كتاب يكشف خبايا ونشوء الجماعات الارهابية في كردستان

«بيوض الشيطان».. قصة الإرهاب في كردستان
قراءة – عباس كاريزي:

صدر حديثا كتاب «بيوض الشيطان»..قصة الارهاب في كردستان باللغة العربية، للكاتب والصحفي ايوب رضا، وهو الان متوفر في مكتبات كردستان.
تألف الكتاب من اربعة فصول ويضم ١١٦ صفحة متوسطة الحجم ويتناول موضعة نشوء وبروز الجماعت الاصولية الكردية في كردستان، بدءا من خلية حلبجة لجماعة الاخوان المسلمين في ستينيات القرن الماضي والتي نجت من بطش القوميين والبعثيين اواخر الستينيات والتي اصبحت حاضنة للفكر الاسلامي، في كردستان، وصولا الى تشكيل الحركة الاسلامية عام ١٩٨٧، التي كانت حركة مسلحة شهدت حصول انشقاقات على اثر الخلافات التي برزت بين قياداتها وظهور تيارات تؤمن بالفكر (الجهادي، التكفيري) متأثيرة بالجماعات الاسلامية المتشددة التي قاتلت الجيش الاحمر السوفيتي في افغانستان.
كتاب «بيوض الشيطان»، عبارة عن بحث صحفي ميداني يتقصي اخبار الجماعات الاصولية الكردية (جند الاسلام، انصار الاسلام، خلايا القاعدة) التي نشأ بعضها في كردستان العراق على خلفية الانشقاقات في صفوف الحركة الاسلامية، بتأثير الفكر التفكيري والجهادي وعودة المقاتلين الكرد، الذين كانوا يقاتلون الجيش الاحمر السوفيتي في افغانستان ضمن من كانوا يعرفون بالعرب الافغان، وبعد ذلك مجيء المقاتلين العرب والفارين من جحيم افغانستان الى منطقة بيارة في هورامان على الشريط الحدودي مع ايران وعلى رأسهم ابو مصعب الزرقاوي.
ويتناول الكتاب ايضا سيرة امراء الارهاب في كردستان، الذين عادوا للالتحاق بالزرقاوي في العراق بعد سقوط نظام صدام، وكيف اصبحت منظمة انصار الاسلام، سندا للزرقاوي وجماعة التوحيد والجهاد التي شكلها الزرقاوي فيما بعد.
يكشف كتاب «بيوض الشيطان» خبايا امنية خطيرة وكيف كان العمل يجري في الخفاء لتشكيل منظمة انصار الاسلام الارهابية، وارتباطها العضوي مع القاعدة وكيف تم اختيار كردستان العراق لتشكيل منظمة ارهابية بديلة للقاعدة عقب استهداف معاقل تنظيم القاعدة في افغانستان عام 2001 على خلفية هجمات الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001.
ويصف ايوب رضا في كتابه بيوض الشيطان، فترة بروز الجماعات الجهادية المتشددة في كردستان انها فترة مظلمة عاشها الاقليم، القت بظلالها على عموم العراق، لينتهي بظهور داعش، اعتى المنظمات ارهابا والذي انضم اليه المئات من الشباب الكرد المتأثر بفكر انصار الاسلام.
ويتناول كاتب بيوض الشيطان، نشاط الجماعات الاصولية الكردية بدءا من خلية حلبجة في ستينيات القرن الماضي وصولا الى تأسيس الحركة الاسلامية عام 1987، على يد مجموعة من العلماء الكرد، خلال حكم نظام صدام حسين، والتي تحولت إلى منصة لسلسلة انشقاقات بسبب الخلافات التي عصفت بها نهاية التسعينيات وخرجت منها مجموعات جهادية متطرفة، كفرت الاحزاب القومية والاشتراكية واليسارية والعلمانية في اقليم كردستان فضلاً عن تكفريها حكومة الاقليم.
ويوضح الكاتب بروز الفكر الجهادي المتطرف في اوساط الاسلاميين الكرد الى تاثر الشباب الكرد بالجماعات الاسلامية المتطرفة التي تطلق على نفسها «جهادية» فضلاً عن تاثرها بالمقاتلين الذين كانو يعرفون بالافغان العرب،ويشير الكتاب الى ان من ابرز القيادات التي ساهمت في انتشار وشيوع الفكر الجهادي «ملا كريكار»، واسمه الحقيقي (نجم الدين فرج أحمد)، الذي كان داعية إسلامي كردي، ولد في مدينة السليمانية في كردستان العراق عام 1954، حاصل على درجة الماجستير في علوم الحديث، عاصر مع اخرين من قتال الجيش الاحمر السوفيتي في الجماعات الاسلامية في افغانستان، وكان من ابرز المساهمين بتشكيل جماعة «جند الاسلام» على اثر توحد قوة سوران الثانية في الحركة الإسلامية، مع جماعتي التوحيد وحماس بامارة ابي عبدالله الشافعي في «هورامان» شمال شرق السليمانية.
ويسرد الكتاب كيف انضم «جهاديون» بارزون الى تنظيم انصار الاسلامي الارهابي الذي نشا بعد توحد جيش الإسلام مع جناح الاصلاح داخل الحركة الإسلامية، بقيادة «الملا كريكار» لينضم إليها فيما بعد ما كان يعرف «بالجهاديون العرب» امثال عبدالرحمن الشامي وعبدالهادي دغلس صهر الزرقاوي، الذي يقول الكاتب ان المخابرات الاميركية كانت تتقصى اخباره في افغانستان، بينما كان موجدا في كردستان ولقي على ارضها مصرعه.
ويتطرق الكتاب في فصوله الاربعة ايضا الى «موضوع تسلل المقاتلين العرب من افغانستان عبر ايران الى كردستان وعلى رأسهم ابو مصعب الزرقاوي ويحوي الكتاب صورة للزرقاوي وهو يسبح في احد جداول منطقة هورامان في محافظة السليمانية، وكيف تمكنت تلك الجماعات المتطرفة من تلقي الدعم المادي اللازم، وكيف خطط الزرقاوي من ارض كردستان لتنفيذ عملية نوعية داخل العراق وكيف استهدفت احدى عملياته الارهابية اغتيال برهم صالح رئيس الجمهورية الحالي، امام منزله بمحافظة السليمانية، والذي كان يشغل حينها منصب رئيس حكومة الاقليم، الذي كاد ان يقتل لولا تدخل عناصر حمايته وقوات الاسايش.
كما ويكشف الكتاب عن تفاصيل دقيقة حول قادة «الارهاب» في كردستان والذين اصبحوا امراء حرب في جماعة التوحيد التي أسسها الزرقاوي بعد الحرب الاميركية للعراق، ومنهم (عمر بازياني وابو عبدالله الشافعي وهيمن بانيشاري) الذين قتلوا او اعتقلوا خلال قتال القوات الامريكية، وكيف مكن هؤلاء ابي مصعب الزرقاوي تسلم زمام الامور في بغداد والمحافظات العراقية.
ويقول رضا في كتابه أن «انصار الاسلام» كانت منظمة بديلة للقاعدة نفذت عشرات العمليات الارهابية والعنف الدموي ضد مختلف مكونات العراق، وصولا الى مبايعتها تنظيم داعش، الذي يقول الكاتب ان انصار الاسلام كان يعتدها سليلا لفكر الزرقاوي وتوأما روحيا لانصار الاسلام التي تشكلت في كردستان العراق.
ويشير الى ان تشكيل جماعة انصار الاسلام كان يراد لها ان تكون منظمة اسلامية عالمية وليس منظمة محلية متطرفة كما هو منتشر، ويوضح « ان الانصار تشكلت على اثر توحد جماعة الجند بعد مقتل ابرز قادتها في معركة جبل شنروي المطل على مدينة حلبجة، واتحادها مع جماعة الاصلاح بقيادة ملا كريكار الذين كان يمتلك امكانات ودعم لجوستي يفيض عن حاجته، واصبح قادتها امراء في جماعة التوحيد والجهاد التي اسسها الزرقاوي لاحقا، امثال ابي عبدالله الشافعي و هيمن بانشياري وعمر بازياني، الذين شنوا حرب طائفية ضد ابناء الطائفة الشيعية في العراق وشاركوا في معركتي الفلوجة».
كذلك يتناول الكتاب السير الذاتية لقادة الارهاب امثال عبد الهادي دغلس صهر الزرقاوي الذي كانت المخابرات الامريكية تتقصى اخباره في افغانستان، بينما كان متواجد في كردستان وقضى على ارضها في معركة شنروى وكذلك ابو عبدالرحمن الشامي وهو الاردني رائد خريسات قائد كتيبة الاقصى والذي قتل في نفس المعركة .
يسلط الكتاب الضوء على العمليات الدموية التي نفذها الانصار بعد تمكين الزرقاوي من تفجير مبنى الامم المتحدة واغتيال ممثل الامين العام في العراق سيرجيو دميلو، وكذلك ضرب سفارات الدول العربية وايضا القنصلية التركية في بغداد وايضا عمليات خارج العراق وخصوصا التخطيط لاغتيال رئيس الوزراء العراقي الاسبق اياد علاوي عام الفين وثمانية في المانيا، وصولا الى مبايعتا تنظيم داعش وهي توأمها الروحي وكذلك انضام الشباب الكردي المتطرف الى صفوف داعش.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة