معمرات في حدث لـ « الصباح الجديد «:
بغداد – وداد ابراهيم:
حين يعيش الانسان حياة طويلة تصل الى قرن من الزمان وتمر عليه تجارب الحب والزواج وتربية الأولاد والتعامل مع مصاعب الحياة بحكمة ودراية وصبر وحلمن يكتسي حيثه طراوة ومتعة وخبرة.
ولعل من بين اجمل الاحاديث، تلك التي نسمعها من المعمرين.
تزوجت قبل النضج
المعمرة بدرية حسين زبون قالت: نعم اذكر حين قتل الملك غازي واذكر ان زوجي كان يعمل مع القوات البريطانية، تزوجت وانا صغيرة لم ابلغ سن النضج وبقيت مع زوجي الكبير السن لمدة عام حتى عمر الادراك والنضج، فانجبت له الكثير من الأبناء والبنات وعشت معه في غرفة واحدة في بيت كبير فيه اشقاؤه وزوجاتهم، الغرفة كانت للنوم والاكل والغسل فكنت لا اعرف الراحة لضيق المكان.
واضافت : تزوجت ابنتي البكر وهي في عمر الخامسة عشرة فكنت معها في سباق الحمل والولادة فاشعر بأني لم اكبر واني امتلك كل شيء واؤمن بالمثل (الزواج فرحة والحمل زهوة والولد عزوة)،واخذت بيد زوجي للعمل في عدة أماكن لتحسين احواله المعيشية فسافرت معه الى الزبير ثم الى كركوك والى البحرين، حتى عدت الى بغداد بعد ان تحسنت احواله المادية وصارمعه مبلغ من المال ليشتري بيتاً وآخر وآخر.
زادت زبون مع هذا كنت اهتم بصحتى وصحة ابنائي، ابي وامي من المعمرين وقد عاش ابي سنوات بعد المئة وامي كذلك، اعتقد ان عمري اكثر بكثير مما مسجل في هوية الأحوال المدنية.فالعوائل في السابق لاتهتم بتسجيل الأبناء في السجلات المدنية ،وقد يتم بعد فترة طويلة كون الولادة تتم في البيت.
دوري لم ينته
والمعمرة ام إسماعيل، تحدثت معي وهي في كامل صحتها البدنية والعقلية وقالت:كنت انال رعاية ودلالاً من قبل ابني الصغير، وعشت معه سنوات بعد ان اوهمته بأني سأمنحه بيتي ملكاً له بورقة تنازل غير مصدقة في المحكمة وليس لها قيمة قانونية، وما ان عرف ان البيت ليس له حتى اساء معاملتي ولكن بعد عشر سنوات، الان أعيش وحدي وانا في كامل صحتي واخترت ان أعيش وحدي حتى يأتي الكل الي ويسعى لرعايتي ،علماً انهم يأتون الي بشكل اسبوعي واحياناً يتناوبون في زيارتي، الكل يعطي وانا لا أقول لاي منهم ان هذا اعطاني حتى يبقى الكل يعطي مصروفاً لي، لكن دوري لم ينته بعد حتى وان اصبح لكل اولادي احفاد وصار لحفيدتي احفاد أيضاً.
وتابعت لقد عاصرت اربعة أجيال، والى الان اشعر ان دوري معهم مهم واني اجمعهم برغم اختلافاتهم، وعرفت ان القوة في التربية لا تفسد بقدر ما تشد الأولاد على طاعة الوالدين، واعمل من مبدأ تذكيرهم دائماً بما يجب ان يعملوه تجاه اشقائهم وتجاهي كأم بالاخص في المناسبات والاعياد، الكل يجب ان يحضر ولا اقبل بأي عذر منهم حتى ولو يتواصل بعد حين المهم ان يكون هناك تواصل بين الاشقاء والشقيقات.
ادعو ابنائي للتواصل فيما بينهم
وأضافت ام إسماعيل: سعيت دائماً لان يتزوج احفادي فيما بينهم حتى تبقى صلة القربى بينهم فحين يكون في بيت احدهم ابنة شقيقه او شقيقته سيرغمون على التواصل العائلي. ولو ان بعضهم لا يحبذ ذلك خوفاً من انتقال الامراض الوراثية لكني اجده افضل للتواصل والتلاحم العائلي .
وتابعت: طعامي دائماً طبيعي واتمتع بصحة جيدة ومن اهم وجباتي التمر بالدهن الحر ومعه بودرة اللبن المجفف وفي جيبي دائماً العلك المر واتناول الكمون والجوزبشكل يومي وسعيت جاهدة للحصول على عسل اليمن الأسود وكنت أتناوله بشكل يومي بعد ان تعرضت لازمة صحية وعرفت اني مصابة بجلطة فحاربتها بالثوم والعسل والحبة السوداء.
130 ابنا وحفيدا
معمرة رفضت ان اكتب اسمها قالت: العمر من الله وحين يعطي العمر لا يمن عليه، وانا أعيش من اجل اولادي واحفادي واولادهم فقد انجبت ثمان بنات وسبعة أولاد واحفادي لهم أولاد واحفاد يصل عدد الكل الى اكثر من 130 شخصاً ولا اعرف أسماء بعضهم وحتى بناتي صرت انادي عليهن بالخطأ، ولايمكن جمع هؤلاء في يوم العيد، وبعضهم يعيش في محافظات وأماكن بعيدة وبعضهم لديه احفاد تزوجوا خارج العراق وصار لديهم أولاد وهم لحد الان لم يزوروا العراق، لذا لم استطع جمعهم في أي مناسبة.وما احب ان أقوله ان هناك أناساً يقصرون العمر أي انهم سبب للإصابة بالامراض والأزمات، وهناك من الناس تكون معاشرتهم محط فرح وسعادة. لذا الاختيار مهم جداً على صعيد الصداقة والزواج.ولا احب ان تبقى الفتاة بلا زواج فكم حرصت على تزويج حفيداتي من بعض الأقارب من خلال الحديث معهم بشكل مباشر من دون تردد لان المرأة الجيدة يجب ان تتزوج وتنجب لانها تعرف كيف تربي أبناء صالحين.