مرشّح المعارضة في إسطنبول يؤكد تقدّمه على يلدرم
متابعة ـ الصباح الجديد :
أعلن مرشح المعارضة في إسطنبول أكرم إمام أوغلو أنه ما زال متقدماً على منافسه من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم بن علي يلدرم، بعد إعادة فرز بطاقات اقتراع اعتُبرت باطلة في نحو نصف دوائر المدينة التي طعن حزب الرئيس رجب طيب أردوغان بنتائج الانتخابات فيها.
وبعد ان خسر في أنقرة وإسطنبول، في الانتخابات البلدية التي نُظمت الأحد الماضي، طعن الحزب الحاكم بالنتائج في المدينتين، شاكياً من «مخالفات فاضحة».
واتهم أردوغان أوروبا والولايات المتحدة بـ «التدخل» في شؤون تركيا، بعد تعليقاتهما على الانتخابات البلدية. وقال: «يجب أن تبقى أميركا وأوروبا اللتان تتدخلان في شؤوننا الداخلية، في مكانهما. القرار النهائي يعود الى اللجنة الانتخابية العليا». ولفت الى أن تقديم الطعون هو حق، معتمد ايضاً في أوروبا والولايات المتحدة. وفي إسطنبول، أعادت اللجنة العليا للانتخابات احتساب الأصوات التي اعتُبرت باطلة، في 15 من 39 دائرة، وأعيد فرز كل الأصوات في 3 دوائر أخرى. وفي أنقرة، أعيد فرز كل الأصوات في 11 من 25 دائرة.
لكن الشكاوى استمرت امس الأول الجمعة، لدى الفروع الاقليمية للجنة. وتحدث «العدالة والتنمية» عن أكثر من 300 ألف صوت باطل في إسطنبول، ونحو 110 آلاف صوت في أنقرة. وطالب بإعادة الفرز في كل الدوائر الـ 39 في إسطنبول، وفي كل الدوائر الـ 25 في أنقرة.
واعلن الناطق باسم «العدالة والتنمية» عمر جيليك أن حزبه سيحترم النتائج ويهنئ الفائز «بمجرد أن تكون إرادة الشعب واضحة للعيان».
لكن إمام أوغلو ذكر أنه يتقدّم بفارق 18742 صوتاً على يلدرم، بعد إعادة فرز الأصوات الباطلة في 17 من 39 دائرة في إسطنبول. واضاف: «يُفترض مما أراه أن تنتهي العملية في عطلة نهاية الأسبوع. سينخفض الفارق بحيث يكون بين 18 و20 ألف صوت. هذا ما تظهره كل التوقعات. هذه أرقام متقاربة جداً». وانتقد إمام أوغلو مطالب الحزب الحاكم بإعادة فرز الأصوات، متسائلاً «إلى أي مدى سنعيد الفرز؟ يُعاد الفرز الآن في مناطق، ولكن هل من المنطق أن تستمرّ إعادة الفرز إلى أن أخسر»؟
على صعيد آخر، أعلن أردوغان أن تركيا لا تزال تسدد دفعات مالية بموجب اتفاق أبرمته لشراء منظومة الدفاع الصاروخي «أس-400» من روسيا، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لم تقدّم الشروط ذاتها عندما عرضت بيع بلاده صواريخ من طراز «باتريوت».
وسُئل عن محادثاته في موسكو الأسبوع المقبل، فأجاب: «تحتل أس-400 مكاناً مهماً في محادثاتنا. الحجج الأميركية خاطئة جداً. أنهينا عملية أس-400 ونواصل دفع الأموال».
لكن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعرب عن «ثقته» بالتوصل إلى حل للأزمة، قائلاً: «أجريت محادثة جيدة ومطوّلة مع وزير الخارجية التركي» مولود جاويش أوغلو. وزاد: «هناك فرص عظيمة أمام الولايات المتحدة وتركيا للعمل معاً عن كثب». على رغم ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها لا تناقش تشكيل مجموعة عمل مع أنقرة حول شرائها «أس-400». وقال ناطق باسم الوزارة: «(تشكيل) مجموعة عمل فنية في هذه المرحلة ليس ضرورياً وليس وسيلة تناقشها الولايات المتحدة بوصفها حلاً» للخلاف.
جاء ذلك بعدما قال جاويش أوغلو إن أنقرة اقترحت على واشنطن تشكيل مجموعة عمل لتحديد هل أن تلك المنظومة تشكّل خطراً على العتاد العسكري للولايات المتحدة أو الحلف الأطلسي.
وأعرب الوزير التركي عن «دهشته» لبيان أصدرته الخارجية الأميركية في شأن لقائه بومبيو في واشنطن، معتبراً انه كان معداً قبل اجتماعهما. وأضاف: «هذه اللغة لا تعكس الحقيقة ولم تُستخدم» خلال الاجتماع. وشدد على ان الأميركيين «لم يذكروا أبداً مثل هذه الأمور في شأن أعمال أحادية لتركيا»، وزاد: «اتفقنا على مواصلة العمل معاً في شأن هذا الموضوع».
وعلّق بومبيو على تصريحات نظيره التركي، قائلاً: «قرأت نصّ البيان، وأنا متمسّك بكل كلمة وردت فيه».
جاء ذلك بعدما أعلنت الخارجية الأميركية أن بومبيو حذر جاويش أوغلو من «تداعيات مدمّرة محتملة لأيّ عمل عسكري تركي أحادي» في سورية. وتابعت انه دعا خلال لقائه نظيره التركي، إلى «حلّ سريع لملفات مرتبطة بمواطنين أميركيين» أو موظفين محليين في البعثات الديبلوماسية الأميركية «احتُجزوا ظلماً» في تركيا.