وداد إبراهيم
لشدّة ما كان اهتمامي كبيرًا بالبيئة، حيث كنت أحرص على حضور المؤتمرات والندوات التي تنظّمها وزارة البيئة حول الأهوار والتصحر، وأعمل على تغطيتها إعلاميًا. لا أريد لبلادي أن تُحرَم من ألوان الطبيعة الساحرة التي عُرِفت بها مدنها، وقراها، وأريافها.
كان الفيلم الوثائقي الذي عُرض في أروقة وزارة البيئة عن الأهوار قد شدّ انتباهي، وأثار في روحي الألم والحزن، بينما أشاهد تقريرًا مصورًا عن الحيوانات التي تُهاجر من موطنها الأصلي لتقطع آلاف الكيلومترات، لتحط على ضفاف أنهار العراق وفي الأهوار. إلا أنّه في السنوات التي جفّت فيها الأهوار، سقطت آلاف الطيور ميتة بسبب الصدمة.
ولعلّ ما يثير اهتمامي الآن هو “الاستراتيجية الوطنية لحماية البيئة 2024-2030″، التي أطلقتها الحكومة العراقية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. هذه الخطة الشاملة تهدف إلى مواجهة التحديات البيئية وتعزيز الاستدامة، كما تسعى لتحسين نوعية الحياة والحفاظ على الموارد الطبيعية، مع مواجهة تأثيرات تغيّر المناخ على الصحة وسبل العيش في العراق.
إنّ هذه الاستراتيجية تعزّز الثقة بأنّ العراق يقف على أعتاب مرحلة جديدة من الحياة البيئية، بيئة صالحة لعيش الحيوانات وتحافظ على الكنوز والثروات الجغرافية والزراعية. ويُنتظر أن يصبح العراق، خلال السنوات القادمة، أكثر خُضرة، مع عودة البساتين والمزارع حول بغداد وفي أطرافها.
كما تقدّم الاستراتيجية خارطة طريق لمعالجة القضايا الملحّة مثل النمو السكاني، واستخدام الموارد غير المستدامة، وإدارة المياه الإقليمية. وقد أدّت هذه العوامل إلى تدهور بيئي كبير، شمل التصحر، وفقدان التنوع البيولوجي، واستنزاف الموارد المائية.
تضمنت عملية إعداد الاستراتيجية جهودًا تعاونية بين المؤسسات الوطنية والخبراء البيئيين والمجتمع المدني مع وزارة البيئة. ويُظهر التزام العراق بتعزيز قدراته في مجال حماية البيئة من خلال دمج الممارسات المستدامة في جميع القطاعات.
وصرّح السيد أوكي لوتسما، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق: “يلتزم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدعم أجندة المناخ والبيئة في العراق، وبالشراكة الوثيقة مع وزارة البيئة لتحقيق أهدافنا المشتركة. نحن ملتزمون بضمان مسار العراق نحو تحقيق نتائج بيئية مستدامة وقادرة على الصمود.