بغداد ـ الصباح الجديد:
اهلا بك عمي العزيز في ربوع وطنك العزيز على قلبك والذي افديت خيرة سنوات حياتك من اجل انقاذه من براثن الحكم البعثي المقبور وسرت به نحو شاطيء الامان والاستقرار. لقائنا الاول كان في منزلكم في بغداد بصدر القناة في ربيع 1971 … وكنت في قمة الحيوية والفكر النير .. حدثتني عن العراق الديمقراطي المستقبلي… استهواني كلامكم الجميل ..بعد العاصفة، شيدنا افكار المستقبل الجديد مع الرفاق الاخرين، فبزغ نور الثورة الجديدة التي رفدها شهدائنا بدمائهم الغزيزة …سالت الدماء حتى تحقق جزء من الحلم .. اسست مع رفاق الجبل والاهوار والمنافي، اساسا لعراق ديمقراطي فيدرالي موحد رغم الصعاب والكوارث .. حتى يوم اعتلائكم منصة الامم المتحدة في نيويورك لتلقي كلمة العراق باللغتين الكردية والعربية يوم (23-9-2010)..
اتعبوك وتعبت ..قاومت الارهاق وتصديت ببسالة لمحاولات اعداء العراق الديمقراطي فألفت بين القلوب وحملت شدة الورد بفؤادك .. فاصبحت صمام الامان للعراقيين بكافة مكوناتهم وغدوت حامي المضطهدين والاب الروحي لهم …فمنذ غيابك ليلة 17/12/2012 وواحة كردستان تمر باوقات عصيبة، والعراق باكمله قد فقد بوصلته فاشتدت الصراعات بين الاطراف فاصبح جل ماحققناه تحت قيادتكم من مكاسب عرضة للمخاطر حتى باتت قوات الارهاب من داعش وحثالات حزب البعث تدق ابواب اقليمنا. لقد رحلت عنا وتركت لنا كورستان واحة للامن والامان وعدت الينا وسماءنا ملبدة بغيوم سوداء بانتظار مستقبل مجهول. فالازمات تلو الازمات تضيق الخناق على ابناء شعبنا. وبيتكم الاتحادي وللأسف مصاب بشروخ يتعشعش فيها جراثيم الفرقة والتشرذم وكل يبكي على ليلاه .. عراقكم الذي كنت تنشده يوم لقائنا الاول عام 1971 بدء بالتصدع واجزاء منه محتل من قبل ظلاميين قساة لا رأفه في وجدانهم. اما بيشمركة كردستان الابطال فهم رابضون في خنادق شرف الدفاع عن ارض الوطن جنوب غرب كركوك وجلولاء وخانقين وسنجار وحدود الموصل، في الوقت الذي يعانون من وطأة الفاقة وقلة العتاد والسلاح المتطور. والشارع الكردي منغمس حتى الثمالة في نشوة خطاب عدائي موحد تجاه حلفاء نحن واياهم اسقطنا البعث وشيدنا معا بنيان نظام ديمقراطي فيدرالي فتي لايخلوا من عداء لحقوقنا القومية والوطنية حتى وصل الى قطع الارزاق والرواتب الشهرية… اخطاء جمة ولكنه مازال نظاما خير من سابقاته بالف مرة. فما احوجنا الى صوتكم لتعين الجماهير لكي يميزوا بين معسكر الاصدقاء ومعسكر الاعداء الطامعين بخيرات ارضنا وهم يضمرون البغض والكراهية لشعبنا. وهناك في كردستان سوريا يتعرض اشقائنا لحرب الابادة في كوباني والجزيرة واطراف حلب، وسط اجواء من سكوت رهيب عالميا وكردستانيا. فانهم اليوم احوج الى حنكتك السياسية وعلاقاتك العالمية لترفع عنهم غبن الاعداء والاصدقاء!!
عمي العزيز لقد استبشر الشعب الكردي برمته وفي كافة ارجاء كردستان بعودتك الميمونة والتي بعثت روح الامل بغد مشرق في نفوسهم… مئات الاف من النساء والرجال ذرفوا الدموع عندما لاحت طائرتكم في سماء السليمانية.. واستمرت الاحتفالات حتى ساعات السحور (19/7/2014) في السليمانية وعشرات المدن في كردستان احتفاء بعودتكم الى الوطن. فلقد اخترناك لتقود سفينة كردستان نحو شاطيء الامان ولا اعرف احدا سواك اهلا لهذه المهمة الصعبة.. أرفع اصبعك، لنحقق ماتراه مناسبا ايها القائد العزيز.. أرفع اصبعكم البنفسجي الجميل مرة اخرى لنسجل انتصارات ابهى و اجمل من انتخابات يوم 30/4/2014.
قرة عيناي وقرة عيون محبيك وبيشمركتك ورفاقك من كل التلاوين، بعودتك الميمونة فحللت اهلا ووطأت سهلا في احضان كردستان الام، ياخير العارفين بفك رموز طلاسم المستحيل.