واشنطن تؤجل تطبيق حظر تصدير التكنولوجيا الاميركية الى مع «هواوي»

بالاستناد إلى الخطر الذي تشكله الشركة على الأمن القومي

الصباح الجديد – وكالات:

أعلنت واشنطن تأجيل بدء تطبيق الحظر على تصدير التكنولوجيا الأميركية إلى شركة «هواوي» الصينية حتى منتصف آب (أغسطس) المقبل، مشيرة إلى الحاجة لإفساح المجال أمام تحديثات البرامج والتزامات أخرى متعلّقة بالعقود.
وأكدت وزارة التجارة الأميركية في بيان أن التأجيل لا يحتاج إلى تعديل الحظر الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب بالاستناد إلى الخطر الذي تشكله الشركة على الأمن القومي، وهو إجراء له تداعيات كبيرة على شركات التكنولوجيا الصينية والأميركية. وأضاف البيان أن السلطات لن تطبّق الحظر لمدة 90 يوماً لإعطاء «هواوي» وشركائها الوقت «للحفاظ على الشبكات والمعدات الموجودة والعاملة حالياً ودعمها، بما في ذلك التحديثات على الأنظمة الخاضعة للعقود والاتفاقات القانونية الملزمة الموقّعة قبل 16 أيار (مايو) الجاري ضمناً».
إلى ذلك، ردّ مؤسس «هواوي» رين جينغفي على إجراءات الحظر بالقول إن واشنطن «تسيء تقدير قوة» شركته، في وقت يبذل ترامب جهوداً منذ أشهر للحدّ من الطموحات العالمية لعملاق الاتصالات الصيني.
وقال رين في مقابلة مع الصحافة اليوم الثلثاء تمّ بثّها بشكل مباشر عبر تطبيق التلفزيون الرسمي «سي سي تي في»: «الممارسة الحالية للسياسيين الأميركيين تسيء تقدير قوتنا». وفي إطار حرب تجارية وتنافس تكنولوجي بين بكين وواشنطن، تستهدف إدارة ترامب منذ العام 2018 الشركة الثانية عالمياً للهواتف الذكية والرائدة في تقنية شبكات اتصالات الجيل الخامس.
وأكد رين أن «شبكات هواوي للجيل الخامس لن تتأثر، فلن يتمكن الأخرون من اللحاق بهواوي وقد يستغرقهم ذلك عامين أو ثلاثة»، في إشارة إلى الشركات الأميركية والأوروبية.
ومنذ إدراج ترامب شركة هواوي على اللائحة السوداء، أعلنت شركة «غوغل» التي يشغّل نظامها «أندرويد» أكثرية الهواتف الذكية في العالم، أنها ستبدأ في وقف كل تعاملاتها مع المجموعة الصينية. وقد لا تكون المجموعة الصينية بعد ذلك قادرة على الوصول إلى خدمات غوغل بما في ذلك البريد الإلكتروني «جي ميل» وخرائط «غوغل مابس».
ويؤثر قرار واشنطن أيضاً في عدد كبير من الشركات الأميركية. وأبلغت شركات كبيرة مصنّعة للأجهزة الإلكترونية مثل «كوالكوم» و»إنتل» موظفيها أنها ستتوقف هي أيضاً عن تزويد «هواوي»، بحسب وكالة «بلومبرغ» المالية.
وقال رين: «لن نستغني بسهولة وبتهوّر حالياً عن الشرائح الأميركية، يجب أن نكبر سوياً مع هذه الشركات، لكن في حال وجود صعوبة في التزويد، لدينا حلول بديلة». وأضاف: «في فترة السلام قبل الحرب التجارية، كنا نتزوّد بنصف كمية الشرائح من الولايات المتحدة والنصف الآخر من هواوي، ولكن لا يمكن عزلنا عن العالم».
ويشير خبراء إلى أن حظر التعامل التجاري الذي فرضته الولايات المتحدة قد يوجّه ضربة قاسية للشركات الأميركية التي تزوّد الشركة الصينية بالشرائح. ويرى المحلل لدى «اندبوينتس تكنولوجيز أسوسييتس» أن «ذلك قد يكون لديه تأثير مدمّر على هواوي، وإذا لم تكن لديهم صلابة مالية، فذلك قد يفضي بهم في دائرة مميتة. أما إذا كانت على العكس، جيوبهم ممتلئة، فقد يتمكنون ربما من النجاة».
ويتساءل الكثير من مستخدمي الهواتف الذكية في أنحاء العالم: هل سيبقى بامكانهم الوصول إلى خدمات «غوغل» عبر أجهزتهم؟ وفي مواجهة المخاوف، يبدو أن واشنطن أرادت تهدئة الأوضاع فأرجأت بدء تطبيق الحظر 90 يوماً.
وعد رين هذا القرار «من دون أهمية كبيرة»، معلناً أن مجموعته تعقد في الأصل «محادثات» مع «غوغل» بهدف البحث عن حلول مقابل حظر التعامل التجاري. و»هواوي» مستهدفة منذ العام 2018، من قِبل واشنطن التي تقول إنها تشتبه بأن المجموعة تسمح لأجهزة الاستخبارات الصينية باستخدام بياناتها للتجسس على الاتصالات على شبكات الهواتف المحمولة في العالم.
لكن بالنسبة لعملاق الاتصالات، يسعى ترامب قبل كل شيء إلى الحدّ من تطوير شركة تُعتبر متقدمة جداً من الناحية التكنولوجية. وفي كندا، الحليفة التاريخية للولايات المتحدة، تواجه «هواوي» أيضاً أزمة دبلوماسية منذ توقيف المديرة المالية للمجموعة الصينية مينغ وانتشو في كانون الأول (ديسمبر) بناءّ على طلب واشنطن. ومينغ، المشتبه بأنها خرقت العقوبات على إيران، هي ابنة رين جينغفي.
وقال جينغفي: «لقد ضحينا بشخص، بعائلة. وذلك بغية تحقيق الهدف الأمثل: بلوغ القمم العالمية، ومن أجل ذلك، فإن نزاعاً مع الولايات المتحدة يجب أن يندلع عاجلاً أم آجلاً».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة