في ذكرى احياء يوم المقابر الجماعية
الصباح الجديد – متابعة:
قبل يومين فقط من احياء ذكرى الذين رحلوا أيام النظام السابق، وضمت العشرات والمئات منهم مقابر جماعية، عثر في محافظة النجف الاشرف على مقبرة جماعية تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، أخرج منها 15 جثماناً من أصل مائة يعتقد أنها دفنت فيها وفق مدير مؤسسة الشهداء في الرابع عشر من الشهر الجاري.
وعُثر على المقبرة الجماعية أثر الشروع بإنشاء مجمع سكني جنوب مدينة النجف في ويعود تاريخها إلى مرحلة الانتفاضة الشعبانية في عام 1991 ضدّ صدّام حسين والتي أسفرت عن مقتل نحو 100 ألف شخص.
وأمام مبانٍ قيد الإنشاء، شاهد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية، العظام والجماجم البشرية موزعة ومرقمة على الأرض.
وقال عبد الإله النائي، مدير “مؤسسة الشهداء”، وهي مؤسسة حكومية معنية بفتح المقابر الجماعية، إن “في هذه المقبرة أكثر من 100 رفات. هذا عدد تقريبي ويمكن أن يكون العدد أكثر باعتبار أن مسرح الجريمة كبير جداً”.
وأضاف أن هذه المقبرة “تعود إلى ذكرى الانتفاضة الشعبانية في عام 1991… العشرات من المقابر الجماعية لم تكتشف حتى الآن”.
ويوافق السادس عشر من ايار الذكرى السنوية لإحياء يوم المقابر الجماعية في البلاد بعدما أعلن مجلس الوزراء إعتماد هذا اليوم من كل عام تخليدا لتضحيات المواطنين الابرياء الذين ذهبوا ضحية البطش والقتل العشوائي للنظام البعثي البائد.
واوضح بيان للحكومة في حينه أن “اختيار هذا التاريخ ليكون يوم شهداء المقابر الجماعية جاء على خلفية العثور على أول وأكبر مقبرة جماعية في منطقة المحاويل شمال بابل عام 2003 بعد سقوط النظام السابق مباشرة”.
وفي 16 ايار عام 2003 عثر الاهالي على أكبر مقبرة جماعية في قضاء المحاويل، أحد أقضية محافظة بابل، تضم رفات أكثر من الفي مواطن من المدنيين اغلبهم نساء واطفال وشيوخ.
وقالت منظمة “هيومان رايتس ووتش”، المعنية بحقوق الانسان، في تقرير لها في حينه “ان مقبرة المحاويل الجماعية تتضمن رفات أكثر من ألفي شخص ، وتبعد عنها مقبرة جماعية ثانية بحوالي خمسة كيلومترات، وتقع خلف مصنع مهجور للطوب وتتضمن رفات عدة مئات من الأشخاص (مقبرة مصنع طوب المحاويل الجماعية).”
وقال التقرير “يعتقد أن هناك مقبرة جماعية ثالثة توجد على أرض عسكرية، وهناك مقبرة جماعية أخرى واحدة على الأقل إلى الجنوب من الحلة في قرية الإمام بكر وتتضمن 40 جثة أخرى ترجع إلى الفترة نفسها.” بحسب تقرير المنظمة.
واوضح التقرير أن “الجثث فى تلك المواقع كلها دفنت دفعة واحدة، وهي متلامسة، لا في حفر منفصلة لكل جثة، والمعروف أن المقابر الجماعية من هذا النوع تعتبر غير عادية، حيث تشير في كل الأحوال تقريبا إلى أن الوفيات جاءت نتيجة فظائع جماعية أو كوارث طبيعية.”
واضافت المنظمة في تقريرها الذي اعدته في حينه ” أدت الطريقة العشوائية وغير المنهجية التي حفرت بها المقابر الجماعية حول الحلة والمحاويل إلى استحالة تعرف الكثيرين من أهالي المفقودين على رفات ذويهم بصورة مؤكدة، أو حتى الاحتفاظ بالرفات الآدمية في حالة سليمة ومنفصلة عن غيرها لكل جثة، ففي غياب المساعدات الدولية لجأ العراقيون إلى استخدام المجارف لحفر المقابر الجماعية، الأمر الذي أدى إلى تمزيق عدد لا حصر له من الجثث تمزيقا فعليا، وخلط الرفات بعضها ببعض في أثناء هذه العملية، وفي النهاية أعيد دفن أكثر من ألف جثة في مواقع مقابر المحاويل مرة أخرى دون التعرف على أصحابها.
وعلى المدى الزمني القريب، تركت عناصر تنظيم “داعش” الذي دحرته القوات الامنية في عام 2017، أكثر من مائتي مقبرة جماعية خلفها، يعتقد أنها تضمّ ما يصل إلى 12 ألف جثمان، بحسب الأمم المتحدة.
وبهذا يتجاوز عدد المقابر الجماعية المكتشفة في البلاد 440 مقبرة جماعية، اذ سبق للجنة المقابر الجماعية في رئاسة الوزراء، وذكرت بأن المقابر الجماعية المكتشفة بلغ 240 مقبرة جماعية موزعة على اكثر من (100) موقع، وفي معظم المحافظات تقريباً، مع زيادة تركيزها في محافظات الوسط والفرات الاوسط والجنوب حيث تصل الى نسبة 80% من مجموع المواقع في عموم العراق ، وهناك ما يقارب النصف من المقابر الجماعية المكتشفة في محافظة السماوة ضمت مواطنين أكرادا جرى نقلهم من مناطق سكناهم في شمال العراق، وتمت إبادتهم جماعياً هناك، وجرى الحال نفسه في محافظات كربلاء والديوانية، بحسب اللجنة.