الجزائري: دوري في مسلسل زهرة عمري يعبر عن كفاح المرأة

وداد إبراهيم
تتعقب الجمال أينما يكون، حتى ولو كان في مشهد صغير جدًا، لتجسده بذهن متقد وعفوية مدركة. أدوارها متنوعة ومختلفة، فلم تلبس ثوب تكرار الشخصيات، لأنها تدرك أنها تمتلك خزينًا من الخبرة الفنية. إنها الممثلة الشابة ريام الجزائري، التي قدمت لنا الفتاة المتمردة، والمغرورة، والمتغطرسة، والمثالية، واستطاعت أن تصل إلى الجمهور بملامحها البغدادية القريبة من الفتاة العراقية المعاصرة، فهي كطائر يستطيع أن يرى كل شيء من تحته وهو في علاه.
تعد من الجيل الفني الجديد، جيل ما بعد شذى سالم، وسناء عبد الرحمن، وسعدية الزيدي، وفاطمة الربيعي، وكأنها تمسك بحبل التواصل الفني، وتقدم نفسها كفنانة لا تقل أهمية عن أي نجمة عربية أو حتى عالمية، وهذا يعود إلى ثقافتها الفنية. عرفها الجمهور في مسلسلات: سارة خاتون، وإعلان حالة حب، ومواطن جي، والباب الشرقي، ومسلسل 18، ودورها المهم والكبير في الدراما التلفزيونية شارع الأميرات.
الجزائري نشأت في عائلة فنية، فوالدها هو المخرج سليم الجزائري، ووالدتها الإعلامية فريال حسين. تعمل في التمثيل والإخراج المسرحي وإدارة الفرقة المسرحية ومسرح “يلادا”
خصّت ريام الجزائري صحيفة الصباح الجديد بحديث عن مشاريعها وأدوارها الفنية، قائلة:
“أن يكون الفنان عفويًا في دوره يعني أن الثقافة الفنية، والخبرة، وتحليل الدور، هي الأساس فيما يُقدَّم، وأقصد أن المخ والقلب يعملان معًا. القلب هو العفوية، والمخ يعمل ليحدد أبعاد الدور وأهداف كل مشهد، وبشكل عام، كيفية التعامل مع الشخصيات. المخ هو الإدراك والوعي والدراسة والخبرة، وهذا كله يتحول ليصبح عفويًا، ونطلق عليه (السهل الممتنع)، لأن المتابع لا يعنيه مدى عفوية الأداء، بل يشاهد الشخصية المقدمة له ويفهم أبعادها ومقاصدها”.
وتابعت: “يجب أن أحوّل الدور إلى حكاية، وموضوع، وحالة ذات مكانة، ليشعر المشاهد أنها طبيعية. كل شيء له علاقة بالبساطة، لكنها ليست بساطة مطلقة. فالأداء هو تكنيك، وخبرة، ودراسة، وتمرين، وأنا أحرص على التدرب مع نفسي ومع طاقم الإنتاج. عندما أتدرب، أتمنى أن يكون الجميع معي بنفس الجدية، لأن الهدف هو المشهد وليس أنا أو أي فرد آخر. كلما قُدِّم الدور بطريقة بسيطة، وصل بسرعة إلى الجمهور، فالممثل يدرك أنه يقدم شخصية، وكلما فهمها بشكل صحيح، منح المشاهد متعة المتابعة”.
وأضافت: “دوري الحالي في مسلسل زهرة عمري هو شخصية مهمة تعبر عن كفاح المرأة ونضالها من أجل الوصول إلى هدفها، حيث تمر شخصية أحلام، بطلة العمل، بمرحلتين: قاسية وحلوة. العمل يحمل الكثير من التحديات والنضال، ويمثل مسيرة أغلب النساء العراقيات الناجحات في العمل والبيت. يبرز المسلسل أن النجاح يتطلب السعي والاجتهاد. رسالتي من خلال العمل تؤكد مدى قوة المرأة العراقية والعربية”.
وأشارت إلى أنها بصدد إنتاج مسرحية للأطفال، معربة عن أملها في أن تساهم تجربتها المسرحية، التي تمتد إلى 15 عامًا، في تقديم خبرات أوروبية للمسرح العراقي.
وأكملت: “أتمنى أن أنقل لبلدي ما تعلمته في أوروبا، وأن أساهم، ولو بجزء بسيط، في مسرح الطفل العراقي، فقد عملت لسنوات في إدارة مسرح يلا دا في السويد، وهو مسرح متعدد اللغات، والأوحد في مجاله، إذ تُناقش فيه قضايا فنية وسياسية. كما أنني أقوم بتدريس التمثيل لطلبة الماجستير، وأعطي دروسًا في الفن”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة