الصباح الجديد ـ وكالات:
قال حزب العمال المعارض في بريطانيا امس الاول الجمعة إن محادثاته مع الحكومة بخصوص اتفاق في اللحظات الأخيرة بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي لم تحقق تقدما، في الوقت الذي قال فيه زعماء بالاتحاد إن رئيسة الوزراء لم تقنعهم بإمكانية السماح لبريطانيا بتأجيل الانسحاب المقرر الأسبوع القادم.
وكتبت ماي رسالة إلى بروكسل تطلب من زعماء الاتحاد تأجيل خروج بريطانيا حتى 30 حزيران.
لكنهم أصروا على أنه يجب عليها أولا تقديم خطة قابلة للتطبيق لضمان التوصل إلى توافق في البرلمان البريطاني على خطتها للانفصال.
وقال حزب العمال، الذي لجأت إليه ماي على مضض بعد إخفاقها ثلاث مرات في تمرير الاتفاق في البرلمان، إن الحكومة «لم تعرض تغييرا حقيقيا أو حلا وسطا».
وأضاف في بيان «نحث رئيسة الوزراء على إدخال تغييرات حقيقية على الاتفاق الذي توصلت إليه».
وقال كير ستارمر المتحدث باسم شؤون الانسحاب من الاتحاد في حزب العمال إن الحزب يريد للمحادثات أن تستمر، وقال متحدث باسم مكتب ماي إن الحكومة قدمت «مقترحات جادة» في المحادثات وتريد استمرارها في مطلع الأسبوع «من أجل تقديم اتفاق يحظى بقبول جميع الأطراف».
ويتطلب أي تمديد للخروج موافقة جماعية من دول الاتحاد، وربما تكون مصحوبة بشروط.
وقالت كاتارينا بارلي وزيرة العدل الألمانية على تويتر «يجب أن ينتهي هذا اللعب لكسب الوقت».
وتسببت الانقسامات الشديدة في حزب المحافظين وفي الحكومة وأيضا في حزب العمال، في سلسلة طويلة من عمليات التصويت في البرلمان أخفقت فيها سيناريوهات تراوحت بين الخروج من الاتحاد دون فترة انتقالية وإلغاء الخروج.
وبعد أن أدركت أن حكومة الأقلية التي ترأسها لا تستطيع تمرير اتفاق خروج بريطانيا بمفردها بدأت ماي محادثات هذا الأسبوع مع زعيم حزب العمال جيريمي كوربين على أمل الوصول إلى حل يتفق عليه الحزبان.
*رسالة إلى بروكسل
وعلى أمل إرضاء زعماء الاتحاد، كتبت ماي رسالة إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك يوم الجمعة تطلب فيها تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد حتى 30 يونيو حزيران على أبعد تقدير. وأقرت بأن بريطانيا ربما تضطر لإجراء انتخابات البرلمان الأوروبي في 23 من مايو أيار، وهو ما ترجو أن تتجنبه.
وقالت الرسالة «تريد الحكومة الاتفاق على جدول زمني للتصديق على الاتفاق يسمح للمملكة المتحدة بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي قبل 23 مايو 2019 وبالتالي إلغاء انتخابات البرلمان الأوروبي لكنها ستواصل اتخاذ الاستعدادات المسؤولة لإجراء الانتخابات إذا لم يتسن تحقيق ذلك».
وقال مسؤولون بالاتحاد إن توسك يعتزم اقتراح تمديد يبلغ عاما ويمكن تقليصه أيضا إذا أقرت بريطانيا اتفاق الانسحاب.
وقال المسؤول «يبدو هذا السيناريو جيدا للطرفين لأنه يعطي بريطانيا كل المرونة اللازمة بينما يجنبنا الحاجة للاجتماع كل بضعة أسابيع لتناول مد مهلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بمزيد من النقاش».
لكن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته قال إن رسالة ماي تثير تساؤلات. وأضاف «نأمل في مزيد من الوضوح من جانب لندن قبل يوم الأربعاء القادم».
وقال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير «إذا لم نفهم سبب مطالبة المملكة المتحدة بتمديد، فلا يمكننا أن نوافق».
وبدأت فكرة دعوة البريطانيين ،الذين صوتوا لصالح الخروج بأغلبية 52 بالمئة مقابل 48 بالمئة قبل نحو ثلاث سنوات- لتأكيد أو رفض أي اتفاق للانسحاب تكتسب قوة دافعة في بريطانيا.
لكن ماي وكثيرا من المشرعين في الحزبين الرئيسيين يعارضون ذلك بشدة، قائلين إنه يشكل خيانة للناخبين ويقوض الديمقراطية، وخاصة إذا تضمن ذلك خيارا بالبقاء في الاتحاد.