التأثير المناخي على التنوع السمكي في شط العرب وزراعة نبات المنغروف في السواحل العراقية

ناقشهما متخصصون بمشاركة مركز علوم البحار

البصرة _ سعدي السند :

أقام مركز علوم البحار في جامعة البصرة ورشة عمل عن التأثير المناخي على التنوع السمكي في نهر شط العرب.
والقى الدكتور مصطفى سامي فداغ من قسم الفقريات البحرية في المركز محاضرته عن التأثير المناخي ، مؤكدا ان بيئة نهر شط العرب بيئة متاثرة بالتوازن بين حركة مياه المد من الخليج العربي وتدفق المياه العذبة من نهري دجلة والفرات والروافد المرتبطة بهما .
واضاف ان في العقدين الاخيرين تناقضت كميات المياه العذبة الواردة من نهري دجلة والفرات بعد تقلص مياه الامطار وانشاء السدود الكبيرة في دول المنبع واهمها تركيا حيث هذا الحال ادى الى زيادة اللسان الملحي في شط العرب وزيادة نسبة الملوحة التي ترافق معها زيادة انواع الاسماك البحرية على حساب تناقص انواع اسماك المياه العذبة وان كميات الامطار وتدفق المياه العذبة ارتبطا مع انواع الاسماك البحرية سلبيا في الاشهر الاربعة الاخيرة وازدادت كميات الامطار بشكل مفاجئ مما ادى الى عكس الحالة وخفض الملوحة في شط العرب وعدم الاستقرار في بيئة شط العرب نتيجة للتغير المناخي العالمي عموما وتأثير منطقتنا بتغيرات مناخية غير مستقرة.
وبين الدكتور فداغ ان عدم ارتفاع انواع اسماك المياه العذبة خلال عام 2019 يعزو الى ان البيئة مازالت غير مستقرة وعليه فان فقدان القاعدة الغذائية ايضا مؤثرة على تواجد اسماك المياه العذبة.

زراعة استراتيجية لتنمية السواحل العراقية
وتحت شعار (معاً لاستزراع نبات المنغروف في السواحل العراقية) أقام مركز علوم البحاروبالتعاون مع مركز انعاش الاهوار والاراضي الرطبة العراقية والشركة العامة للموانئ العراقية ندوته الموسومة زراعة اشجار المنغروف استراتيجية مستدامة لتنمية السواحل العراقية لبيان اهمية هذه التجربة الجديدة لتنمية السواحل العراقية وحمايتها من الأنجراف.
وقام الدكتور أيمن عبد اللطيف كويس رئيس قسم الرسوبيات والقيعان البحرية بعرض أبرز النشاطات التي أنجزت من تجربة زراعة أشجار المنغروف ، مبينا أهمية زراعة نبات المنغروف والآثار الايجابية التي ستحصل من جراء نشاط زراعة النبات في البيئة المائية والبيئة البرية لمناطق السواحل العراقية والاخوار الداخلية كخور الزبير وخور عبد الله وغيرها من المناطق الخاضعة لتأثيرات المد والجزر.
و قدم أحد الباحثين من مركز أنعاش الأهوار والأراضي الرطبة العراقية بحثا بين من خلاله أهمية مشروع زراعة أشجار المنغروف في السواحل العراقية لحمايتها من الأنجراف وأستعداد مركز أنعاش الأهوار والاراضي الرطبة لدعم المشروع.
والقى مدير عام مركز علوم البحار الدكتور علي عبد الزهرة دعيبل كلمة أثنى من خلالها على دور الفريق العلمي المكلف بمتابعة التجربة وتهيئة موقع الزراعة وزراعة النباتات وبين أصرار الباحثين على انجاح التجربة وأهميتها بالنسبة للبيئة الساحلية بشكل خاص داعيا الهيئات والمؤسسات والجهات الحكومية لدعم المشروع كونه مشروعا وطنيا ، وأكد على أهمية التنسيق بين الجهات المستفيدة والجهات الراعية والعاملة على تنفيذ التجربة.
ومن خلال الندوة قدمت دراسات علمية من قبل الدكتور عبد الرضا أكبر علوان المختص بعلم النبات وبين أهمية الصنف المستزرع في التأثير على البيئة وقارن بينه وبين عدد من الأصناف العائدة للنوع نفسه والمزروعة ضمن النطاق الأقليمي.
من جانبه اكد الدكتور ماجد مكي طاهر من كلية الزراعة على تجربته في زراعة النبات في جزيرة الشمالية في دولة الأمارات العربية المتحدة وضرورة اجراء العديد من الاختبارات نتيجة لصعوبة التعامل مع هذا النبات وخصوصا انه ينمو في بيئة غير بيئته الطبيعية وقد تمر التجارب بعدد من المحاولات غير الناجحة مما يتطلب تكرار العمل مرات كثيرة وصولا الى مرحلة النجاح..
وعلى الصعيد نفسه قدمت دراسات واوراق عمل تهتم بدراسة هذا النبات من قبل مديرية زراعة البصرة.
وفي الختام تمت الأجابة على جميع الأسئلة المتعلقة بأهمية زراعة النبات والآثار الإيجابية المستحصلة من زراعته وأحتمالية تقبله للبيئة العراقية والمناخ الصعب الجاف للبصرة بشكل عام وخصوصا فصل الصيف والانخفاض الكبير للحرارة في فصل الشتاء الذي قد ينعكس سلبا على نمو النبات..

مؤتمر تقويمي للمركز
من جانبه اقام مركز علوم البحار مؤتمره التقويمي السنوي بحضور رئيس جامعة البصرة الدكتور ساجد سعد حسن .
والقى رئيس الجامعة كلمة اكد فيها على مكانة المركز محليا ودوليا مؤكدا ان المركز هو مرأة عاكسة للجامعة ، مضيفا ان نشاطات المركز البحثية تعد من اهم الدراسات العلمية التي تمد الحكومة المحلية والمركزية بأهم الدراسات واهمها مشروع دراسة اشجار المنغروف ومشروع الروبيان ومشروع مياه التوازن ومشروع شط العرب ودراسة حول اقامة سدة على شط العرب اذ تم تسليمها الى الحكومة المركزية.
وتم عرض اهم نشاطات المركز من خلال عرض التقرير الاداري الذي قدم من قبل معاون المدير العام للمركز الدكتور كاظم حسن يونس من خلال عرض حركة الملاك والميزانية والية ادارة المركز
كما تم تقديم نبذة عن التقرير السنوي للمركز قدمته الدكتورة عرفات رجب والتي بينت اهمية الدراسات العلمية وما تحقق منها والجهات المستفيدة منها وطرحت خطة المشاريع الريادية والتي تعد من المشاريع المهمه التي سبق ان ذكرت اضافة الى الترقيات العلمية والابحاث المنشورة في مجلات عالمية وعربية.
من جهته اكد مدير عام المركز ان المؤتمر التقويمي هو نتاج سنوي لما يقوم به المركز من نشاطات بحثية علمية تتوج بتقديم تقرير سنوي يحتوي عل جميع النشاطات المهمة للمركز ، وفي نهاية المؤتمر تم توزيع شهادات تقديرية على العاملين المتميزين .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة