فيما اكملت حكومة السيد عادل عبدالمهدي ايامها المئة التي حددتها لها الكتل السياسية مدة اولى لإثبات مدى قدرتها على احداث التغيير المطلوب وفقا لبرنامجها الحكومي الذي اعلنته ليلة نيلها ثقة البرلمان ..يُثار تساؤل في شتى الاوساط ..ما الذي تحقق من الوعود الحكومية ، وما الذي بإمكان المراقب قراءته وهو يتابع اداء الحكومة من برنامجها الطموح جدا ؟
في بداية الكلام سيُقال ان كابينة الحكومة مازالت منقوصة، فهناك اربع حقائب وزارية مهمة ، هي الداخلية والدفاع والعدل والتربية ، لم يتم اشغالها لحد الان ، ووجود نقص حكومي بحجم ووزن الوزارات المتبقية سيكون تأثيره سلبيا على مجمل اداء الكابينة ، حتى وان كانت هذه الوزارات تُدار بالوكالة .. وفيما عدا ذلك ، فإن الصعوبات التي تواجه الحكومة هي الاخرى ليست سهلة ، فالموازنة لم تدخل حيز التنفيذ حتى الان ، كما ان الصراعات في المحافظات على منصب المحافظ على اشدها ، ومعلوم كم هو تأثير الحكومات المحلية على مستوى الاداء والتنفيذ للكثير من فقرات البرنامج الحكومي ، بيد ان حكومة السيد عبدالمهدي ، وعلى الرغم من شبكة التعقيدات والمشكلات التي تواجهها ، تحاول رسم مسارات للخروج من عنق الزجاجة من خلال انتهاج سياسة المتابعة الميدانية ، وهي سياسة محمودة ، وتمثل ملمحا مهما من ملامح المرحلة الجديدة ، اذ ان النزول الى الميدان بنحو مباشر ومفاجئ من شأنه ان يعطي صورة حقيقية للواقع من دون رتوش ، وجلاء الصورة امام صاحب القرار سيساعده كثيرا على المعالجة السريعة والمناسبة ..
النزول الى الميدان بدأه رئيس الوزراء في العاصمة بغداد ثم طار الى البصرة وتجول في شوارعها واطلع على جانب من مأساتها ، هذه المأساة التي تفاقمت كثيرا ، لابتعاد المسؤولين عن الميدان والاعتماد على التقارير المكتوبة التي غالبا ما تجعل من مياه الهور مرقا ، وقصبها ملاعقاً !! في حين ان الامر ليس كذلك..كما كان لزيارة رئيس الوزراء إلى منفذ طريبيل الحدودي صدى طيبا ، وبالتأكيد ستسهم هذه الزيارة في معالجة الكثير من المشكلات التي تعاني منها المنافذ الحدودية وما يثار حولها من لغط وضجيج عاليين .
زيارة البصرة وبعدها طريبيل ، كأنها كانت توجيهاً للوزراء الاخرين للنزول الى الميدان ، فكنّا ان تابعنا زيارات ميدانية كثيفة مهمة لعدد من الوزراء من بينهم وزير الموارد المائية ووزير النفط ووزير التخطيط ووزير الهجرة والمهجرين ، ووزير الشباب والرياضة ، وشملت جولات الوزراء محافظات البصرة وذي قار وميسان والمثنى وبابل والموصل وواسط ، ,والديوانية وديالى ومحافظات اخرى .. وحظيت تلك الزيارات باهتمام شعبي واضح ، على امل ان تسفر عن نتائج ايجابية تخدم الناس والمجتمع ، فجميع محافظاتنا تشكو ترديا واضحاً في الخدمات ، وفيها عشرات المشاريع المتوقفة او المتلكئة ، وهي تحتاج الى قرارات حاسمة من اصحاب القرار لإكمالها ، وهذه المشاريع تشمل شتى المجالات ..
وخلاصة القول ، ان مئة يوم ليست كافية لتقييم مستوى اداء حكومة تؤدي مهامها في بلد مثل العراق يطفو على موج من المشكلات ، ولكن هذا لا يعطي الحكومة مبررا او مسوغا لتبرير قصورها او عجزها عن اداء مهامها في مقبل الايام ، والاهم من هذا وذاك ، ان الحكومة تحتاج الى شد ازرها ودعمها من قبل مجلس النواب لتمكينها من اداء مهامها ، ومن ثم مساءلتها فيما لو اخفقت في عملها ..اليس كذلك ؟؟
عبدالزهرة محمد الهنداوي
مابعد ال(١٠٠) يوم
التعليقات مغلقة