كان يكتب في كل شيء وعن كل شيء .. ومنجزه الابداعي يشير الى انه نشر رواية واحدة اقرب ماتكون الى القصة الطويلة ، لم يلتفت اليها ناقد معروف او ناقد مغمور ، ونشر ديوان شعر من الحجم الصغير ، لايزيد عدد صفحاته على الستين ، فبدا وكأنه دفتر خدمة أو كراس لتعليم الحياكة ، غير ان حجم الديوان وعدد صفحاته ما كان له ان يثير زعل الشعراء وغضب النقاد لو كانت قصائده ومضامينه وافكاره تمتلك الحد الادنى من الجودة ، فالعمل الأدبي أياً كان جنسه لايقاس بالطول والعرض وعدد السطور … ونشر مجموعة قصصية واحدة لم تكن اوفر حظاً من الرواية والديوان ..يكفي ان احدهم – وهو كاتب معروف بقلمه السليط- تعرض إليها بقسوة ، وقال فيما قال بلغة ساخرة (مجموعة – فلان – القصصية الرائعة ، وهي أول منجز ابداعي له في هذا المجال ، اعادتنا بجدارة الى طفولتنا التي كانت تتمتع بسوالف جداتنا وحكايات العجائز ) !!
هذا الرجل الحيوي الغريب ليس في قاموسه مايدل على ان في نيته التوقف ، فقد كان مهووساً بعالم الادب والاعلام وبقلمه ، ولذلك مارس انواع الكتابة كلها …المقالة الثقافية والصحفية ، التمثيلية الاذاعية ، الخاطرة الادبية ، الكتابة المسرحية ، قصص الاطفال.. وكانت (معظم) وسائل الاعلام تتقبل كتاباته مادام الرجل لايسأل عن أية اجور !! اما آخر مطافاته فقد تفرغ للنقد بفروعه الفنية والادبية والثقافية …وهكذا نشر عشرات المقالات عن الشعر منذ نشأته الجاهلية وصولاً الى شعراء الاربعينات من القرن الماضي وانتهاء بالشعر الحديث ، وفعل الشيء نفسه مع مسار الرواية والقصة والتمثيلية والخاطرة والمقالة و .. و ..الخ ، وفي اية ( مادة نقدية) نشرها كان حريصاً على الاشارة (الى نفسه) ، عبر جملة تتكرر في كل مادة وكأنها اللازمة .. فاذا كتب عن الشعر مثلاً ، قال [ وكان كاتب هذه السطور واحداً من الذين اسهموا في ولادة القصيدة الحديثة ..او : وكان كاتب هذه السطور واحداً من الذين اسهموا في ولادة القصة الستينية ..او .. او …
حسن العاني