يبدو ان التطور العلمي والتكنلوجي سيضع خصوصياتنا على “المحك ” ويعرضها الى خطر التشهير والفضائح والكشف عن المستور بسبب تحول الاجهزة المتداولة في حياتنا ومنها الهاتف النقال “الموبايل ” الى أداة فضح الخصوصيات والطبائع والعادات والصفات والمواصفات القياسية لكل منا !
نقلت لنا الاخبار مؤخراً بأن “آيفون ” ستطرح هاتفاً جديداً يتمتع بميزة جديدة تنبهك أن كانت رائحة جسمك كريهة أو غير جيدة ، أو تنبهك الى أن رائحة فمك كريهة !
يتمتع النظام الجديد بإنه يسمح لأجهزة الاستشعار في “آيفون” بالتعرف على المواد الكيميائية أو الغازات المنتشرة في الهواء، او الروائح الصادرة أو المنبعثة من جسم وفم مستخدم الهاتف واكتشافها ما إذا كانت رائحة صاحبها كريهة ، ومن ثم تقوم بتنبيهه !
وبفضل أنتشار واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي ، وتسيد ثقافة التسقيط والايقاع بالآخرين من قبل الشمات والحساد والفضوليين والارتزاقيين ، فإن هذه الميزة ستمنح بعض ممن يعشقون هواية الصيد في الماء العكر ، فرصة النيل من خصومهم أو منافسيهم أوحتى من أقربائهم وأصدقائهم !
وأذا كانت التكنلوجيا الحديثة بدأت بكشف وفضح الروائح الكريهة والنتنة رغماً عن أنف المستخدم أيا كان وزنه أو حجمه أ, موقعه أو منصبه ، فأن البعض يخشى أن تتطور هذه التكنولوجيا لتكتشف لنا “العقول والافكار والنفوس المريضة ” ، التي تعبث بمصائر ومقدرات المواطنين والافراد على حد سواء !
وأذا ماتم هذا الاكتشاف وتفعليه عبرتطبيقات الهواتف النقالة، فانها ستحدث ثورة من الفوضى والمشاكل والفضائح بين الناس وخصوصاً بين السياسيين الذين يمضون ويقضون دوراتهم البرلمانية بالقيل والقال والتصريحات والاتهامات والامتيازات وأبتزاز هذا وذاك !
لهذا فإن هذه الاجهزة ستكون كاجهزة “المفراس” و”السنوار” تظهر النفوس والقلوب والارواح والعقول المريضة على حقيقتها مع تشخيص دقيق للامراض المستعصية والعلل و الاورام والتخلف والعقد والوهن الذي أصاب أصحابها !
وربما البعض لايحتاج الى كل ذلك هذه الاجهزة والتكنلوجيا الحديثة لان الكتاب كما يقال “باين من عنوانه” بلهجة الاشقاء المصريين !
• ضوء
أعمل على أن تكون خارج حضيرة القطيع البشري!
عاصم جهاد