تضم رفاة 100 اغلبهم من النساء والأطفال
السليمانية ـ عباس كاريزي:
اطفال في حضن امهاتهم ونساء في ريعان الشباب دفنتهم جرافات النظام المباد احياء من دون رحمة او وجل، هو المشهد الابرز الذي يقول اعضاء الفريق الوطني لرفع المقابر الجماعية انه يميز مقبرة الشيخية ببادية السماوة.
مقبرة الشيخية التي عثر عليها مؤخرا في محافظة السماوة وتضم وفقا لمسؤولين في وزارة الشهداء والمؤنفلين بحكومة اقليم كردستان رفاة 100 طفل وامرأة من منطقة كرميان قام النظام المباد بقتلهم بدم بارد، خلال عمليات الانفال سيئة الصيت عام 1988 ، التي تقول الاحصاءات ان ضحاياه تتجاوز ال 150 الف ضحية من الكرد.
الشاب تيمور الذي عرف بتيمور الانفال وهو من ابناء منطقة كرميان واحد اهم وابرز الناجين من عمليات الانفال، عاد من مهجره الحالي في الولايات المتحدة، ليستذكر تلك الايام اجهش بالبكاء وهو ينظر الى رفاة الضحايا، قائلاً «اعتقد بان قرابة 110 شخصا من الضحايا هم من اهلي واقاربي».
تيمور الذي وصل الى منطقة الشيخية بمحافظة السماوة على وجه السرعة، منع الفريق الوطني لفتح المقابر الجماعية من رفع رفاة الضحايا، وفقا لما مخطط له.
وقال سيروان جلال مدير دائرة المقابر الجماعية بوزارة الشهداء والمؤنفلين بحكومة اقليم كردستان، ان الفريق الوطني سيعمل على استخراج الرفاة وتسليمها بعد استخراجها جميعا الى معهد الطب العدلي في بغداد ليتم اجراء فحص ال(DNA) .
واضاف ان الوزارة تخطط للانتهاء من رفع جميع الرفاة لغاية الاول من اب المقبل، لتبدأ بعد عطلة عيد الاضحى بفتح مقبرتين اخريين عثر عليهما مؤخرا تضم رفاة 400 اخرين.
وعثر بعد عام 2003 وسقوط النظام المباد في بادية السماوة وغيرها من مناطق غربي البلاد على عشرات المقابر الجماعية تضم رفاة الاف من ابناء الكرد الذين قتلهم جلاوزة النظام المباد.
ووفقا لاحصاءات مديرية المقابر الجماعية بوزارة الشهداء والمؤنفلين بحكومة الاقليم، فان عام 2004 تم فتح اربعة مقابر جماعية في بادية السماوة، كان اغلب الضحايا من الكرد بمنطقة بارزان و گرمیان، ضمت المقبرة الاولى رفاة 114 مؤنفلاً في حين احتوت المقبرة الثانية على رفاة 45 ضحية، وضمت الثالثة رفاة 96 والرابعة 503 رفاة.
بدوره قال مدير العلاقات والاعلام بوزارة الشهداء في حكومة الاقليم فؤاد عثمان في تصريح للصباح الجديد، ان الزائر لتلك المقبرة يصاب بحالة من التأثر والذهول نظرا لحجم المأساة وانت ترى اطفالا ونساء دفنوا وهم احياء بهذه الطريقة الوحشية.
وتابع عثمان «عملية رفع الرفاة كان يفترض ان تتم امس السبت، وفقا للفريق الوطني لفتح المقابر الجماعية، ان عودة تيمور الذي كان الطفل الوحيد الناجي من عمليات الانفال، واحتراما لرأيه على ابقاء المقبرة على حالها نظراً لوجود أطفال وهم في حضن أمهاتهم، اجلت تلك العملية يوماً واحدا.
واضاف عثمان، ان عملية استخراج ورفع الرفاة قد تحتاج الى اربعة ايام او اكثر من العمل المتواصل، لافتا الى ان المقبرة، تضم رفات 100 شخص أغلبهم من النساء والأطفال».
وأضاف: «نحن الآن في مرحلة فتح المقبرة الجماعية، وسنبدأ غداً بإخراج رفات الضحايا ومن ثم سيتم نقل الرفاة إلى بغداد لإجراء فحص الـ، DNA قبل أن يتم إعادة جثامين الضحايا إلى مناطقهم في مراسم رسمية».
واكد عثمان، ان اغلب ضحايا المقبرة هم من ابناء منطقة گرميان، معلناً العثور على اربعة مقابر اخرى سيتم فتحها قريبا، متوقعا العثور على مقابر اخرى وفقا لشهود عيان.
إلى ذلك، قال عضو فريق فتح المقابر الجماعية في وزارة الشهداء والمؤنفلين بحكومة إقليم كردستان، أنور عمر، «هذه المقبرة الجماعية هي الأكثر تأثيراً بين المقابر التي شاركت في فتحها، فهي تسبب صدمة كبيرة، ما يدفعنا إلى التوقف عن العمل لبرهة لأنها تمثل مأساة كبيرة».
وكان الفريق الوطني لفتح المقابر الجماعية قد بدا الاسبوع المنصرم بفتح مقبرة جماعية بمنطقة الشيخية ببادية السماوة في محافظة المثنى، تضم رفات 100 امرأة وطفل كردي أعدمهم نظام صدام بدم بارد.
وقال العقيد أحمد مثنى، وهو من ضباط وزارة الداخلية العراقية، ومشرف أمني على المقابر في تصريح لموقع روداو، هذه مقبرة أخوتنا وأهلنا في إقليم كردستان، وهي تجمع النساء والأطفال معاً كما ترون، وتعد هذه المقبرة واحدة من عدة مقابر تتواجد في منطقة الشيخية في بادية السماوة «.
وأضاف، «هذا هو إجرام النظام المقبور، ومثلما ترون فيهم اطفال ونساء كردستان، للأسف فقد انتهت الانسانية، لأول مرة ارى مثل هذا المشهد الذي يدمي القلب».
مضيفاً، «لا أعرف ما اقترفه هؤلاء الأطفال والنساء ليتم تعذيبهم ودفنهم بهذه الطريقة في هذه المقابر الجماعية».