سلام مكي
سوف لن تحبون الحياة بعدي
سوف تزهقون أرواحكم
كلما تسللت إليها ذكرى أليمة
ستجلدون ظهوركم بسياط الأمس
كما لو أن نجمة عانقت النهار
فرمى في جوفها ضوءا غير شرعي
أيها الضوء:
لا نهار لك بعد اليوم
وإن كنا توأمين ذات يوم
فأنا أنثى بلا وجه
نهداي من قصب
من جذع اليأس أحتطب الأمل
لكني أعلم
أنه ترجل من حصانه الهزيل
ليصعد فوق جبل سماوي
لكني أعلم
أنه لن ينجو بفعلته
حين ابتكرني ذات يوم
وأنا مجرد ظل مهجور
أخبرني أيها الساعي
متى ستحمل رسائلي إليها
فحروفي أوشكت الرحيل
وروحي قاب قوسين أو أدنى من الهذيان
وأنت لازلت ترتدي ثياب الحداد على الوقت
أيها الوقت
لا أسماء لي
ولا نهارات
لا دموع لأزين عينيّ
لا رفيق لأطعنه في ظهره
لا زوجة لأخونها مع السراب
فقل لي بربك:
متى تعترف أنك كنت وحيدا
وإن كل من حولك لم يسمعوا صراخك في تلك الليلة
أهم ماتوا؟ أم أنت كنت ميتا؟
حقا، لا أجيد التفكير بعد الآن
رغم أني عرفت متأخرا
من أين تؤكل الكتف
لكني أخشى أن يأتي يوم
لا أجد فيه من يأكل معي همومي
أو يشرب
نخب الضياع
أيها الضياع
كف عني
فأنا لا أعرف متى أبقى وحيدا
لا أعرف متى أنكسر، ومتى أستفيق من الموت