حجاج سلامة
في عددها الأخير الذي حمل رقم 33.. تضئ مجلة « مراود « التي يصدرها معهد الشارقة للتراث، ويرأس تحريرها الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس المعهد.
واحتوى العدد الجديد من المجلة على ملف خاص حول « الألعاب الشعبية الإماراتية.. تراث جدير بالحماية والصون «.. بجانب مجموعة من المقالات والموضوعات المتنوعة، والتي تدور في فلك الثقافة والتراث.
وفي افتتاحية العدد التي كتبها الدكتور عبد العزيز المسلم: « تُشكل الألعاب الشعبية في الإمارات عنصراً تراثياً خصباً، وجزءاً مهماً من الذاكرة والوجدان الجمعي للمجتمع.. فهي نتاج للتكوين الثقافي والحضاري، وانعكاس للبيئة والطبيعة.. وقد حظيت باهتمام كبير من لدن المؤسسات الثقافية والتراثية، والجمعيات المعنية، ومن قبل الأفراد كذلك لما لها من فوائد جمة «.. ولفت « المسلم « إلى أن « الألعاب الشعبية الإماراتية تؤدي دوراً مهما في تأطير الموروث الشعبي المرتبط بالحركة والإيقاع والأناشيد والأغاني الشعبية، كما تساعد على انتقال العادات والتقاليد والمعارف بصورة طبيعية وتلقائية من جيل إلى آخر، مكونة بذلك ثقافة شعبية غنية بالمعاني والعبر والمدلولات الإنسانية والاجتماعية التي تؤكد أهمية الانتماء للجماعة «.
وعلى الصفحة الأخيرة، تناول مدير التحرير، الدكتور منّي بو نعامة، موضوع صورة الشارقة في كتابات الرحالة البريطاني، وليم بلجريف.. حيث أشار « بونعامة « إلى أن مذكرات « بلجريف « الموسومة بـ « مذكرات سنة كاملة في وسط الجزيرة العربية وشرقها « والتي نشرها في عام 1865، هي واحدة من أشهر وأهم الرحلات الأوروبية وأغناها رغم ما يشوبها من ملاحظات، وما طالها وصاحبها من انتقادات واسعة، وصلت إلى حد التشكيك في حدوثها في الواقع.. وأضاف بأن أهمية تلك المذكرات تكمن فيما حوته من معلومات زاخرة عن الحياة في الجزيرة العربية والخليج، وأن قيمة الرحلة تتجلى أيضا في المعلومات التي أوردها الرحالة عن ساحل عمان، وإمارة الشارقة على وجه التحديد، حيث اشتملت على وصف لمدينة الشارقة القديمة، وموقعها وبيوتها ومعالمها وصروحها واسواقها ومساجدها، وأعلامها وشخصياتها، وثقافة أهلها وعاداتهم وملابسهم، وطرائق عيشهم ومختلف أحوالهم «.
وفي ملف العدد الذي اشتمل على موضوعات عدة نذكر منها: الألعاب الشعبية جزء مهم من الموروث الثقافي والتراثي الإماراتي، والألعاب الشعبية الإماراتية نموذج تصونه الدراسات وكتب الباحثين، وابتكار الإنسان للألعاب في كل العصور والحضارات، والألعاب الشعبية وخطر الاندثار.
وفي موضوعات العدد يحدثنا الباحث والفنان على العبدان عن « مفهوم علم الموسيقى العرقي «، ويتناول الباحث التراثي على العشر موضوع « فن الرزيف «، وفي زاوية حكاية يكتب على أحمد المغني عن « الإبل «، وفي زاوية دراسات يبين لنا محمد عبد الله نور الدين شكل العلاقة بين « الوباء والقصيدة «، وفي زاوية أبجديات تراثية يستعرض فهد علي المعمري « مفردات القصيدة النبطية الإماراتية «، وفي زاوية متاحف نقرأ لمني المخشب « المتاحف الخاصة تُلبي النداء «، ويطوف بنا الدكتور فهد حسين في عوالم راوية « العربانة « لماهر عباس، ويُعدد الدكتور يوسف النشابة « الغوص للؤلؤ وأمثاله الشعبية «، ونبقى مع الأمثلة الشعبية، حيث يشرح لنا عصام الدنمي المثل القائل « مصر أم الدنيا «، وفي زاوية أماكن تاريخية، يجول الدكتور يحيى لطف العبالي، في « صومعة حسان.. إحدى مآثر المغرب الحسان «، ويحكي محمد حسين أبوعيطة عن « يوميات القيظ عند بدو سيناء «، ويعود بنا الدكتور محمد الجويلي إلى الأزمنة الغابرة في مقال حمل عنوان « القداحة « وترويض العرب للنار، ويسجل هشام عدرة معالم « حمامات السوق الدمشقية التراثية «، وتتبع الدكتورة ولاء محمد محمود مشاهد « الجنون في السينما المصرية «، ويرصد عبده شيو أبورام « آثار التراث في كيرالا « الهندية، وتحذر ريما العراقي من مخاطر اندثار تراث « قلعة صيرة « اليمنية.. كما نقرأ في العدد أيضاً « عيد منتصف الخريف « الصيني، و» خور فكان.. تراثها الاجتماعي والاقتصادي.. بحث وذكريات «.
يذكر أن « مراود « هي مجلة معنية بالتراث الإماراتي والعربي والعالمي، ويرأس مجلس إدارتها الدكتور عبد العزيز المسلم، ومستشار التحرير ماجد بوشليبي، رئيس جمعية المكتبات والمعلومات، بمعهد الشارقة للتراث، ومدير التحرير الدكتور منَي بونعامة، مدير إدارة المحتوي والنشر بمعهد الشارقة للتراث، ويتكون مجلس التحرير من: على العبدان، وعتيج القبيسي، وعائشة الشامسي، وسارة أحمد، وسارة إبراهيم، وسكرتير التحرير أحمد الشناوي.. كما تضم هيئة التحرير منير حمود وبسام الفحل للإخراج والمراجعة اللغوية، وتصدر المجلة شهريا عن معهد الشارقة للتراث.