زقاق مطير

داي وانغ شو
ترجمة مي عاشور

أمسك مظلة من المشمع، وحدي
أهيم في زقاق مطير،
موحش، ممتد، وطويل:
أملاً أن التقي،
بصبية كالقرنفل،
يكمن بصدرها الحزن والأنين.
يجتمع فيها لون،
وعطر،
وشجن كما القرنفل.
تئن بالشكوى في رحاب المطر،
تئن وتتهادى،
وبلا واجهة تسير، في هذا الزقاق الموحش المطير.
تمسك بمظلة من المشمع،
تمامًا مثلي،
وأيضًا مثلي،
تخطو في صمت،
وحيدة، غير مبالية، وبفؤاد كسير.

تدنو الخطى،
وتقترب بسكون،
ترنو بنظرة أشبه بتنهيدة،
تمر بسرعة خاطفة كمنام،
كمنام عذب، مبهم وحزين.
تتطاير مثل قرنفلة،
في الحلم.

تلك الصبية التي مرت من جواري،
ابتعدت، ابتعدت في هدوء:
حتى وصلت إلى ذلك الجدار المتهدم،
ومشت حتى نهاية الزقاق المطير.

وسط لحن المطر الحزين،
تلاشى لونها،
وتناثر أريجها،
وحتى تبخرت،
نظرتها التي تشبه التنهيدة،
وحزنها الذي يشبه القرنفل.

أحمل مظلة من المشمع،
وحدي أتأرجح،
في زقاق مطير، مقفر، منبسط، وطويل،
على أمل أن أصادف،
فتاة كالقرنفل،
يمتليء صدرها بالحزن والأنين.

بدون عنوان

يفصلني عن العالم جدار،
ويفصلني عن الجدار نور،
ويفصلني عن النور كتاب،
ويفصلني عن الكتاب قلة فهم.

شَجن

أقول إنه اكتئاب وحدة الخريف،
أقول إنه الشوق إلى البحر البعيد،
ولو سألني أحد عن سبب شجني،
لا أجرؤ على التفوه باسمكِ.
لا أجرؤ على النطق باسمكِ،
لو سألني أحد عن منبع همومي:
أقول إنه توق إلى البحر البعيد،
وكآبة وحدة الخريف.

*داي وانغ شو (1905-1950): من أشهر الشعراء الصينيين، ولد في مدينة خانغ جو، ينتمي إلى التيار الرمزي الصيني الحديث. التحق بقسم الأدب في جامعة شنغهاي عام 1923. كتب ثلاث روايات، وترجم أشعار الشاعر الفرنسي بول فرلان. عام 1925 دخل إلى جامعة أورورا في شنغهاي (جامعة كاثوليكية تأسست عام 1903) ليتعلم اللغة الفرنسية، وهناك تأثر كثيراً بالتيار الرمزي الفرنسي، وبعد ذلك ذهب إلى الدراسة في فرنسا وإسبانيا. سُجن على يد القوات اليابانية بتهمة مناهضة اليابان، عند غزوها لهونغ كونغ عام 1941.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة