بعد صيام استمر 3 أيام
نينوى ـ مراسل الصباح الجديد:
يحتفل الايزيديون في العراق، اليوم الخميس وغدا الجمعة، بعيد “خدر الياس” بعد صيام استمر 3 ايام، ويقتصر الاحتفال كما يقول صحفي ايزيدي على مراسيم اجتماعية وشعبية وليس هنالك اية مراسيم دينية خاصة في معبد لالش، المعبد الوحيد للايزيديين في العالم.
وتعد شخصية النبي خدر الياس شخصية مقدسة في الكثير من الاديان بضمنها الديانة الايزيدية، ويرى خبراء وباحثون ان لهذه الشخصية ما يشابهها في المعتقدات الدينية السومرية والبابلية والاشورية وغيرها.
يقول الصحفي الايزيدي نصر حاجي دوملي لـ “الصباح الجديد” ان “الايزيديين يصومون 3 ايام من كل عام ويسمى صيام النبي خدر الياس، ويبدأ الصيام يوم الاثنين دائما، فيما يكون يومي الخميس والجمعة عيدا”.
واضاف “الاحتفال بعيد صيام النبي خدر الياس تقتصر على الاهالي في القرى والبلدات الايزيدية، وهي مراسيم اجتماعية لا اكثر يتم خلالها تبادل التهاني، ولا توجد اية مراسيم دينية تقام في معبد لالش المقدس (45 كلم جنوب شرق دهوك)”.
وحول تفاصيل عيد صيام خدر الياس، افاد بالقول “نحن كايزيديين نعد ان هذا الطقس مرتبط بالعملية الزراعية، وعلى وفق مفاهيمنا فانه بحلول العيد ينتهي موسم نثر او زراعة البذور، ولدينا قول معروف بلغتنا الكردية يلخص ذلك ومفاده (خدر لياس سال خلاص) ومعناه (بحلول عيد خدر الياس فان موسم نثر البذور انتهى) ونحن نطبق هذا القول ببعض الطقوس التي تحمل دلالات”.
ومضى بالقول “في اليوم الاول من الصيام تقوم ربات البيوت الايزيديات بقلي سبعة انواع من الحبوب، وهي الحنطة، الشعير، الباقلاء، الحمص، العدس، وبذور البطيخ وبذور عباد الشمس، ثم نطحنها جميعا، كما يقمن بقلي كميات اكبر من الحنطة ويضاف لها مسحوق البذور السبعة مع مستخلص التمر اي الدبس، مع بذور السمسم المقلية، وصنع حلاوة العيد المسماة لدينا بيخون او السويق، على شكل كرات مدورة بحجم كف اليد”.
ونوه دوملي الى انه “ينبغي بكل شخص ايزيدي يحمل اسم خدر او الياس ان يصوم الايام الثلاثة، كما ان يوم الخميس من الاسبوع الاول من شهر شباط وفق التقويم الشرقي المعتمد لدينا يجب ان يكون اليوم الاول للعيد”.
وتابع “كما ان الايزيديين يمتنعون عن الخروج للبراري والحقول للصيد طوال ايام الصيام والعيد احتراما منهم للنبي خدر الياس الذي يجوب البراري والسهول في هذه الايام الخمسة، فضلا عن ان بعض الشباب يتعمدون بتناول كميات كبيرة من الحمص المقلي قبل الذهاب للنوم، على امل ان يصيبهم العطش ويحلموا بانهم يرتوون بالماء من منزل ما، واذا ما حصل ذلك لشاب او شابة فهذا يعني ان قسمته ونصيبه من الزواج ستكون من هذا المنزل سواء للذكور او للاناث”.
واشار دوملي الى انه “بالرغم من ان الايزيديين بات اقبالهم على الاحتفال باعيادهم قليل نسبيا بسبب ما اصابنا من كارثة مريرة عقب اجتياح تنظيم داعش الارهابي على قضاء سنجار الذي يعد ابرز معاقل الايزيدية في العراق، وما اسفر عن ذلك من اعمال خطف وقتل وابادة جماعية، الا اننا دائما ندعو الى الله سبحانه وتعالى بان يمن على مختطفاتنا بالحرية وسلامة العودة لذويهن وباسرع وقت ممكن، لاننا نامل في اعادة جميع المختطفات ونستقبلهن كقديسات”.
ويشار الى ان الايزيديين لا يذبحون الذبائح في هذا العيد، كما يستحرمون الصيد طوال ايام الصيام والعيد.
ويرى مختصون ان لخدر والياس ما يماثلها ويتطابق معها في العديد من الأديان فهو (الخضر) عند العرب المسلمين، و(خواجة خضر) عند الهنود وعند الكرد هو (خدرى زينده Xidirê Zêndê) ) أي خدر الحي، ويسمى عند المسيحيين (جرجي أو جرجيوس) وعند بني إسرائيل (ارميا)، ويرى البعض انه (إيليا) بسبب التشابه اللفظي بين (إيليا والياس) وعند بعض العرب (شيخ البحر) وعند آخرين (راعي المياه) . وعلى ما ذكره الباحث ابو شفان في بحثه بهذا الخصوص فأن شخصيتي خدر والياس هما الهي (ادد اوهدد )المسؤولين عن المطر والخضرة في إعتقادات الشعوب العراقية القديمة .
ولم تلقَ اي من الشخصيات الدينية بين الشعوب واعتقاداتها رواجاً وقبولاً مثل خدرالياس على الرغم من اختلاف الأزمنة والروايات بين الشعوب ومعتقداتها.