم من قبل مجموعة مسلحة واطلاق سراحهم لاحقا بمبلغ مالي ضخم، دفع بهم الى تغيير وجهتهم الى مدن اقليم كردستان.
بدوره قال صالح نصر الدين رئيس جمعية صيادي كردستان، ان الصيادين الخليجيين الذين يزورون المنطقة، يقومون بالدرجة الاولى باصطياد طيور الحبار، ولم يستبعد قيامهم باصطياد انواع نادرة من الصقور والنسور.
من جانبه قال المتحدث باسم جمعية البيئة في الاقليم هندرين شيخ غريب انهم تمكنوا بداية العام الجاري من منع تهريب عدد من الصقور النادرة، التي كان عدد من رجال الاعمال القطريين قاموا باصطيادها ويرومون تهريبها عبر مطارات الاقليم.
وكانت حكومة الاقليم قد اوقفت منح اجازات الصيد في الاقليم، وارسلت قانون وتعليمات الصيد الى برلمان كردستان لتعديله، وينص قانون رقم 8 للعام 2008 ، ان يغرم كل من يقوم باصطياد الطيور والحيوانات النادرة بمبلغ 10 ملايين دينار وفي حال تكرار الامر يغرم بضعف المبلغ ، ويخضع وفقا لقرار من المحكمة الى عقوبة السجن التي لا تقل عن ستة اشهر و لا تتجاوز السنة.
من جهته عدّ جلال محمد عضو لجنة الصحة والبيئة في برلمان كردستان صيد الطيور والحيوانات النادرة في الاقليم خيانة وطنية وينبغي عدم التساهل مع مرتكبيها.
مؤكدا ان برلمان كردستان شرع في السابق عددا من القوانين التي منع بموجبها الصيد الجائر في الاقليم وسيقوم خلال المدة المقبلة بتعديلها لمنع استمرار صيد الحيوانات وتشويه الطبيعة والبيئة في كردستان.