حاورته احلام يوسف:
فنان يمتلك موهبة استثنائية، لا يملكها الا القليل، يستطيع ان يوهمك بان ملامحه ملائكية بدور معين، ومن ثم يعود ليوهمك بان ملامحه تحمل خبثا ولؤما، من دون ماكياج يتطلبه اختلاف الادوار.
هذا هو الفنان عبد العزيز مخيون، الذي يقول ان هذا هو الفن والبراعة بالتمثيل، ان نتقمص الشخصية وننسي المتفرج شخصيتنا الحقيقية او أي دور آخر قمنا بتأديته.
عبد العزيز مخيون المعروف بشخصية طه السماحي في مسلسل ليالي الحلمية، التي جسدت المناضل المبدئي الذي يرفض الظلم والاحتلال، يقول عن هذه الشخصية التي يعيشها حتى الان: كنت دوما فنانا وسوف أظل فنانا، لم ادخل عالم السياسة ولا أحب السياسة، انا فنان يرفض الظلم، وانشد العدل، وعندي مشاعر وطنية وقومية، وهذا هو الفنان كما ينبغي ان يكون، ليس منفصلا عن الواقع الذي يحيا به، ولا يبتعد عن الجماهير. هناك قضايا قومية وعربية ووطنية يجب ان يكون الفنان له راي في كل ما يحيط به من احداث
ألا تجد أن بعض الآراء التي يعلن عنها الفنانون قد تؤثر بجماهيريتهم، وبما يجعل كثيرين يبقونها غير معلنة؟
هذا صحيح فنحن في عالمنا العربي لا نقدر الاختلاف، ولا نعترف به، ولا نقدر الرأي الاخر، ولا نستوعب طبيعة الخلق، ان يكون لكل منا رأي وشخصية مستقلة غير مستنسخة، والاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية، لكن في عالمنا العربي يبدو انه يفسد، فمطلوب ان أكون مثلك وان تتطابق الآراء، وهذا مستحيل، وبينما نطالب بالديمقراطية والحرية، نعد كل مختلف عنا بالرأي عدوا لنا.
هل يمكن للأعمال الفنية ان تجعل الجمهور يعي اختلاف الآراء واحترام الرأي الآخر؟
الاعمال الدرامية والسينمائية يمكن ان تقوم بتوعية الجماهير الى حد كبير، وترتقي بوعي الجماهير، لان الفن مهمته ان يقوم بتحليل الواقع وتفسيره، وتسليط الضوء على مشكلاته، أيضا يقوم بقراءة التاريخ وتفسيره، وربط احداثه بواقعنا المعاصر، خاصة في مجتمعاتنا العربية التي يدور فيها صراع مصيري، ويمكن أحيانا تقديم الحلول والمقترحات. وكل هذا يرتقي بوعي المتفرج. الفن يسهم في صناعة الوعي الجمعي للأمة.
لو عشت في زمن الملكية والاحتلال هل ستكون طه السماحي بنسخته الواقعية؟
لو عشت في ذاك الزمن بالتأكيد سأكون من رافضي الاحتلال ومقاوميه، لكن أيضا سأكون طه السماحي في ليالي الحلمية، يعني سأظل الفنان الذي يرفض الواقع ويؤدي دوره المطلوب منه من خلال الفن. انا مؤمن بدور الفن الكبير شرط ان تكون هناك مساحة من الحرية كي يستطيع ان يؤدي دوره وان يصل الى الجماهير من دون وجود سلطة، او رقابة تحول دون الاتصال والاندماج بالجماهير.
وعن آخر نتاجاته الفنية ذكر مخيون: فيلم الكنز الذي يعرض حاليا في دور السينما اما آخر اعمالي في التلفزيون فهو مسلسل الكبريت الأحمر بجزئيه الأول والثاني عام 2018.