سمير خليل
تأسست دار المامون للترجمة والنشر في منتصف عام 1980 لتهتم بتشجيع حركة الترجمة في العراق باعتبارها الوسيلة المؤثرة في نقل المعلومات وتبادل المعرفة ،واصبحت خلال مدة قصيرة من عملها من دور النشر المعروفة على نطاق الوطن العربي اذ رفدت الساحة الثقافية بروائع الكتب المترجمة عن اللغات الاجنبية الى العربية في مجالات الادب والفن والتاريخ والآثار والموسوعات العلمية والكتب العامة.
وقد اصدرت الدار الكثير من العناوين وكذلك قامت بترجمة مختارات من الشعر العراقي والكتب الادبية الى اللغات الاجنبية وصممت اصداراتها الكترونيا وذلك لمواكبة التطور التكنولوجي في عالم الحاسوب.
وحالها حال المؤسسات الثقافية والعلمية الاخرى تلكأت دار المامون في عملها خلال السنوات الماضية وشهدت تراجعا في انتاج المطبوعات لاسباب شتى.
مؤخرا تسلم ادارة الدار العامة وكالة الكاتب والاعلامي ساطع راجي في محاولة للنهوض بعمل هذه المؤسسة المهمة وفق الامكانيات والجهود المخلصة ،والخطوة التي خطتها الدار بعد هذا التغيير اعادة اصدار مجلة المأمون وجريدة المترجم ،هنا حوار عن واقع دار المأمون للترجمة
يقول مدير عام الدار ساطع راجي
– بالاضافة لدور الدار في النشر والترجمة فان من مهمات الدار الاصلية اصدار مجلة وجريدة ،الدار وقبل 4 سنوات كانت تصدر ثلاث مجلات هي (المأمون) باللغة العربية و(كلكامش) باللغة الانكليزية و(بغداد) باللغة الفرنسية بالاضافة لجريدة المترجم العراقي الشهرية ،ورغم ان الدار تضم امكانات ثقافية وعلمية وكادرا للترجمة فيه عشرات المترجمين فانها تعرضت للتلكؤ نتيجة عقبات ادارية وروتين خلال هذه السنوات ادت الى توقف الاصدار الورقي وتم الاكتفاء بنشرها على الموقع الالكتروني للدار بصيغة بي دي أف وبدون مراعاة للتصنيف المتعارف عليه بالمطبوعات من حيث الابواب والتغطية ،حاليا وبعد تسلم ادارة الدار اعيد اصدار جريدة المترجم ومجلة المامون ورقيا بجهود الدار الذاتية وبدون اي دعم مادي من اي جهة عراقية او غير عراقية ولا حتى من دوائر الوزارة ،حرصنا في جريدة المترجم على متابعة المستجدات الثقافية وبعدة لغات ومن مختلف بلدان العالم ونقلها الى اللغة العربية بشكل منتظم وسريع بهدف اطلاع الوسط الثقافي العراقي على احدث الفعاليات والاحداث الثقافية وبالاتجاهات الجديدة في التشكيل والمسرح واصدارات الكتب في مختلف مناحي الفكر والفنون .
*وهل تتمتع الدار باستقلالية خاصة بالنشر ام تخضع لسياسة الوزارة والدولة عموما؟ ماهي مديات دعم ومساعدة الدار للكتاب والناشرين من داخل الوزارة وخارجها ؟
– سياسة دار المأمون سياسة عامة باعتبار مطبوعاتها تتسم بثقافة ملتزمة وهناك هيئة استشارية تشرف على اختيار العناوين والموضوعات واحالتها الى مراجع علمية ولغوية،لكل مطبوع اجور تعضيد وتأليف وترجمة ،للمترجم والمراجع اللغوي والعلمي ،لكن هذا الدعم يتأثر بالسياسة المالية العامة للدولة وامكانيات الوزارة».
*كيف هي علاقة الدار مع المؤسسات الثقافية في العراق والمحيطين العربي والعالمي؟
– السنوات الماضية شهدت ضمورا بالعلاقة وهذا بسبب عدم وجود سياق منتظم للمفاصل بين وزارة الخارجية ووزارة الثقافة نظرا للمتغيرات القانونية والسياسة العامة بعد سقوط النظام البائد حيث كانت هذه المؤسسات تعمل وفقا لمنظومة موحدة وتلتزم بمنهج سياسي حزبي ثابت ومع تغير نظام الحكم انهارت المنظومة السابقة وهو امر طبيعي وجيه لكن المشكلة هي عدم ظهور منظومة جديدة لتنسيق العلاقة بين المؤسسات الثقافية ومنها دار المأمون مع بقية مؤسسات الدولة وبالاخص مع الجهات التي يقع على عاتقها التعريف بالعراق وحضارته ومنجزاته ورموزه الثقافية والفكرية دوليا».
*ابرز مشاركاتكم في معارض وانشطة داخل وخارج العراق؟
– للاسف مشاركات الدار خلال السنوات الماضية تراجعت كثيرا وذلك لقلة التمويل وعدم وجود ارادة لتجاوز العقبات والخروج من الاطر الضيقة للتعامل مع النشاط الثقافي بعيدا عن التفكير التقليدي وفي خطواتنا الحالية نسعى الى استعادة التواصل مع الجهات والمؤسسات التي تنظم معارض الكتب في داخل العراق وخارجه لبحث امكانية مشاركة الدار ولو عبر الحصول على استثناءات مالية وادارية مع الجهات المنظمة، وحتى قبل ثلاثة اشهر كانت لدينا 4 معارض دائمية الاول في دائرة السينما والمسرح والثاني في اتحاد الادباء وهذان المعرضان مفتوحان بشكل يومي بالاضافة الى معرضين دائميين اسبوعيا في شارع المتنبي والقشلة وبادرنا الى زيادة عدد المعارض الدائمية حيث تم افتتاح معرض دائم في نقابة الصحفيين ويتم حاليا الاعداد لافتتاح معرضين دائميين في نقابة المحامين ومعهد التراث والفنون الشعبية كما فاتحنا عددا من المؤسسات الحكومية والاتحادات النقابية لافتتاح معارض دائمية فيها بالاضافة الى زيادة عدد المعارض المؤقتة في الجامعات والكليات الحكومية والاهلية والتنسيق مع دائرة العلاقات الثقافية التابعة للوزارة وتم التداول لافتتاح معارض للدار من خلال المراكز والبيوت الثقافية التابعة لدائرة العلاقات في مختلف المحافظات «.
*سمعنا عن مبادرة لتشجيع القراءة في العراق سيطرح كمشروع قانون على مجلس النواب ؟مامدى جهودكم في هذه المبادرة؟
– نعم هناك مبادرة، من جانبنا اقترحنا شخصيا عدة افكار منها ان يعمم على جميع الفنادق في العراق دعوة لتوفير الكتب في كل غرف النزلاء وصالات الاستقبال في هذه الفنادق وكذلك توفير كتب ومطبوعات على متن الخطوط الجوية العراقية والتوسع بالمكتبات المدرسية والمكتبات التابعة لدوائر الاصلاح في وزارة العدل.