سعدي السند:
أقام نادي القراءة في البصرة بالتعاون مع مركز نخيل الاباء NEC ورشة، هي الأولى من نوعها في البصرة تحت عنوان (العيادة المسرحية).
أدار الورشة وحاضر فيها الدكتور جبار خماط التدريسي في كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد / قسم المسرح.
مديرة نادي القراءة في البصرة الشاعرة سهاد عبد الرزاق تحدثت لـ (الصباح الجديد) قائلة: العيادة المسرحية تجربة فريدة من نوعها، قدمها نادي القراءة بالتعاون مع الدكتور جبار خماط لغرض تفعيل العيادة داخل محافظة البصرة، من خلال فريق عمل بصري متدرب ومعد، وقد لمسنا من محاضرته في ورشة العمل التي أقمناها انها حالة جديدة مفيدة ومهمة، وسنعمل في نادي القراءة على أن نواكب هذه التجربة بالتنسيق مع الدكتور جبار الذي أبدى استعداده بتقديم المزيد من التعاون.
وخلال الورشة أوضح الدكتور جبار خماط: العيادة المسرحية مقترح علاجي لهموم الناس والوطن، اثبت نجاحه بالتجربة، وبرهن على ارادة الانسان وقدرته على صنع مستقبل جديد، يغادر الماضي، ويؤسس من حاضر التجربة العلاجية، وهو في المستقبل قابل للتداول بين الناس، ويمثل المجتمع العراقي بطبقاته ومكوناته.
وتابع: نتعرف من خلال العيادة المسرحية بأن معوقات الحياة الاجتماعية ثلاث: فكرية وسلوكية وتواصلية، والعيادة المسرحية مقترح علاجي لها، قابل للتطبيق، ويهدف إلى إنتاج عروض مسرحية لها القدرة على التداول والتفاعل مع الجمهور باختلاف المكان والزمان، ولهذا نجد فكرة العيادة المسرحية تقوم على معادلة الذهاب الى الجمهور في الاماكن التي تعاني ازمات، يراد حلها.
واضاف: كل هذا يحققه فن التمثيل، الذي يتطلب مهارات وقدرات صوتية وجسدية، فضلا عن الخيال والتركيز والاسترخاء، وهذا يعني تحفيز قدرة الابتكار لديهم، بمعنى يصنعون بخيالهم وتصوراتهم عجينة المستقبل المسرحية، يؤلفون نصاً من واقع حياة الناس وليس حياتهم، يقدمون خبرة جديدة للناس من خلال عرض مسرحي، يقومون بتمثيل شخصياته المسرحية، وهنا يتحول المشارك في العيادة المسرحية، الى قائد رأي مسرحي، وقد يسأل أحدهم، ما هو النص الذي يمثله المشارك في العيادة المسرحية، هل يكون جاهزا، أم مكتوبا سابقا؟
تسعى العيادة الى ايجاد ممثل في مختبرها العلاجي، يمتلك قدرة التعبير اليسير الذي يتفاعل معه الجمهور، حسبما ذكر خماط الذي أضاف: الممثل في العيادة المسرحية هو الموجود في كل مكان، يأخذ بصدق جرعة التدريب، وينتمي الى مستقبل يصنعه علاجيا، يبدأ من الذات وينتهي بالآخر، يؤدي بتلقائية وانتماء للحياة في تيارها المتنوع، كل هذا نجده لدى المشارك في العيادة المسرحية، لينتج عرضاً مسرحياً، لا تعقيد فيه ولا مبالغة مفتعلة، بل مزج عضوي بين صدق الاداء، وتواصل الجمهور معه.
وعن فرضيات العيادة المسرحية قال الدكتور جبار خماط:
لا تتكلم من دون معرفة، ولا تكون لديك معرفة من دون فهم، التعبير طاقة موجودة لدى الجميع، نتقنها بالإيمان والمثابرة، والجسد الثقيل، يكون مرنا حين تكون الطاقة الايجابية عالية، وهناك عناصر اداء وعمل العيادة وهي، المعالج المسرحي وهو مدرب مسرحي في العيادة المسرحية، ويشترط فيه قدرته على التأليف والاخراج والتمثيل، كي يكون مقنعا ومؤثرا في تواصله مع المشاركين في العيادة المسرحية.
المستفيد: وهو المشارك في العيادة المسرحية من الحالات التي تسعى العيادة المسرحية الى علاجها. الجرعة المسرحية: وهي مجموعة من التدريبات الصوتية والحركية وقدرات ابتكار النص المسرحي، فضلا عن التمثيل المسرحي. الممكنات الموقفية: وتشمل مفردات البيئة التي تجري فيها التدريبات، وامكانية استثمارها في العرض المسرحي الذي يكون في مكان التمثيل نفسه.
هل المسرح العلاجي ضرورة الان في وقت الازمات والحروب؟
المسرح العلاجي له طرقه وادواته، تحدث ارسطو في مفهوم التطهير وتقنياته في التخلص من الاثار السلبية التي تمر بها الشخصية الدرامية، كذلك قدم لنا المفكر ديدرو، مفهومه عن التطهير العقلي الذي يسمح لنا بالمراقبة والمتابعة العقلية لما يجري من الاحداث على خشبة المسرح. ثم جاء الطبيب جاكوب مورينو في فيينا، وقدم لنا ( السايكودراما ) التي طبقها في مصح للامراض النفسية، اذ قام بمحاولة معالجة بعض الامراض النفسية، مثل القلق والمخاوف المرضية، وبعض حالات الكآبة، حيث يمثل حالة المريض ويسترجعها امامه، من خلال الممثلين المحترفين، لكنه وجد ان استرجاع حالة المريض التي تمثل ماضٍ مخزون في ذاكرة المريض، قد تؤدي الى تعزيز حالته المرضية.
العيادة المسرحية في نادي القراءة في البصرة
التعليقات مغلقة