عن دار “هاشيت أنطوان/نوفل” في بيروت صدرت الرواية الجديدة للروائي السوري عبد الله مكسور بعنوان “2003”.
في آذار/مارس 2021 دخلت القوت الأمريكية إلى العراق. الحرب قائمة. صدّام متوارٍ يدير العمليات من الكواليس. لكنه سيظهر فجأة ذات منتصف ليل في عيادة طبيب أسنان بسبب وجع في ضرسه، وسيشاهد من النافذة المطلّة على ساحة الفردوس انهيار تمثاله وحكمه. ولكن، قبل أن يغادر تلك العيادة، سيترك للطبيب ورقة شكر ممهورة باسمه ستكلّف الطبيب غاليًا في معتقلات الأمريكان.
رواية مكسور شيقة، تتجاوز سرد الوقائع لتغوص في ديناميات السياسة والقوى المتحكمة على أرض العراق، رجوعًا إلى جذور العائلات وصراعات المنطقة، من خلال بحثه في أوراق جده الذي شارك في الجيش العثماني، عملَ على تزويد البلدان العربية بالسلاح اللازم للمعركة المصيرية مع الاستعمار، أنشأ علاقات مع القيادة النازية آنذاك، ثم اضطلع في بيع أراضٍ للوكالة اليهودية في فلسطين.
يتقفى الكاتب أثر جده في مسيرته المتضاربة من خلال أوراقه التي تركها، على ضوء مستجدات المنطقة المشتعلة، وتطورات مصيره الشخصي الذي سيكون قاتمًا لا محالة على خلفية كل هذا. جيلٌ ضائع بأحلام ضائعة يسلّم بلادًا ضائعة لجيل جديد ضائع. رواية ثرية على المستوى التاريخي والسياسي، وممتعة على المستوى الشخصي لقصة بطلها.
وكتب عبد الرحمن بسيسو على الغلاف الخلفي: “رواية مبنيّة بإتقان جماليّ أخّاذ لتوازي واقعًا إنسانيًا مأساويًا؛ فيما هي تضيء – بذكاء سرديّ ولغة عالية – مُمكناتِ تَجاوزه صوب واقع يليق بإنسانيّة الإنسان”.
يذكر أن عبد الله مكسور روائي وصحافي من سوريا ، من مواليد 1983، يعمل بالصحافة المرئيّة والمكتوبة منذ عام 2007، حائز إجازة جامعية في الآداب والعلوم الانسانية. عضو في الاتّحاد الدولي للصحافيين ونقابة الصحافيين البريطانيين، وفي نادي القلم الدولي ونادي القلم الفلاماني في بلجيكا. مدرّب دولي في الأمن والسلامة المهنية الصحافية وتغطية أماكن الصراع والتوتّر. يقيم في المملكة المتّحدة حيث يعمل منتجًا للأخبار في التلفزيون العربي. صدر له ستة أعمال روائية حتى الآن.
من الرواية
هذه البلاد تخاف من التعلُّق بالمطلق، منيعةٌ ضدّ الإطراء ولا يغريها أبدًا النفاذ إلى الجوهر، أسقَطَت العثمانيين وطردت الإنجليز وها هي تخرجُ من وطأةِ الحكم المستبدّ. سنواتها الخاليةُ علَّمتها كيفَ تُصافِح مَن يأتيها باليد اليمنى، بينما تكون يدها اليسرى على السلاح، صفحات التاريخ فيها لا تحتفظ بروايات الضعفاء وقصصهم. هذه البلاد لا تخاف من البشر الساكنين فيها وإنّما تخافُ من أحلامِ الشيطان القابعِ داخلهم، عشتُ فيها على هامشِ حياتِها بين ثنائيّتَي المواطن الصالح والطالح، عارفًا تمامًا الفرق الكبير – في شوارعها – بين الخصم والعدوّ. فكيفَ وضعتني، قبلَ أن تُسدِلَ الستار على المشهدِ الأخير من حقبة عراق صدّام حسين، في واجهةِ الأحداث؟
*عن ألترا صوت