على الرغم من خدماته الجليلة لإسرائيل
الصباح الجديد – متابعة:
تزايدت خلال اليومين الماضيين، مطالبات أكثر من نصف الديمقراطيين في مجلس النواب الاميركي، بتسريع إجراءات عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب والذي يعد اكثر الرؤساء اثارة للجدل.
ويستند هؤلاء إلى تقرير المحقق “روبرت مولر”، والذي يشير بشكل أو بآخر، إلى تواطؤ بين ترامب والروس، للفوز برئاسة الولايات المتحدة، في انتخابات الرئاسة عام 2016، على حساب منافسته آنذاك، الديمقراطية “هيلاري كلينتون”.
ومع بدايات أمس السبت بتوقيت بغداد، أفادت وسائل إعلام أمريكية، بأن أكثر من نصف النواب الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي، باتوا يؤيدون بدء إجراءات كفيلة بإقالة الرئيس دونالد ترامب.
ومن أصل النواب الديمقراطيين الـ235 المشكلين للأغلبية في مجلس النواب الأمريكي، تبين أن 118 منهم باتوا يؤيدون فتح الاجراءات بهدف إقالة ترامب.
ويأمل أصحاب هذا الموقف بأن يدفع هذا الواقع الجديد رئيسة مجلس النواب الديمقراطية “نانسي بيلوسي” الى تغيير موقفها ودعم بدء هذا الاجراء، على الرغم من ان كبار المسؤولين في الحزب الديمقراطي، وعلى رأسهم “بيلوسي” نفسها، يخشون أن يضعف الدخول في هذا الإجراء موقف الديمقراطيين خلال الحملة الانتخابية، استعدادا للانتخابات الرئاسية عام 2020، لأنه قد يؤدي إلى نوع من التعتيم على مواضيعهم التي طالما تغنوا بها، مثل “البيئة” و”التغطية الصحية” و”الإصلاحات القضائية”.
وكانت حركة المطالبات ببدء إجراءات إقالة ترامب، قد اتسعت بعد الشهادة التي قدمها المدعي الخاص السابق “روبرت مولر” في نهاية تموز/ يوليو الماضي، بشأن التحقيق الذي تولاه طيلة سنتين حول التدخلات الروسية في انتخابات العام 2016، والشكوك بمحاولة ترامب عرقلة عمل القضاء.
وكان آخر النواب الديمقراطيين المنضمين إلى مؤيدي بدء إجراءات اقالة ترامب، النائب “تيد دوتش” الذي اعتبر، الخميس، أن شهادة مولر “أكدت الخلاصات المتينة التي وردت في تقريره”.
وعلى الرغم، من قدرة النواب الديمقراطيين، على إطلاق هذه الإجراءات بسبب تمتعهم بالغالبية في مجلس النواب، لكن إتمام العملية سيكون محكومًا بالفشل، خاصةً مع سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ.
ومن المفارقات ان نوابا يهود داخل مجلس النواب الأميركي باتوا يدعمون إقالة ترامب!
على الرغم من الخدمات الجليلة، التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعمًا لليهود، وبخاصة الكيان الإسرائيلي، بدءًا من الاعتراف بمدينة القدس المحتلة، عاصمة لهم، ومرورًا بإقرار سيادتهم على الجولان السوري، فضلًا عن تأييد مواقف الصهاينة في كافة المحافل والقضايا الدولية، اذ طالب مشرعون يهود في الكونجرس الأمريكي بإقالة الرئيس دونالد ترامب.
وذكرت القناة العبرية السابعة، أن عضوة الكونجرس اليهودية «نيتا لاوي» انضمت إلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالكونجرس المشرع اليهودي «إليوت إنجل»، بالدعوة إلى إقالة وإسقاط ترامب.
ولنفس الأسباب، التي يحملها الديمقراطيون لإقالة ترامب، قالت النائبة اليهودية «لاوي»، إن شهادة روبرت مولر المحقق الخاص في التأثير الروسي على الحملة الانتخابية الأمريكية عام 2016 تبرر ذلك.
وبعيدًا عن التربص السياسي، والتحركات الدبلوماسية والقانونية، للإطاحة بـ»ترامب»، فقد تناول الكاتب الإسرائيلي، «آريل شنابيل» -في مقال بصحيفة «ماكور ريشون» الإسرائيلية -الموضوع من جانب قانوني وتاريخي، على مستوى الولايات المتحدة، – قائلا أن احتمالات إقالة دونالد ترامب، والإجراءات التي يتطلبها عزله، بمثابة طريق مسدودة من كافة الجوانب والثغرات، ولا يعدو كونه نوعًا من الخيال العلمي.
وأشار الكاتب، إلى أن إقالة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ليست شيئا معتادا، فإن الآباء المؤسسين للولايات قد حرصوا في قوانينهم على إبقاء تلك المسألة الخاصة بالعزل غامضة، مما جعل لها تفاسير مختلفة وفقا لكل شخص ولكل فترة زمنية.
وأوضح «شنابيل»، أنه على سبيل المثال المادة رقم 4 من الفصل الثاني من القانون الأمريكي -وفقا لكتاب «تاريخ الولايات المتحدة»- تقول: إن «الرئيس وملازمه وجميع موظفي الخدمة المدنية الأمريكية يقالون من مناصبهم عندما تتم ضدهم إجراءات الإقالة وتتم إدانتهم بالخيانة أو تلقي الرشوة أو جرائم أو أخطاء أخرى خطيرة».. فإذا قلنا إن مسألة الخيانة وتلقي الرشاوى ربما تكون واضحة وفي الاستطاعة إثباتها فمن سيحدد ماهية الجرائم والأخطاء الخطيرة التي ذكرت في المادة؟
أما عن الإجراءات والخطوات، المعتبرة في القانون الأمريكي، لإقالة الرؤساء، فقد لخصها الكاتب في النقاط التالية:
أولا: كل عضو من الـ435 عضوا من مجلس النواب يحق له تقديم «وثيقة اتهام» تقوم بالتصديق علي إجراء العزل ويتم إبراز الأسباب الموثقة في القانون بهذا الشأن.
ثانيا: يجب أن تقوم اللجنة القضائية بالكونجرس بالإشارة إلى أن لديها قبولا لتلك الاتهامات، وتلك النقطة تعد حاجزا ليس سهلا لعبوره.. فأغلب أعضاء هذه اللجنة لديها انتماء لحزب الرئيس الحالي وبسبب تلك الأغلبية سيعد كل من تسول له نفسه طلب عزل الرئيس معارضا!.. ولذلك الفرص ضئيلة للانتقال للخطوة الثالثة.
ثالثا: إذا تمكنا من عبور الخطوة الثانية ننتقل إلى الثالثة، وهي التصويت في مجلس النواب مما يعني أنه مطلوب أغلبية من أعضاء الكونجرس للاستمرار في هذه العملية والموافقة على القرار والانتقال إلى المرحلة الرابعة.
رابعا: التحرك القضائي في المحكمة العليا ومجلس الشيوخ الذي يشمل شهود الدفاع والادعاء ولأدلة والشهادات والفئات القضائية ومحامي الدفاع ويقوم رئيس المحكمة العليا بالإشراف على هذا الإجراء وتلك هي الخطوة الأكثر تصاعدا وسيتم تمرير قرار العزل فقط إذا صوت له ثلثا المائة عضو في نهاية المحاكمة.. إلا أنه حتى اليوم يسيطر حزب ترامب على مجلس الشيوخ بعدد 52 عضوا في مقابل 46 ديمقراطيا واثنين مستقلين، لذا يجب على مؤيدي الإطاحة بالرئيس إقناع العشرات من أعضاء المجلس بالتصويت ضد رئيس من حزبهم.
وخلاصة القول: إن فرصة الإطاحة بترامب (صفر) في الوقت الحالي.