دعت إلى تجاوز “الكتلة الأكبر” واتهمت الحلبوسي بالانحياز لانتمائه
بغداد – وعد الشمري:
أعلنت قائمة سائرون، أمس السبت، مساندتها لموقف رئيس الجمهورية برهم صالح عمّا أسمته رفضه تكليف شخصيات لا تتوافر فيهم شروط المتظاهرين لرئاسة الوزراء، داعية إلى تجاوز موضوع الكتلة الأكثر عدداً في حسم المنصب، وفيما أتهمت رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بالانحياز إلى تحالف البناء، نفت مشاركتها في أي اجتماع سياسي طيلة الشهرين الماضيين.
وقال النائب عن القائمة جواد حمدان، في حديث إلى “الصباح الجديد”، إن “رفض رئيس الجمهورية تكليف كل مرشحي تحالف البناء لمنصب رئيس الوزراء أمر متوقع؛ كونه يجب أن ينظر إلى المصلحة الوطنية وما يجري في الميدان من اعتراض على هذه الشخصيات”.
وأضاف حمدان، أن “العملية السياسية في العراق تعودت على انتهاك الدستور ومواقيته، ولكن المصلحة العامة فوق كل اعتبار فهي تسمو على القوانين والتشريعات”.
وأشار، إلى أن “إلقاء اللوم على رئيس الجمهورية إزاء ما يجري من أحداث وتجاوز على المواقيت الدستورية الخاصة بتشكيل الحكومة أمر غير منطقي، فلا يمكن تحميله أكثر من طاقته”.
ولفت حمدان، إلى أن “الضغوطات الداخلية والخارجية واضحة على برهم صالح والدليل على ذلك هو البيان الصادر عنه وتلويحه بتقديم الاستقالة إلى مجلس النواب”.
ودعا، “الكتل السياسية إلى أن تتحمل مسؤوليتها وتساند رئيس الجمهورية في التنازل عمّا تدعيه من مكتسبات انتخابية، وتغلّب المصلحة العامة”.
وأستطرد، أن “الحل يكون بترك المجال إلى الرئيس في اختيار شخصية مستقلة تتوافر فيها شروط المتظاهرين وتكليفه بتشكيل الحكومة، وتجاوز موضوع الكتلة النيابية الأكثر عدداً التي لم يتم توثيقها رسمياً في جلسة مجلس النواب الأولى كما ذهب إلى ذلك الدستور”.
ويعاتب النائب عن سائرون، “رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بعد أن خاطب رئيس الجمهورية في كتاب يدّعي فيه أن تحالف البناء هو الكتلة الأكثر عدداً”، ووصف موقفه بـ “المنحاز إلى تحالف ينتمي سياسياً له”.
ونصح حمدان، “تحالف البناء بالكف عن تقديم المرشحين”، مشدداً على “عدم تجاوز التظاهرات والأسباب التي أدت إلى اندلاعها وسقوط عدد كبير من الشهداء، فليس من المعقول أن نعود إلى ذات الآليات السابقة رغم هذه التضحيات”.
من جانبه، ذكر النائب الأخر عن سائرون صادق السليطي، أن “الخلافات على من هي الكتلة الاكثر عدداً ما زالت مستمرة ولم تحسم لغاية الآن”.
وأضاف السليطي في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “قائمة سائرون غائبة عن أي اجتماع للكتل السياسية منذ نحو شهرين ولم تشترك في حوارات اختيار رئيس الوزراء بديلاً عن المستقيل عادل عبد المهدي”.
وأوضح، أن “التوافق على اختيار رئيس الحكومة المقبل لن نقبل به مجدداً، بل يجب أن يكون الرأي للشارع، حيث أن مواصفات المتظاهرين في المرشح هي الكلمة الفصل في عملية التكليف”.
وشدد السليطي، على أن “رئيس الجمهورية عندما كتب رسالته إلى مجلس النواب رافضاً تكليف مرشح البناء فقد كان نتيجة شعوره بالمسؤولية، ولا يمكن لطرف أن يملي على الجماهير رئيس الوزراء بل سنقف بالضد من كل جهة تحاول ذلك”.
الموقف ذاته أيده النائب عن سائرون صباح طلوبي، الذي أفاد بأن “قائمتنا ليست معنية بتكليف مرشح الحكومة وهو ما أعلنا عنه رسمياً في وقت سابق”.
وتابع طلوبي، في تعليق إلى “الصباح الجديد”، أن “دورنا سيكون من خلال التواجد في مجلس النواب ورفض أي مرشح لا تتوافر فيه الشروط المطلوبة”.
ويسترسل، أن “تحالف البناء عليه أن يترك سياسة فرض الأسماء أو التلويح بمحاسبة رئيس الجمهورية، وأن يركن إلى المصلحة العامة التي تفرض على الجميع الرضوخ إلى إرادة الشارع وعدم تجاوز مطالبته بتجاوز المحاصصة السياسية”.
يشار إلى أن رئيس الجمهورية برهم صالح كان قد وجه كتاباً إلى مجلس النواب يعلن فيه اعتذاره عن تكليف أسعد العيداني برئاسة الوزراء ملوحاً باستقالته وهو ما اثار حفيظة تحالف البناء الذي دعا إلى محاسبته عما عدّه انتهاكا الدستور.