الاعلان عن التحالفات والاعلان عن اختيار رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب استحقاقات دستورية ينتظرها الجميع وفي كل دول العالم تنشط الاحزاب السياسية والمؤسسات المعنية بهذه الاستحقاقات من اجل انجاز مثل هذه المهمة بكل شفافية وتتابعها وسائل الاعلام بمختلف عناوينها ولربما مثل هذا النشاط السياسي في دول كثيرة ذروة العملية الديمقراطية وتتويجا لمفاصلها ومراحلها التي تنطلق من الحملات الانتخابية للمرشحين وخوض السباق الانتخابي وصولا الى حسم التصويت والاقتراع والاعلان عن اسماء الفائزين بثقة الشعب في مجلس النواب او المؤسسة التشريعية بمختلف مسمياتها وهي بالتالي تمثل وتدا رئيسيا من اوتاد الديمقراطية وكلما كان الوضوح حاضرا في مثل هذه الممارسات كلما تصاعدت ثقة الناخبين بالمرشحين وتوطدت عرى العلاقة بين الجمهور والنخب السياسية واذا كان مشروعا ان تجري مناقشات اختيار ا واو انتخاب الكتلة الاكبر في غرف مغلقة فان غير المستساغ وغير المشروع وغير اللائق هو التعتيم الكبير على هذه المفاوضات في بلد مثل العراق يحتاج فيه الشعب العراقي الى خطوات واجراءات تبعث الطمانينية وتشيع الامن والاستقرار وسط تداعيات سياسية واقتصادية صعبة اصبح فيها الشعب العراقي احوج مايكون الى كلمة او تصريح او قرار يشيع مظهرا من مظاهر البهجة والسرور ويؤسس لمرحلة جديدة من الثقة بين الناخب والمرشح ساهم الفشل والتزوير والانتهاكات في زعزعتها على مدى السنوات الماضية ومن الغرابة ان يحيط قادة سياسين وزعماء كتل تحركاتهم الداخلية والخارجية بالمزيد من الكتمان والسرية وان تترك الاحزاب والكيانات والمؤسسات المعنية بتداول السلطة للاجتهادات الفردية والتخمينات والتوقعات والشائعات والاكاذيب بان تاخذ مداها الواسع في الفضاء الاعلامي وان تتهاون الدولة وتضعف امام خروقات وتدخلات خارجية ممثلة بمسؤولين وسفراء لدول اقليمية تحدثوا عن الشان العراقي بطريقة فرض الارادات والتدخل في سيادة الدولة وخلقوا بتحركاتهم واتصالاتهم البلبلة والتشويش وخرقوا القواعد القانونية والاخلاقية التي تتحكم بالعلاقات بين الدول وتجاوزوا المحرمات من دون ان يجد مثل هؤلاء اية قرارات رادعة او ردود افعال تعكس حرص الدولة العراقية على مستقبل العملية السياسية في العراق ..وكان من الاولى ان يحرص القادة والزعماء وممثلي الاحزاب والكيانات السياسية على مكاشفة الشعب العراقي بالمشاورات الجارية وكان من المهم ان تفتح القنوات المباشرة للحديث والمصارحة عن مايجري ومايحدث مع الملايين التي منحتكم الثقة عبر صناديق الاقتراع بدلا من هذا التعتيم والعمل في الغرف المظلمة والانصات لعواصم الخارج بما يشوه مثل هذا الاستحقاق الدستوري المهم ويما يزيد من معاناة شعب لايزال يستجدي العطف والرعاية والاهتمام ممن منحهم الشرعية في تولي السلطة وادارة الحكم .
د. علي شمخي
بانتظار الدخان الأبيض !
التعليقات مغلقة