بضمنهم كفاءات فنية رفيعة
نينوى ـ خدر خلات:
يترقب اكثر من 1250 موظفا من اهالي محافظة نينوى، كانوا تابعين لهيئة التصنيع العسكري ـ سابقا ـ من يمكنه ان يترأف بحالهم ويعيدهم لوظائفهم كي يتمكنوا من اعالة عائلاتهم اسوة بأقرانهم من المحافظات الاخرى، بضمنهم فنيون لديهم خبرات عالية ورفيعة المستوى، حسب احدهم.
وقال المواطن جلال عبدالله حازم العزاوي، الموظف السابق في منشأة جابر بن حيان العامة في حديث الى “الصباح الجديد” ان “هنالك 1273 موظفا من اهالي محافظة نينوى تابعين الى هيئة التصنيع العسكري سابقا، والى وزارة الصناعة والمعادن حاليا، من منتسبي منشأة جابر ابن حيان، الكندي، الاستخراجية، والحضر، ننتظر من يراف بحالنا ويعيدنا لوظائفنا كي نعيل عائلاتنا وينتشلنا من الواقع المأساوي الذي نمر به”.
واضاف “حسب علمنا، فان نظرائنا في جميع محافظات العراق تم اعادتهم لعملهم ويتسلمون رواتبهم، باستثنائنا نحن في محافظة نينوى وايضا محافظة صلاح الدين، ونحن نسأل لماذا بالذات ابناء هاتين المحافظتين لم يتم الاهتمام بهم، واننا ندعو نوابنا وممثلينا في مجلس المحافظة ومجلس النواب العراقي الى الاهتمام بنا فنحن عراقيون ايضا”.
واشار العزاوي الى انه “نحن نعلم ان هنالك تصاريحا امنية وتدقيق للملفات، خشية ان البعض قد تورط بالانضمام لتنظيم داعش الارهابي اثناء سيطرته على مدينة الموصل، لكن لا يمكن ان نبقى نحن جميعا بلا راتب وبلا مصدر رزق بسبب بعض المشتبه بهم، وعليه ندعو الى اعادتنا لوظائفنا وصرف رواتبنا، والعمل على حسم الملفات الامنية للآخرين”.
وتابع بالقول “ربما لا يعرف الكثيرون ان هنالك بيننا من يمتلكون خبرة وكفاءة فنية رفيعة في العمل على مختلف المكائن الانتاجية وايضا صيانتها وادامتها بل وتطويرها ايضا، والسادة في وزارة الصناعة والمعادن ادرى بهذه المسالة، فلماذا لا يستفادوا من هذه الكفاءات في مصانعهم التابعة لهم”.
ويشار الى ان اغلب المنشآت التابعة لهيئة التصنيع العسكري تم نهبها بمعداتها الى لا تقدر بثمن من قبل عصابات داعش الارهابي، فضلا عن تضرر الكثير من مبانيها بفعل الضربات الجوية وعمليات تحرير محافظة نينوى.
ونوه العزاوي الى ان “الاكثرية من زملائنا اعمارهم بين الاربعين والخمسين سنة، أي لا يمكنهم ممارسة اية مهنة كانت لاعالة عائلاتنا وبعضهم اقترب من سن التقاعد ولا يمكنهم ممارسة اية اعمال تجارية، والبعض خسر منزله وممتلكاته بعد تحرير الموصل، ونحن بامس الحاجة لاي اهتمام بملفنا، لان صبرنا بدا ينفد وليس هنالك أي بصيص امل لاعادتنا لوظائفنا على اعتبار اننا كنا نعمل في منشأة حساسة امنيا سابقا، لكن الحقيقة هي اننا موظفون ونبحث عن ارزاق عملنا”.
ومضى بالقول “كل موظفي الوزارات العراقية سابقا وحاليا يخدمون الدولة، ونحن ايضا كنا نفعل ذلك، فلماذا النظر الينا بعين الريبة والشك؟ نحن لسنا من عائلات وزراء النظام لسابق، بل نحن اناس بسطاء من عامة الناس، ويمكننا ان نقدم خدماتنا في مختلف المصانع بسبب الخبرة الكبيرة التي نمتلكها، وان اهمال القطاع الصناعي الحكومي في نينوى يعني ان الالاف من العائلات سيبقون بلا عمل ولا مصدر رزق، ونحن نرى الكثير من المواد المصنعة والبسيطة في اسواقنا كنا ننتجها بارخص الاسعار وبجودة عالية، لأنه كان لدينا المواد الخام والمكائن الحديثة حينها”.
ويرى العزاوي ان “الاهتمام بملف منتسبي هيئة التصنيع العسكري هو واجب على كل مسؤول في نينوى وغير نينوى، لاننا خدمنا بلدنا ومستعدين ان نخدمه اذا اعطونا الفرصة مجددا، ولا نقبل ان يكون هناك من يقول ان المنشآت التي كنا نعمل بها مدمرة حاليا، لان الالاف من الموظفين في المحافظات المحررة يقبضون رواتبهم ودوائرهم مدمرة او يداومون لبضعة ايام اسبوعيا بمكان مؤقت، ولها نطالب بالعدالة التي لا نريد غيرها، ولابد من الاسراع بإعادتنا لوظائفنا”.
وكان تنظيم (داعش) الارهابي قد اقدم، في مطلع تموز يوليو 2015، على تفجير منشأة جبار بن حيان احدى مؤسسات التصنيع العسكري في عهد النظام السابق، من خلال تفخيخها بالبراميل شديدة الانفجار وتحويلها الى ركام وتدميرها بالكامل.