“أنتهى الدرس ياغبي ” هو ليس عنوانا لمسرحية عربية عرضت منتصف سبعينيات القرن الماضي ، وأنما هي عنوان لرسالة من مواطن ملأ “الاغبياء” قلبه قيحاً ، ومايسببونه من أذى للوطن ولمستقبل أجياله !
لهذا فإن شريحة “الاغبياء ” باتت تتكاثر في حاضرنا وتهدد مستقبلنا ، تفقس بيوضها في مستنقعات ومياه آسنة ، لتطفو على سطح الحياة الاجتماعية والسياسية .. وتغزو مواقع التواصل الاجتماعي بفضل حرية التعبير و”الديمقراطية ” والانفلات الامني والاجتماعي والاخلاقي !
الغباء ..لايعرف شيخاً أو صبياً، رجلاً او امراة ، غنياً أو فقيراً ،عالماً أو جاهلاً، ملكاً أو اجيراً ، مثقفاً أو جاهلاً ، كاتباً أو قارئاً، واعظاً أو ملحداً ، سياسياً او مستقلاً ، أستاذاً جامعياً أو طالب علم ، مقدم برامج تلفزيوني أو مشاهداً مسكيناً ، محللا سياسياً أو محللا للأمراض المستوطنة والتلقيح الثلاثي !
الغباء لايعرف صاحب ثروة ونفوذ ،أو فقيراً معدماً !
أذن من هو الغبي ؟ هل هو من يتخذ موقفاً غبياً أم .. هو من يتبناه ويسنده ؟
ومن هو الغبي هل .. هو من يكتب رأيأ غبياً ، أم هو من يعجب به ويمنحه “لايكات ” !
ومن هو الغبي .. هل هو من يدلي تصريحا غبياً ؟ أم هم من يهتفون بإسمه تأييداً لغبائه !
ومن هو الغبي ..هل هو من يُغرد خارج منطق العقلانية؟ أم هو من يروج له ؟
ومن هو الغبي .. هل هو من ينظر الى الواقع بالمقلوب ؟ أم هو من ينقلب على عقبيه !
ومن هو الغبي .. هل هو من ” نائم ورجليه بالشمس “؟ أم هو من يتركه ولا يوقظه من سباته ؟
ومن هو الغبي هل هو .. الذي يلدغ من جحر عشرات المرات ولم يتعظ ، ام هو من يلدغ وطنه من جحره أكثر من مرة ولايحتسب !
قال بعض الحكماء: يعرف الغبي بست خصال: الغضب من غير شيء، والإعطاء في غير حق، والكلام من غير منفعة ، وإفشاء السر، لا يفرق بين عدوه وصديقه، ويتكلم بما لاينفع ، ويتوهم أنه أعقل الناس.
ومن علاماته ..ضعف في الذكاء، والفهم، والتعلم، والشعور أو الإحساس ، وربما يكون السبب فطرياً أو مكتسباً. ويُعرف الغبي في اللغة العربية بعدة ألقاب كالأحمق والمعتوه والأبله والمغفل ، أهم صفاته اللاعقلانية ، لأنه يدل على العجز أو أنه غير قادر على فهم المعلومات بشكل صحيح.
وقال أبو حاتم بن حيان الحافظ: علامة” الغبي” سرعة الجواب، وترك التثبت، والإفراط في الضحك، وكثرة الإلتفات، والوقيعة في الأخيار، والإختلاط بالأشرار، إن أعرضت عنه أعتم، وإن أقبلت عليه اغتر، وإن حلمت عنه جهل عليك، وإن جهلت عليه حلم عليك، وإن أحسنت إليه أساء إليك، ، يظلمك إذا أنصفته، فمن ابتلى بصحبة “الغبي” فليكثر من حمد الله على ما وهب له مما حرمه ذاك!
وعن الحماقة قال المتنبي”لكل داء دواء يستطب به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها”، فيما يقول الفيلسوف والمفكر برتراند راسل” مشكلة العالم أن الحمقى والاغبياء والمتعصبين هم واثقون من أنفسهم دائما، وأحكم الناس تملؤهم الشكوك”.
وقال حكيم :
إتق الغبي أن تصحبه … إنما الغبي كالثوب الخلق
كلما رقعت منه جانباً … خرقته الريح وهناً فانخرق
- ضوء
يفاخرون بغبائهم على رؤوس الاشهاد
عاصم جهاد