طالب بارزاني بتقديم اعتذار لشعب كردستان
السليمانية – عباس كاريزي:
طالب عضو المكتب السياسي المشرف على مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني قادر عزيز، زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني بتقديم اعتذار لشعب كردستان عن اجراء الاستفتاء، والتحقيق بالنتائج والتداعيات السلبية التي خلفها اجراؤه.
واوضح عزيز في ندوة نظمها في صالون صحيفة كردستاني نوي، تحت عنوان «تداعيات وتبعات الاستفتاء، ومستقبل اقليم كردستان»، ان المطالبة بتخليد يوم اجراء الاستفتاء واعتباره يوما وطنيا استهانة بعقول المواطنين وذر الرماد في العيون.
واضاف في الندوة التي حضرتها الصباح الجديد، وعدد من الشخصيات السياسية والكتاب والصحفيين، ان الاستفتاء الذي مرت سنتان على اجرائه ما زال موضوعا ساخناً في الاقليم، دخل التأريخ المعاصر لشعب كردستان كاحد اهم الاحداث، التي خلفت تداعيات واوضاع خطيرة على شعب كردستان، تسبب تحت ذرائع وحجج واهية بخسارة نصف اراضي كردستان.
وتابع، ان الاستفتاء الذي اجري دون دراسة وفي ظل عدم تهيئة ارضية ملائمة له محليا او اقليما او دولياً، كان السبب الرئيس وراء اغلب المشاكل والازمات التي يواجهها الاقليم، ولايجوز تخوين وتحميل الاخرين النتائج الكارثية التي تمخضت عنه.
وتابع عزيز، ان ما يبعث على الاسى والاحباط، ان الذين اجرو الاستفتاء لم يكلفوا انفسهم باجراء تقييم موضوعي عادل لهذا الحدث، الذي دخل تأريخي شعب كردستان، نظرا لعدم توفر العوامل الذاتية والموضعية لاجرائه، وهم غير مستعدين للحديث عن التبعات السلبية التي جرها على شعب كردستان، ويستميتون بالدفاع عنه ومحاولدة تخليده دون اساس، متحدين الواقع والتحذيرات التي اطلقها المجتمع الدولي.
واشار قادر عزيز الى ان رسالة وزير الخارجية الاميركية ريكس تلرسون قبل اجراء الاستفتاء، كانت واضحة طالب فيها بتأجيل الاستفتاء لقاء وعود مهمة قدمها لشعب كردستان، لو تم الاستماع لها واخذ تلك النصائح بعين الاعتبار، لافتا الى ان الخطر الاكبر الان يكمن بان الاحزاب والقوى السياسية لم تكلف نفسها باجراء تقييم موضوعي للاستفتاء والاسابا التي دفعت برئيس الحزب الديمقراطي على الاصرار والتمسك باجراء الاستفتاء.
واردف عزيز،» ما يعتبر خطر كبيرا على مستقبل الاقليم وشعبه، هو ان القيادة السياسية التي اجرت الاستفتاء ما زالت تحكم الاقليم بنفس العقلية وتتحكم بمصيره»، دون ان تقدم اعتذارا او تقر بخطئها وفشلها في اجراء الاستفتاء، مؤكدا ان بقاء هذه العقلية يمثل خطورة كبيرة اكبر من اجراء الاستفتاء على مستقبل الاقليم.
واكد عزيز، ان الحديث عن احداث 16 اكتوبر ومحاولة اظهار وجود تواطئ بين قيادات في الاتحاد الوطني مع الحكومة الاتحادية غير منصف وهو تنصل من المسؤولية، لان اجراءات الحكومة العراقية ضد الاقليم بدات قبل ذلك بفترة، التي سبقتها اصدار 14 قرارا رادعاً من مجلس النواب العراقي.
عزيز دعا الى ضرورة، ان يعمل برلمان كردستان او اية مؤسسة اخرى باجراء تقييم مستقل، لجميع الاحداث التي شهدها الاقليم خلال تلك الفترة، ووضع النقاط على الحروف في الجهة المتسببة والتي اخطأت في الاجراء والاستفتاء الذي عده اكبر خطا وقعت فيه القيادة الكردية لحد الان.
واضاف ان جميع القوى والاحزاب السياسية العراقية وافقت دون تحفظ على شروط اقليم كردستان وقبلت بتثبيت الفدرالية للعراق في الدستور العراقي، بعد سقوط النظام وقدم العديد من الامثلة على دور الرئيس مام جلال ومكانته لدى القوى والاحزاب العراقية، وقال ان الرئيس مام جلال لو كان باقيا لما قبل باجراء الاستفتاء كما حصل، لانه كان يدرك المخاطر والتداعيات الخطيرة التي ستترتب عليه وعلى مستقبل ومصير شعب كردستان، ليس لانه لايريد الاستقلال لشعب كردستان، بل لانه كان يدرك المخاطر التي سيجرها على شعب كردستان
وبينما اكد عزيز ان الدستور العراقي احد اهم الدساتير الموجودة حديثاً ليس في العراق فحسب بل في المنطقة ككل، اشار الى انه كان الاجدر بالقيادة الكردية وان تضع في مقدمة اولوياتها بعد اقرار الدستور عام 2005، تنفيذ المادة 140 من الدستور، بدلا من الذهاب الى اجراء الاستفتاء، وان تعمل على توحيد الرقعة الجغرافية لاقليم كردستان في المناطق المتنازع عليها الذي اعتبره احد اهم ابرز العوامل لضمان حقوق الكرد ودورهم في العراق.
واعتبر موافقة الاتحاد الوطني على تصدير النفط دون موافقة الحكومة العراقية تحت مسمى تحقيق الاستقلال الاقتصادي، خطئاً اضر بالعلاقة وادى الى حصول قطيعة بين بغداد واربيل، وادى الى تفرد وتحكم الحزب الديمقراطي بملف النفط، والطاقة في الاقليم، ما اسهم بتدمير كردستان ووضعه في العديد من الازمات والمشاكل التي كان في غنى عنها.
واشار الى ان حق تقرير المصير مكفول للشعوب وفقا لميثاق الامم المتحدة وغيره من القوانين الدولية، الا ان ممارسة هذا الحق لايتم من طرف واحد عبر التعنت واطلاق التصريحات الرنانة، وهو يتطلب توافق الاطراف المعنية به وخصوصا الدولة العراقية.
وعبر عزيز عن استغرابه من اصرار بارزاني على اجراء الستفتاء، الذي قال انه لم يكن هناك اية دولة ايدت اجراؤه، سوى اسرائيل التي تسبب دعمها بخلق مشاكل مع دول الجوار والمنطقة،كان الاقليم في غنى.
واكد انه لايوجد لحد الان اي مخطط وقرار لاعادة صياغة خارطة المنطقة، وان الدول العظمى والمجتمع الدولي والدول المتنفذة في المنطقة ايران وتركيا والسعودية، بالضد من اي مطالب انفصالية لشعب كردستان، وقدم امثلة على وجود العديد من المشاكل القومية في العالم في اوربا وكندا وبريطانيا واسبانياً.
وتابع ان محاولة قلب الواقع وايهام الفشل والتدعيات والاخفاق والمشاكل التي خلفها اجراء الاستفتاء، ووالسعي لتخليد هذه الذكرى الكارثية وتحويلها الى يوم وطني، استهانة بمشاعر وعقول الشعب، قائلاً «كنا نتمنى ان تكون غير ذلك»، «ان من يخطئ ولا يعترف بخطئه يتحمل المسؤولية تجاه الشعب المظالم التي لحقت بالشعب».