هل يكفي المال لصناعة فيلم سينمائي مميز

الذي دعاني لكتابة هذا العمود هو بقاء مشاكل الفنية والمالية لبعض أفلام بغداد عاصمة الثقافة، لذا أطرح السؤال التالي ،هل يكفي المال لصناعة فيلم سينمائي مميز، هل تكفي الفكرة الجيدة، لصناعة مثل هكذا فيلم ،هل يعني انك اشتغلت مخرجا لبرامج تلفزيونية ، ومخرجا لبعض المسلسلات ، لأن تكون مخرجا سينمائيا متميزا ، هل من الممكن ان تسعفك خبرتك كممثل مثلت في عشرات الاعمال التلفزيونية الدرامية ، وكذلك في بعض الافلام السينمائية ، لان تكون لك القدرة على اخراج فيلم سينمائي .
هذه الاسئلة اضعها أمام بعض من تصدوا، لإخراج افلام سينمائية ضمن فعالية بغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013، ومنحت لهم اموال طائلة، والتي عرضت على صالة المسرح الوطني في دائرة السينما والمسرح، افلام روائية ووثائقية بين القصيرة والطويلة ، الرأي العام لمن شاهد هذه الافلام يقول بانخفاض مستواها الفني الى درجة كبيرة ، بل ان البعض منها لا يصح ان نطلق عليه تسمية فيلم سينمائي .
قبل موعد عرضها، قيل الكثير عن هذه الافلام وملابسات انتاجها، وبعد العرض اصبحت الكرة في ملعب من تصدى لإخراجها ، وليس مخرجيها ، فصفة مخرج لا تمنح بسهولة ، وليس كل من عمل فيلما يستحق هذه الصفة .
مليار او مئات الملايين من الدنانير او حتى من الدولارات لا يمكن ان تمكن رجلا لا يعرف ما هي اللقطة ودلالتها ولا يعرف كيفية بناء المشهد السينمائي، ولا يفقه بفن التمثيل ، وبعناصر اللغة السينمائية الاخرى ، من ان يكون مخرجا ، إلا اذا استعان بمخرج محترف ، يعمل له الفيلم ليأتي هو ويضع اسمه على الفيلم .
ما الذي يعنيه ان يأتي شخص نصف صحفي ويمنح ميزانية ضخمة لإنتاج فيلم وثائقي ، والنتيجة فيلم بسيط وساذج ، ما الذي عينيه ان تمنح مقدمة برامج ميزانية ضخمة لإنتاج فيلم روائي ، وهي التي ل لاتعرف معنى ودلالة اي عنصر من عناصر اللغة السينمائية ، ما الذي يعنيه ان يتصدى كاتب عمود ، لكتابة سيناريو فيلم سينمائي ، لنكتشف في الاخر ، انه ابسط من ان يكون تمثيلية تلفزيونية من ان يكون فيلما ، كيف منح البعض ميزانية ضخمة وهو لم يقف سابقا خلف كاميرة تلفزيونية او سينمائية .
كل ذلك ادى الى نتيجة توقعها البعض مسبقا ، وهي حقيقة ضياع اموال طائلة على افلام لا يمكن تصنفيها ، فلا هي بالفيلم السينمائي ، ولا هي بالتمثيلة التلفزيونية ، ولا هي بالربورتاج السينمائي . فلكل فيلم من هذه الافلام صفاتها وخصوصيتها .
يقول « الجاحظ « ان المعاني ملقاة على الطرقات ، ويقول منظر السينما « جوادور « ان كل الافكار هي افكار جميلة ، لكن العبرة في تحويلها الى فيلم جيد ، ربما يكون بعض افلام بغداد عاصمة الثقافة توفرت على افكار جيدة وكانت تريد ان تقول او توصل تيمة هذه الافكار ، لكن ذلك لم يتحقق ، لان من تصدى ليحولها الى فيلم ، ليس بمخرج اصلا ، وهنا اصل المشكلة.

كاظم مرشد السلوم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة