نصير الشيخ
وحِــدة ..
شجرةٌ تتعرى
في مهبِ خريفٍ وحيــــــدٍ
اغصانها تتقصفُ
جيـــــدٌ يتطامنُ في عزلتهِ
تتخفى خلف لياليــهِ
انهـارُ رواء…
نسوغُ يديــهِ
نهيراتٍ من ازمنـــةِ الحيرةِ
يتناقصُ طولاً ذلك الغصنُ
تتحرقُ اوراقـه. !!!
تتبعها خضرتهُ
تسفُ بها ريحٌ بائدةٌ
ماءُ الجذعِ يشفُ ….
اوراقٌ تتساقطُ
تتساقطُ……
الأخضر يهوي كجناحٍ يئسَ التحليقَ
يتهدلُ ذاك الغصن
تطوقهُ ريحٌ وخـريفٌ
يتعانقان
على واحاتِ يبـاس
ضيـاع
اتفرسُ وجهي في مرآةِ الصحـوِ
التمسُ الساعةَ فيهِ خطأ للدربِ
ودوائـَ للغـربةِ
امضي وحيـداً،
ابحثُ عن ((ألزا)) ثانيـةً
بين وجوهٍ تتخاطفني،
لا شيء بين يـدي
خطــواتٌ ثملةٌ،
ودخانٌ كان شهيقُ الأعماقِ
((ماتت ألزا.. هل يعني هذا مات الحب))1
لا يهدأُ بحرُ القلبِ المتطامنِ بالمرةِ
وخطاي،
تغيُ لونَ الزمنِ الناحـلِ
(1) عبارة للشاعر الفرنسي لويس اراغون
الوقت
أي نومٍ مستضئ
رافقه الحلمُ الأثيريُ ….
وايةُ سكينةٍ
تضطجعُ الفكرةُ / الطفلةُ فيها
وتلابيبُ القصيدة
آهٍ… يا طير المسرةِ في انشراحاتي
وافقــي
والسمواتِ البعيدة
آهِ .. اذ يستوطنُ الفيروزُ في عيني،
ويطفحُ من زواياي البنفســج
واحةً للحبِ اغـدو
وفراديساً من الأشعارِ انفجرُ….
غير أنى ساعة الصحوِ
يلبـدُ وحدتي غيمٌ
ويهطلُ من عيوني الليـل
والغيـثُ الحزين ..
ملح القرى
الأرضُ سبـاخٌ
والنهر صديـاً يشكو غربتـهُ
ريحٌ عبرت تهزأُ بالنـوءِ
أطفأت البهجَ فيـهِ
شجرٌ يابسٌ على ضفتيــهِ ..
قمـــــــر منتحــر،
تشهدُ ليلتــه
لا تصطفيــهِ العذارى حين يمرُ شحيحاً
ولا يجمعنَ الطــلَّ بسلتهِ
نسـاءُ القرى
فــنار
(1)
الريحُ…
ما قالـت الــريحُ
ربـانٌ وبحـــرٌ يحتشد.
للغامـضِ الأزرقِ افلاكٌ تتسـع
كأن شراعكَ انكسـرت
وتكشفت جـزرٌ…
تحاولُ عابثـاً ان تمسكَ الأرضَ
وتصغي للبـروقِ،
مـرجئاً…
بلـداً بعيـداً…!!
(2)
ــ بابٌ سأفتحــهُ
وألقي كل اسئلتي …
لـرملِ البحـر
للأفقِ أوقيانوس
يصعدُ من هياجِ الموجِ….
باباً…….ثم باباً…..ثم باباً
تفتحُ الروحُ القصيـةُ كفها
لليلِ اسرارُ الخلائقِ
اذ نطلُ على المدى ..
ياقوتةُ الأزمانِ تلصفُ
ضوؤها يدنـو..
وتبرقُ عند جمرتها المـوانئ