عدّه علماء الاستكشاف الآثاري الأبرز لحد الآن في العالم
السليمانية ـ عباس كاريزي:
تمكن فريق اثاري كردي الماني من العثور على مدينة أثرية في محافظة دهوك يعود تأريخها إلى 3800 عام خلت.
ويقول احمد جمال عضو في الفريق الآثاري الكردي الألماني، ان الاستكشاف الجديد يعد من اهم ما توصل اليع علماء الاثار، مشيرا الى ان المدينة المستكشفة تسمى مدينة «زاخيكو»، وتقع غربي محافظة دهوك، وقد ورد ذكرها في القصص القديمة التي لم تحدد مكانها.
واضاف جمال، ان الاثار المستكشفة بمدينة «زاخيكو» الميتانية في محافظة دهوك، يعود تاريخها الى 3800 عام، وتم نقل جزء من الآثار المكتشفة إلى ألمانيا للدراسة والتحليل.
وأضاف: « تم العثور في زاخيكو على ثمانية رقم طينية عليها كتابات مسمارية يجري تحليلها ودراستها من قبل علماء آثاريين»، واردف « كما تمكن علماء الاثار من العثور على جدران ملونة في المدينة».
واوضح، ان «عمليات الحفر والتنقيب توقفت مع ارتفاع منسوب مياه خزان سد الموصل خلال موسمي الشتاء والربيع، الذي ادى الى أغراق الموقع الذي يقع على حافة مياه السد، ما ادى الى ايقاف أعمال التنقيب، التي استؤنفت مع انخفاض منسوب المياه».
بدوره اكد مدير دائرة اثار محافظة دهوك، الدكتور حسن أحمد في تصريح للصباح الجديد، ان هذا الإنجاز الآثاري يعد أكبر الاكتشافات الآثارية في العالم، وينبغي أن يعرف العالم كله أين تقع المدينة المكتشفة، والعثور على مدينة زاخيكو الميتانية يعيد إلى العصر الحديث حضارة كردستان».
يعتبر اكتشاف أطلال مدينة زاخيكو حدثاً مهماً عند الآثاريين وإثباتاً لمجموعة حقائق تاريخية إلى جانب فوائد أخرى، ويقول الآثاري عزيز مالطايي: «من خلال هذا التاريخ نبين لكل العالم بأن هذا المكان كان مهداً للإنسانية والحضارة قبل أي بقعة أخرى من العالم».
وتظهر الكتابات الموجودة على الرقم المكتشفة أن مدينة زاخيكو كانت في الألف الثاني قبل الميلاد مركزاً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وتجارياً مهماً.
وتقع مدينة زاخيكو بالقرب من قرية كمونا بمحافظة دهوك، على ضفاف بحيرة سد الموصل، وقد بناها الميتانيون الذين حكموا المنطقة قبل 3800 سنة، وبعد بناء سد الموصل، تظهر آثار زاخيكو عند انخفاض منسوب المياه في خزان السد لتغرق من جديد عن ارتفاع منسوب المياه.
ويضيف، تم اكتشاف قرابة مئة قطعة اثرية والعديد من الألواح والرقم الطينية والقطع الاثرية الجيرية وقطع نقدية ونصوص مسمارية.
واضاف حسن انه بعد تحليل اثنين من القطع الاثارية يتضح ان الاثار تعود الى مدينة مزربان المفقودة في حضارة ميزوبوتاميا القديمة، التي ذكرت في الكتابات المسمارية للألف الثالث قبل الميلاد.
ويشير الموقع الاثري المستكشف الى وجود دولة قديمة في دهوك قبل عصور وحملات الغزو القديمة التي شهدتها المنطقة، والتي كان يطلق عليها مزربان، وفقا لعلماء الاثار.
وكان فريق من علماء الآثار الفرنسيين قد عثروا على بقايا مدينة قديمة مفقودة قرب محافظة السليمانية في إقليم كردستان وفقا للمركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية.
وقال المشرف على متحف مدينة السليمانية هاشم حمه عبد الله في حديث سابق للصباح الجديد، ان البعثة الفرنسية اكتشفت اسسا لأبنية كبيرة واسعة من الحجر واختام أسطوانية ومجموعة من الرقم الطينية، التي تحتاج الى ترميم وصيانة ودراسة نتيجة لتفتت بعضها نتيجة لاستخدام سكان القرى القريبة، الموقع لأغراض الرعي والزراعة.
وتابع حمه عبد الله، ان الموقع يعود الى العصر الاكدي القديم، وان الرقم تشير الى ان الموقع يعود الى امير احدى المناطق كان يدير المنطقة منه، مؤكدا ان البحث مستمر لاستكشاف تفاصيل اكثر عن الموقع، الذي قال انه حسب الادلة التي عثر عليها يعود الى اللولوبيين، الذين يعدهم الشعب الكردي اجداده، مضيفا ان الدراسات تشير الى ان منطقة السليمانية كانت خاضعة لحكم اللولوبيين التي يعود فترة حكمهم الى الالف الثالث قبل الميلاد.
واضاف، ان الانظمة السابقة كانت تسعى لطمس الحضارة والتأريخ القديم لإقليم كردستان، لذا فهي كانت تمنع اجراء عمليات تنقيب وبحث عن الاثار في الاقليم، بما ان الاقليم في بداية نشوء عمليات بحث حقيقية عن الآثار، لذا فهو يحتاج الى كوادر وخبرات ومختبرات علمية للتعامل مع الاثار، لذا فانه يستعين بالبعثات الاجنبية، اردف «هناك الان فقط في محافظة السليمانية 22 بعثة اجنبية تعمل في مناطق مختلفة من المحافظة».
وقال، انه وبعد سقوط النظام المباد حصلت عمليات نبش وحفر ونهب للعديد من المواقع الاثرية في مناطق وسط وجنوب العراق، تمكنت حكومة الاقليم بالتعاون مع المختصين من اعتراض تهريب العشرات من القطع الاثرية، التي كانت تباع الى مهربين من خارج الاقليم وتابع الى دول الجوار والمنطقة.
واوضح المشرف على متحف السليمانية، ان المعلومات التي لدينا عن الحضارة في الاقليم ما زالت في بدايتها، لأنه لم تحصل عندنا عمليات تنقيب واسعة كما في الوسط والجنوب، وانه وفقا لعلماء اثار «ان اجراء عمليات تنقيب للمواقع الاثرية في اقليم كردستان، سيقلب المفاهيم عن الحضارة في المنطقة والعراق، لان مهد الحضارة لهذه المنطقة يقع في اقليم كردستان، وان البعثات الاجنبية تتفاخر بانها اتت الى هنا للتنقيب لأنها منطقة غير مستكشفة تغلفها الكثير من الاسرار.