الصباح الجديد – وكالات:
جعل الله سبحانه وتعالى شهر رمضان، شهر الصيام وقراءة القرآن وفعل الخير وكف الأذى عن الناس، يسمو بأجوائه عن الغوغائية والعشوائية والاستهلاك الأرعن.
شهر رمضان يرتقي فيه الإنسان بروحه وأخلاقه عن كل النقائص ما استطاع، وتترجم فيه السلوكيات الأخلاقية التي دعا إليها الإسلام ترجمة عملية بعيدة عن التصنع والتكلف.
رمضان، شهر القرآن من حيث قراءته وتدبره والاستئناس به، وشهر صلة الرحم والتآلف والتسامح والابتعاد عن الخصومات وكل ما يدني من الأخلاق.
لكن تطورت بعض التقاليد لتملأ الشق الأكبر من الغاية من رمضان إلى عادات وتقاليد، احتلت أهمية كبرى في الشهر الفضيل، اذ أصبح التركيز في هذا الشهر على التفنن والإبداع في موائد الفطور، بشكل يبعث على الاستغراب من الكميات المهولة في الاستهلاك، فلم يعد يقتصر الأمر على الموجود أو ما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل صار شهر رمضان محطة استهلاكية متعبة تثقل كاهل الأسر. وهذا قلل من الزيارات العائلية لأنها أصبحت ثقلا إضافية وباتت تسبب احراجا للكثير منهم.
ومن العادات السيئة التي انتشرت بفعل تطور العمران انشغال الناس بالمقاهي بدل الاهتمام بالأنشطة العلمية والثقافية التي كان يتسم بها ليل رمضان، ولم يعد الليل محطة استراحة بقدر ما عاد محطة السهر.
وبالنظر إلى التطورات التي أصبح يعرفها شهر رمضان في عصرنا الحالي، صارت العادات هي المتحكم الرئيس في الشهر الكريم، مما يفيد أن الخطر أصبح يهدد شهر التوبة والمغفرة، من كونه محطة سنوية لتجديد الروح، إلى محطة سنوية ترهق الناس في شؤونهم الاقتصادية بضغط من الأعراف والعادات.
رمضان بين العادة والعبادة
التعليقات مغلقة