أكاليل لفصح قديم

عبد الله نوري الياس

في الشارع أركض
تركض معي الأضواء
هذه ليست كائنات
حية
إنها
برقيات لمجانين
غادروا هذا المكان
أثقب رؤوس أصدقاء
تخلفوا عن طريق العودة
إلى ثكناتهم المبعثرة بالأفتراس
العرافة منشغلة
بترويض أعضائهم في هوامش
ضالة
تلفني نشوة الضحكات
حين لا يجدون منفذا للصراخ
يتسع قعر المكان
الثملين بأوجاعهم المتكررة
أستعين بخطوة
لا تشبه وجوههم
في جهالة المخلوقات
من يغير تعويذة الروح
إلى محبرة في الحناء
حين توغل
أسرار قصصهم
وجع المفردات
وخيبة تعلق رقبتها
في الرحيل
اللاهثون خلف فقاعات
دبقة بزرنيخ الوقت
تذكرت تسكعنا
بالمنحدرات
في حكمة القناديل
دشاديشنا المخططة
المراجيح الخشبية
أعشاش الحمامات
الحفر التي تركنا
بصماتنا
فوق ترابها
خيبات العجايا
وبكائهم خلف التنانير
الخرائب وصراح الجنيات
وبراءة الوقاحات
في الأشياء
الغرف الطينية المكتظة
بحنين المطر
حين كان يتساقط
بعذوبة العصافير
وهي ترسم
في سماء الله
لوحات ملونة
في دفاترنا المدرسية
شخابيط الحروب ومأساتها
لم ندرك جراحها
في الفناجين الحزينة
دموعنا المحترقة
أمام المذابح والسطوح
والمنازل الطينية
الضاربة في الهدوء
وهي تذوب مع الشموع
صياح الديكة فجرا
وصمت الأبواب المنقطة بالمسامير
تطل من جمالها
وجوه ترفة
ملائكة وشموس
لا نعرف توهجها
في الحكايات
أعمارنا السعيدة
بالشوكولاتا والباقلاء
والبرغل
وأخطاؤنا
في جغرافية الجميلات
وبلاغة التراتيل
وهي تبعث عالما
من الآهات والكلام
تذكرت فصل القداح
وهو يشهق بروحه
بين الجدران والأزقة
وأسماؤنا في الموسيقى
والمياه.
وشخير القمر
في مرايا طفولتنا

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة