وداد إبراهيم
الارز هو الطعام الأكثر أهمية على المائدة العراقية، ويُعد نوعا العنبر والياسمين من أجودها. ورغم وجود أنواع كثيرة من الارز المستورد، الذي يتميز بكبر حجم حبته ونظافته، إلا أن العائلة العراقية تنتظر أرز العنبر حين يدخل السوق ليتربع على عرش سوق التمن، تحديدًا في منطقة الدهانة، حيث يصبح الأكثر طلبًا وينفد بعد أيام قليلة من طرحه
وهذا هو أوان العنبر والياسمين؛ إذ بدأ حصاده قبل نهاية تشرين الثاني وبداية كانون الاول، بعد أن مُنعت زراعته لمدة عامين بسبب قلة المياه المخصصة له.
الطباخة أم محمد تقول: “العائلة العراقية تعشق تمن العنبر، فهو يتربع على عرش المائدة. كما أن طبخه سهل جدًا، إذ ينضج بسرعة، وما إن يُوضع في الصحن حتى تتسرب منه رائحة زكية وطيبة. وهناك بعض الأكلات العراقية التي يُفضل أن تكون برز العنبر، مثل كبة الحلب، الدولمة، والبرياني؛ إذ يمنحها نكهة خاصة. كما يتفق العنبر مع الدهن الحر، مما يضفي عليه طعمًا مميزًا. رغم ارتفاع سعره، إلا أنني أستخدمه دائمًا في مطبخي”.
السيد جبار محمد يقول: “المطبخ العراقي مميز بأكلاته الشهية، وما يجعله لذيذًا هو تمن العنبر الذي يُعتبر من أجود أنواع التمن. أذكر حين كنت طفلًا، كنت أعود من المدرسة وأول ما أشمه هو رائحة طبخ والدتي لتمن العنبر اللذيذ. كانت تقول لنا: ‘العنبر لا يحتاج إلى أن يُخلط مع المرق، فهو وحده وجبة لذيذة.’ كما كانت تغسل كمية منه، تتركه ليجف، ثم تطحنه لتصنع لنا حلاوة التمن بالدهن الحر، التي أجدها تضاهي الشوكولاتة.”
والمعروف أن العراق خصص 150 كيلومترًا مربعًا لزراعة الأرز لهذا الموسم، ويتوقع إنتاجًا يصل إلى 150 ألف طن. وقد صرح خبراء في الاقتصاد والزراعة أن المياه أصبحت أكثر وفرة هذا العام بسبب هطول الأمطار الغزيرة في الشتاء، والفيضانات، ووعود بتدفق المزيد من المياه من تركيا.
حيث شهدت تلك الفترة زراعة ما بين 5 إلى 10 كيلومترات مربعة فقط من الأرز سنويًا لاستخراج البذور، وسط أزمة مياه مرتبطة بالسدود التي بنتها تركيا وإيران عند المنبع، وانخفاض هطول الأمطار، وعوامل أخرى تتعلق بتغير المناخ.
لذا، كان موسم جني أرز العنبر والياسمين لهذا العام وسط تحديات مائية كبيرة. وبدأ الفلاحون هذا الشهر بحصاد الأرز بنوعيه المميزين، مع آمال بزيادة الإنتاج المحلي رغم انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات.
يُذكر أن الحكومة حددت أسعار شراء الأرز العراقي لهذا الموسم، حيث بلغ سعر الطن الواحد من رز العنبر مليون وخمسين ألف دينار عراقي، بينما بلغ سعر رز الياسمين 950 ألف دينار لكل طن. وتبدأ زراعة الأرز في العراق عادة في حزيران وتستمر حتى تشرين الثاني، وتشمل أبرز الأنواع “العنبر” الذي يتميز برائحته ونكهته الفريدة..
في عام 2022، بلغ إنتاج العراق من الأرز نحو 11 ألف طن فقط، بانخفاض تجاوز 97% مقارنة بعام 2021، الذي سجل إنتاج أكثر من 422 ألف طن.
هذا أوان العنبر والياسمين في البلاد رغم قلة المياه والفلاح يتحدى الظروف الصعبة
التعليقات مغلقة