متابعة الصباح الجديد :
تشارك الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، ومجموعة من كبار أعضاء الأسرة المالكة والسياسيين وزعماء الأحزاب الكبرى في الاحتفال السنوي الذي يقام لإحياء ذكرى ضحايا الحروب المتعاقبة التي خاضتها، والذي يتميز بزهرة «الخشخاش» الحمراء.
وتكرم الملكة إليزابيث الثانية، خلال الاحتفال، مجموعة من قدامى المحاربين الذين خدموا الجيش البريطاني خلال حروب بريطانيا.
وبموجب التقاليد المتوارثة تقف بريطانيا بالكامل دقيقتي صمت حداداً على هؤلاء الضحايا، ويضع البريطانيون، بمن فيهم عامة الناس، زهرة حمراء تزين ملابسهم.
هذه الزهرة الحمراء هي زهرة الخشخاش، وتعرف كذلك باسم زهرة «شقائق النعمان»، وبالإنجليزية «بوبي فلاور» Poppy Flower.
ويعد يوم الحادي عشر من شهر نوفمبر من كل عام، ومنذ نهاية الحرب العالمية الأولى، يوم للاحتفال بذكرى الجنود الذين ضحوا بحياتهم وسقطوا تأدية لواجبهم، وفي مثل هذا اليوم عام 1918، وقعت الهدنة بين ألمانيا والحلفاء.
وفي هذا اليوم تنظم بريطانيا ودول أخرى في العالم احتفالات وطنية لتخليد ذكرى الجندي الذي سقط خلال المعارك وبقيت رفاته في ساحات القتال والذي يعرف باسم «الجندي المجهول».
ووفقاً لموقع وزارة الخارجية البريطانية، فإن هذا اليوم يعرف أيضا بيوم «زهرة الخشخاش»، بسبب القصيدة المشهورة «في حقول فلاندرز» التي ترثي الجنود الذين قتلوا وتذكر نمو زهرة الخشخاش في حقول المعارك التي سقط فيها القتلى.
وإبان الحرب العالمية الأولى، كتب الجندي والطبيب الكندي قصيدة «في حقول فلاندرز»، ووردت كلمة «زهرة الخشخاش» عدة مرات في القصيدة.
وبفضل الجندي الطبيب في القوات الكندية، أصبحت زهرة الخشخاش الحمراء، رسمياً، ترمز للجنود الذين سقطوا في الحرب وبالتالي رمزاً ليوم الذكرى.
ومنذ ذلك الحين أيضا، صارت زهرة الخشخاش الحمراء الصناعية (من الورق أو الحرير) تباع في حملات تبدأ في يوم الجمعة الأخير من شهر أكتوبر من كل عام، ويرصد ريع هذه الحملات لصالح المحاربين القدامى وأسرهم.
وتقليدياً، تعلق زهرة الخشخاش الحمراء على الصدر، بدءاً من تاريخ توزيعها وحتى يوم الذكرى، اذ يتم تعليقها على الجانب الأيسر وأقرب ما يكون إلى القلب، على أن يتم نزعها مع انتهاء يوم الذكرى.
وبلغت أهمية هذه الزهرة لدرجة إقامة مصنع في بريطانيا، في العام 1922، لصناعة زهرة الخشخاش، وتم توظيف الجنود الذين أصيبوا بإعاقات في الحرب للعمل فيه.
الغاية من هذا التقليد إحياء ذكرى ضحايا الجيش البريطاني في الحرب العالمية الأولى كل عام في هذا الوقت تحديداً في بداية شهر نوفمبر «الخشخاش» في ملاعب إنجلترا.
بدأت فكرة يوم الذكرى عام 1919، بطلب من ملك إنجلترا جورج الخامس عندما طالب بتخصيص يوم يتذكر فيه الشعب البريطاني ضحايا الحرب العالمية الاولى.
وفي ذلك الوقت قال جورج الخامس «إنني مقتنع أن الرعايا في جميع مناطق الإمبراطورية (البريطانية) يتمنون بحرارة أن يستمر تذكر جميع الذين ضحوا بأرواحهم لجعل هذه الحرية ممكنة التحقيق».