“أوفر بروفا”.. حوار مكفوفين على رقعة شطرنج

سمير خليل
على خشبة المسرح الوطني في بغداد قدمت فرقة مسرح السراج للمكفوفين مسرحية (اوفر بروفا) التي شارك بكتابة نصها الفنان الدكتور علي الشيباني ولؤي زهرة والاخراج والسينوغرافيا لعلي الشيباني.
تميز العرض بان ابطاله من المكفوفين بمعية المخرج الشيباني الذي جسد الشخصية الرئيسة في العمل.
وصف المخرج علي الشيباني العرض بالمغامرة الشخصية وقال: نعم هي مغامرة لذيذة، المغامرة مع هؤلاء المبدعين الذين فقدو نعمة البصر لكنهم امتلكوا نعمة البصيرة، كان لابد من العمل على تحفيز الاستجابة للاشتغال بعرض مسرحي، فكان من الضرورة الاستعانة بالورشات الخاصة بكل عناصر المسرح، ومن هذه الورشات ما يتعلق بالجانب البصري المفقود.
وأضاف:عملت على رسم مسارات خاصة، مثلا ملأت ارضية المسرح بأقراص (السي دي) وطلبت من الممثلين تحسسها بأقدامهم الحافية، اي عوضت عن البصر بالتحسس، ومع تقادم التمرينات شعرت انهم لا يحتاجون لهذه التقنية، بحيث صاروا يألفون جغرافية المسرح بسهولة، ويواجهون الجمهور في اثناء الاداء بطريقة انسيابية.
وتابع: الامر الآخر المهم ان دائرة العلاقات داخل جغرافية المسرح للممثلين على الخشبة صارت تلقائية، بحيث ان الممثل يوجه كلامه لزميله مباشرة، كأنه يبصره ويتحسس مكانه، إضافة الى انني حاولت ان اجعل لكل ممثل “كاركتر” خاص به.
وعن الدراجة الهوائية المقلوبة المضاءة العجلات في جانب المسرح طيلة العرض قال: هي دراجة الاديب المغدور علاء مشذوب، استعمالها بهذا الشكل دلالة استذكار واستنكار وادانة جريمة اغتيال هذا المبدع الكبير وهو يقود دراجته الهوائية في مدينة كربلاء.
الكاتب لؤي زهرة الذي اشترك مع الشيباني في صياغة المسرحية قال: انها تجربتي الثانية مع هذه الفرقة، اذ كتبت لها مسرحية (نحن هنا) والتي عرضت في كربلاء وعلى خشبة المسرح الوطني أيضا، وانا سعيد بالعمل مع هذه المجموعة التي يمتلك افرادها طاقة حقيقية وابداعا حقيقيا مع الاصرار على ارتقاء خشبة المسرح.
وتابع: ثيمة المسرحية تتعلق بأمرين يخصان المكفوفين الأول، بروفة تحتاج وجود مخرج يلعب دور الدليل. الثاني، خشبة المسرح وهي عبارة عن رقعة شطرنج وحركة البيادق المحددة والمرسومة بالنص.
سألنا السيد عثمان فاخر الكناني رئيس جمعية السراج العراقية للمكفوفين عن اسباب استمرار عمل الفرقة، وهل يشكل تعاطف الآخرين أحد هذه الاسباب؟ فأجاب: لا أخفي عليك ان هذا التعاطف كان موجودا وبقوة في بداية عملنا، لكن اصرارنا على الاستمرار غيّر الصورة تماما، اذ اصبحت صورة اعجاب وتقدير لما نقدم من تحد وفن وجمال يليق بهيبة المسرح واحترامه.
وعن الدعم والمساعدة للفرقة قال: نحن نعمل بجهود ذاتية لغاية اللحظة، مجلس محافظة كربلاء منحنا قاعة قصر الثقافة والفنون لمدة (16) يوما فقط من دون ايجار، وهذا كان دعمهم الوحيد، وقبل الشروع بتدريباتنا المسرحية التقيت السيد وزير الثقافة والذي رحب بفكرة تقديمنا هذه المسرحية، لكنه اعتذر عن دعمنا لعدم وجود سياقات قانونية لدعم الوزارة للمنظمات غير الحكومية.
أصغر ممثلو العرض زين العابدين حيدر وعمره (13) عاما كان سعيدا بالعرض وبكلمات الإعجاب والتشجيع التي تلقاها من الحضور وقال: هي تجربتي الثانية في المسرح، لكني اشعر أني اعمل بالمسرح منذ زمن طويل، انا أحب المسرح كثيرا، واحلم بتجسيد ادوارا متنوعة، اشكر المخرج الفنان علي الشيباني وعائلتي وفريق العمل، وجميع من دعمني وشجعني.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة