بغداد ـ الصباح الجديد:
لم ينافس كاظم الساهر عدد كبير من نجوم الغناء في العالم العربي. ولا يزال يُعتَبَر من أكثر الفنانين إحياءً للحفلات الغنائية. فما بين ربيعه الذي حمل سلسلة من الحفلات، منها في مهرجاني موازين ودبي، وصولاً إلى الصيف الذي حفل أيضاً بحضوره في مجموعة من أهمّ المهرجانات العربية، جرش الأردني، وبيت الدين وإهدن في لبنان، مروراً بالمغرب مجدّداً، وصولاً إلى الجزائر حيث اختتم موسمه، وسيعلن قريباً «استراحة محارب»، ليتفرّغ لإنتاج ألبومه الذي تأخّر صدوره عن موعده.
أصدر الساهر طوال الفترة الماضية أغنيات منفردة حقّقت نجاحاً. ومؤخّراً، أحيا حفلاً فنياً ضخماً في الجزائر العاصمة، في إطار حفلات «الكازيف» التي تُقام في منطقة «سيدي فرج» البحرية. وهو احتفالية سنوية تنظّمها وزارة الثقافة وديوان الثقافة والإعلام، تزامنًا مع مهرجان جميلة في مدينة سطيف. وقد شهد الحفل إقبالاً جماهيرياً كبيراً مقارنة بحفلة السنة الماضية التي تأثّرت بقلّة الدعاية وإشاعات عن إلغائها. لكنّ ذلك لم يكن كافياً لثني محبّيه الذين توافدوا آنذاك من كلّ مكان للاستماع إليه.
غير أنّ الحفلة الأخيرة حطّمت الأرقام القياسية، وجعلت المدرّجات تمتلىء عن آخرها بجمهور غفير، كان أكبر حتّى من قدرة استيعاب المكان، ما اضطرّ بعض المشاهدين إلى البقاء واقفين أو الجلوس على السلالم. وقد تألّق الساهر كعادته ليثبت مرّة أخرى أنه «الأوّل» بلا منازع جماهيرياً في الوطن العربي كلّه، وصاحب الإطلالة الأكثر جاذبية على المسرح، خصوصاً حين يطلّ بابتسامة رائعة على جمهور هتف طويلاً باسمه قبل دخوله. وراح يوزّع نوتات صوته وعصافير إحساسه، رغم تعبه بسببب تقارب مواعيد حفلاته الصيفية.
فهو كان أحيا حفلات عديدة في لبنان قبل أيّام، ثم حفلاً في مهرجان «جميلة» في الليلة السابقة. وغنّى الساهر باقة من أجمل أغنياته الوطنية والعاطفية، منها: «تذكّر كلما صليت ليلاً»، و»ماسكاً عودي»، و»هل عندك شك»، و»زيديني عشقاً»، و»أراضي خدودها»، و»أشهدُ» . كما طغت الروح العراقية على السهرة من خلال أغنيات كثيرة منها: «عبرت الشط على مودك»، و»لاقعدلك عالدرب قعود»، التي جعلت الجمهور يتراقص طويلاً. خصوصاً أنّ عددًا كبيرًا من أبناء الجالية العراقية كان حاضراً بكامل حنينه إلى العراق، إضافة إلى حضور من الجاليتين السورية والفلسطينية.
الساهر يستريح بعد صيف حافل.. ويتفرّغ لألبوم جديد
التعليقات مغلقة